نريد أن نعيش كبشر...!

نريد أن نعيش كبشر...!

حسان عاكف
ما لم تدركه، أو لا تريد أن تدركه، الاطراف السياسية الحاكمة حتى اللحظة ان انتفاضة الشعب، التي دخلت شهرها الرابع، وقدمت ما قدمته من شهداء وضحايا كبيرة رغم سلميتها، لا تريد ان تُسقِط دولة أو تريد ان تدفع البلد الى الاحتراب ونحو المجهول.

أن كل ما يريده المنتفضون، ومن خلفهم شعب العراق كله، هو أن يعامل المواطن في هذا البلد، كائن من كان، بأعتباره إنساناً، باعتباره« بني آدم»، يأكل كبشر، يسكن كبشر، يتعلم كبشر، يتعالج عندما يمرض كبشر، يحصل على فرصة عمل يعيش منها وعائلته كبشر، يحصل على فرص متساوية في عموم ميادين الحياة مع الاخرين دون تمييز، يعرف كيف تدار أموره وكيف تصرف موارد بلده وثرواته.
العراقيون لا يريدون أكثر من حقوقهم، يريدون أن يعاملوا كبشر وهم أهل لذلك ويستحقون أن يعاملوا بكل إحترام، ومن لا يستطيع أن يفهم ذلك ويستوعبه عليه أن يرحل، قبل أن يُرَحَل

****

تسالي/ اللعب بالكلمات ...
نريد شخصية جدلية، ولا نريدها شخصية جدلية...
نريدها شخصية جدلية بالمعنى الفلسفي والفكري؛ أي شخصية تؤمن بالتفكير والتطور والحركة الدائمة، شخصية قادرة على نسج علاقات وروابط منسجمة متناغمة بين الجوانب المشرقة من تراثنا وحضارتنا من جهة ومقتضيات العصر الذي نعيشه اليوم من جهة أخرى.
نريدها شخصية تعتمد الجدل وتطبقه في دراستها للظواهر التاريخية والفكرية والاجتماعية، وبشكل خاص في دراستها للظواهر الاقتصادية، وفي نظرتها لظواهر الطبيعة.
ولا نريدها شخصية جدلية بمعنى إنها شديدة الجدال مثيرة للجدل ، يريدها البعض ويرفضها "أبعاض"، كما هو الحال اليوم في الجدل الدائر حول اختيار رئيس الوزراء. لا نريدها جدلية في المناورة والتحليل أو الخطاب المعقد وغير المجدي...