ضحايا بين المتظاهرين في حملة عنف جديدة قرب جسر السنك

ضحايا بين المتظاهرين في حملة عنف جديدة قرب جسر السنك

 متابعة الاحتجاج
سقط ضحايا من المتظاهرين،أمس الجمعة، في حملة عنف جديدة طالت المحتجين وسط بغداد، بعد ساعات من صدور تقرير دولي اتهم السلطات العراقية بالمسؤولية عن سلسلة “جرائم” ضد المتظاهرين في العاصمة. وقال شهود عيان إن “قوات مكافحة الشغب أطلقت القنابل المسيلة للدموع والذخيرة بشكل مباشر تجاه المتظاهرين، قرب جسر السنك، مساء أمس”.

وأضافوا، أن “ذلك أسفر عن سقوط ضحايا بين المتظاهرين من بينهم مصابون بجروح خطيرة”، مشيرين إلى أن “هجوم القوات ضد المتظاهرين وقع بشكل مفاجئ، حيث كانت فعاليات الاحتجاج تجري بشكل طبيعي دون أي تصعيد أو تقدم نحو تلك القوات”.
من جانبه قال مصدر طبي إن “متظاهراً على الأقل قُتل، نتيجة حملة العنف الجديدة ضد المحتجين قرب جسر السنك”، موضحاً أن “ما لا يقل عن ثمانية أشخاص أصيبوا، بجراح بعضها خطيرة جداً”.
وأضاف المصدر، أن “الضحايا نقلوا إلى مستشفى التحرير ومستشفيات قريبة، عبر مركبات التك تك وسيارات الإسعاف”. واستمر توافد المتظاهرين على ساحات الاحتجاج في العراق منذ الساعات الأولى لصباح الجمعة، بينما حذّر سياسيون من وجود قرار بإنهاء التظاهرات بوسائل عدة من بينها الحلّ العسكري.
وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد، تظاهرات تم خلالها رفع صور المرجع الديني العراقي علي السيستاني، بمناسبة تماثله للشفاء بعد إجراء عملية جراحية، كونه يُعدّ من أشد الداعمين للحراك الاحتجاجي في العراق منذ انطلاقه مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ورفع متظاهرو التحرير شعارات رافضة لمحاولات تسييس ساحات الاحتجاج من قبل بعض الأطراف، منددين باستمرار عمليات القتل والجريمة والتهديد التي تطاول المتظاهرين السلميين.
"وجدّدوا المطالبة باختيار شخصية عراقية كفوءة قادرة على قيادة الحكومة الجديدة لحين إجراء الانتخابات المبكرة، موضحين أن أحزاب السلطة تراهن على المماطلة والتسويف لكسب الوقت، من أجل تمرير مرشحيها الفاسدين.
وقال الناشط، رياض علاوي سبتي، أحد أعضاء لجان التنسيق في ساحة التحرير في بغداد لـ"الاحتجاج"، إن "استمرار توافد العراقيين على ساحات التظاهر وتقديمهم الطعام والأغطية، والتعبير عن ثنائهم وامتنانهم هو بمثابة منح تفويض شعبي عراقي للمتظاهرين".
وأضاف "الحمد لله أن الساحات مكتظة، وكل المحاولات لحرف مسار الانتفاضة باءت بالفشل، ورغم أن الخوف من تظاهرات الأحزاب والفصائل المسلحة الجمعة المقبلة لا تزال قائمة من جهة أنها محاولة لضرب حراك العراقيين الحالمين بوطن محترم وكريم للعيش فيه، إلا أن هناك إصراراً على كسر رهان الأحزاب والسلطة في إنهاء تظاهراتنا، حيث يعولون على الوقت ويأس المتظاهرين من الإصلاح، وكذلك القمع الوحشي والتهديد والترهيب الذي تقوم به دولة الظل".
واستمرّ الاعتصام في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، وعبّر المتظاهرون عن غضبهم من استمرار تجاهل السلطات العراقية لمطالبهم، وأبرزها محاكمة عاجلة لقتلة المتظاهرين في ذي قار وبقية المحافظات، مؤكدين أن تظاهراتهم لا يمكن أن تنتهي بالقمع والقتل والترهيب.
في غضون ذلك، رفع المتظاهرون في ساحة اعتصام البصرة صور الصحافيَّين أحمد عبد الصمد وصفاء غالي، بمناسبة مرور أسبوع على قتلهما من قبل جهة مجهولة قرب الساحة، مشيرين إلى وجود تقصير كبير في عمل المحافظ أسعد العيداني، وقادة الأمن في ملف قتل واختطاف المتظاهرين، الذي تديره مليشيات متنفذة ومعروفة للجميع.
وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية التي تفرضها الشرطة وقوات مكافحة الشغب في كربلاء، خرج المحتجون بتظاهرات في المدينة، بدأت بالتهنئة بشفاء السيستاني، قبل أن ترفع شعارات تطالب بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في المحافظة من مسؤولين وقادة أمنيين، بالإضافة إلى الدعوة إلى الإسراع بتشكيل حكومة جديدة، شريطة أن تكون مستقلة، بعيدة عن سطوة أحزاب السلطة.
وعبّر عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية علي البياتي، عن خشيته من تدهور الأوضاع الأمنية في كربلاء، وانعكاس هذا الأمر على أمن المتظاهرين، مشيراً في تغريدة على "تويتر"، إلى تدهور الأمن في المحافظة، وانتشار عصابات الجريمة والخطف والاغتيالات، وسرقة المحلات التجارية والمنازل والاعتداء عليها، مضيفاً "لا يمكن أن تبقى الأجهزة الأمنية متفرجة، وتسلّم حياة المدنيين لعصابات الجريمة".
فيما هدّد متظاهرو النجف، باللجوء إلى العصيان المدني وتعطيل مرافق الحياة كافة، مؤكدين تأييدهم لمهلة الأسبوع التي أطلقها متظاهرو الناصرية.
وأمهل بيان لساحة اعتصام النجف، تلقت الاحتجاج نسخة منه، أمس “البرلمان المهلة ذاتها من أجل إنهاء تشكيل الحكومة الانتقالية بحسب ما توافقت عليه جموع الشعب من صفات ومواصفات”.
وشدّد المعتصمون وفقاً للبيان على ” رفض التوسيف والمماطلة في تحقيق مطالبنا المشروعة، وعدم اعترافنا بأي حكومة يراد منها تدوير نفايات أحزاب الفساد”.
وفي السياق، حذّر نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي من وجود قرار سياسي يهدف إلى إنهاء الاحتجاجات الشعبية، مشيراً في مقابلة مع محطة فضائية عراقية إلى وجود من يريد إنهاء التظاهرات بشتى الطرق، بما فيها الحلّ العسكري.
ولفت إلى أن الثقة انعدمت بين الشعب والقوى السياسية، بسبب تصرفات الأحزاب التي جعلت العراق يتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات، مبيناً أن أغلب الكتل السياسية تفكر بمكاسبها واستحقاقاتها، وأن قرارها غير عراقي