قتلى وجرحى من المتظاهرين وتصاعد حدّة الاحتجاجات الشعبية

قتلى وجرحى من المتظاهرين وتصاعد حدّة الاحتجاجات الشعبية

 متابعة الاحتجاج
تصاعدت وتيرة المناوشات بين المتظاهرين في بغداد والمحافظات الجنوبية، والأمن الذي استخدم الرصاص الحي وقنابل الغاز لتفريقهم، ما تسبب بسقوط ضحايا، بينما قتل عدد من متظاهري البصرة بينهم ناشطة وأصيب آخرون بنيران مجهولين هاجموهم بعد منتصف ليل الثلاثاء. ورغم الظروف الجوية السيئة، إلا أن المحتجين وسعوا من نطاق تحركهم الشعبي داخل العاصمة.

وفشلت قوات الأمن، صباح امس الأربعاء، بمحاولات فتح طريق محمد القاسم والذي يقطعه المتظاهرون منذ عدّة أيام.
وحاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين المسيطرين على الطريق، عبر إطلاق الرصاص الكثيف عليهم، وقنابل الغاز، ما تسبب بسقوط أكثر من 9 مصابين غالبيتهم بحالات اختناق نقلوا على أثرها الى مستشفى قريب.
وتشهد منطقة الكيلاني وساحة الطيران القريبتان من طريق محمد القاسم اضطراباً إثر محاولات القوات الأمنية تفريقهم بالقوة، كما قطع المتظاهرون شارع فلسطين القريب من طريق محمد القاسم، باتجاه منطقة النهضة.
وتجدّدت عمليات الكر والفر بين متظاهري منطقة الدورة جنوبي بغداد، والتي شهدت طيلة الليل حتى ساعات الفجر، مناوشات بين عناصر الأمن والمتظاهرين، ومحاولات لتفريقهم. وانتشر عناصر الأمن في الأزقة والشوارع محاولين منع خروج المتظاهرين.
وتدفق المئات من أبناء المنطقة صباحاً، نحو جسر الميكانيك في المنطقة وقطعوه بإطارات محترقة، بينما يطلق الأمن قنابل الغاز باتجاههم.
وفي كربلاء، أطلق عناصر الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين الذين يغلقون الدوائر لاستمرار الإضراب العام، وتم تسجيل عدّة إصابات.
وشهدت محافظة ذي قار ومركزها مدينة الناصرية، تظاهرات ومناوشات تخللها إطلاق نار من قبل الأمن، الذين حاولوا فتح الطرق التي يقطعها المتظاهرون، ومنها طريق الكوت المقطوع منذ ثلاثة أيام، كما قضى المئات ليلتهم الثانية على الطريق الدولي الرابط بين بغداد والبصرة، ونصبوا سرادق جديدة عليه. كما يستمر محتجو محافظة القادسية ومركزها مدينة الديوانية بقطع الطريق الذي يربط المحافظة بمحافظة النجف، فضلا عن قطع العديد من الطرق الفرعية الأخرى. وطيلة الليل وحتى الصباح، شهدت محافظة المثنى ومركزها مدينة السماوة، تظاهرات غاضبة وحرقاً للإطارات على الطرق والجسور الحيوية، وسط إطلاق قنابل الغاز من قبل عناصر الأمن.
وفي العمارة والكوت غطّت سحب الدخان سماء المدينة، من جراء إحراق الإطارات وقطع الطرق، مع قنابل الغاز التي يستخدمها عناصر الأمن، وتم عزل أغلب المناطق عن بعضها بالإطارات المحروقة.
وجاء التصعيد عقب انتهاء المهلة التي منحها المحتجون لأحزاب السلطة في العراق من أجل تنفيذ مطالبهم التي خرجوا من أجلها منذ الأول من أكتوبر الماضي، من قبيل تأليف حكومة كفاءات قادرة على إنعاش اقتصاد البلاد المتدهور ومكافحة الفساد. في ذات السياق، لا تزال أزمة تشكيل حكومة عراقية جديدة عصية على الحل وتراوح مكانها، فيما يسود استياء شعبي عارم من عملية التأخير، في اختيار شخصية تنسجم ورغبات الحراك الشعبي في ساحات التظاهر. وفيما الشارع يضغط في سبيل اختيار حكومة مستقلة، لا تتضمن وجوها سابقة وغير مرتبطة بأجندات إيرانية، تسعى قوى سياسية لإعادة إنتاج نفسها من أجل البقاء في السلطة، بتقديم المصالح الشخصية على مصلحة الوطن.