أم جنّات.. عراقية دفعت حياتها ثمناً لإنقاذ جرحى التظاهرات

أم جنّات.. عراقية دفعت حياتها ثمناً لإنقاذ جرحى التظاهرات

 متابعة الاحتجاج
فارقت الناشطة والمسعفة العراقية جنان الشحماني، الحياة، مساء الثلاثاء، وذلك خلال هجوم مسلح وسط محافظة البصرة من قبل مليشيات مسلحة مجهولة، أثناء تواجدها قرب عدد من المتظاهرين الذين تعرضوا لإصابات نتيجة عمليات القمع من قبل الأمن العراقي. وفتحت المليشيات المسلحة النار على المتظاهرين، ما أدى إلى استشهاد الشحماني، وإصابة 10 متظاهرين معها بجروح مختلفة.

والراحلة جنان الشحماني، الملقبة بـ"أم جنّات"، برزت، طيلة السنوات الماضية، كأحد أبرز وجوه رعاية الأيتام وتعليم الأرامل والاهتمام بالمعنفات في محافظة البصرة جنوبي العراق، من خلال مساعدتهن على إيجاد فرص عيش كريمة، وكل ذلك بجهد شخصي.
وشيّع الآلاف من أبناء محافظة البصرة، جثمان الشحماني، الأربعاء، وسط غضب شعبي عارم، وتعهدوا بالاستمرار في الثورة وإكمال مشوار أمّ جنات الإنساني.
وأمّ جنات، هو لقب الناشطة الإنسانية العراقية التي كرست حياتها لرعاية الأيتام، واهتمت بالملف الإنساني في البصرة، كما أنها عكفت على تربية ورعاية ابنة أخيها الفقيد جنات.
وإلى جانب اهتمامها برعاية الأيتام، فقد حرصت على تعليم الأرامل الخياطة والحلاقة والطبخ والأعمال اليدوية، وكانت طوال حياتها مسؤولة عن عدة عوائل ومطلقات ومهجرين، وكافلة لـ500 يتيم تجمع لهم مساعدات، كما عملت على جمع الأثاث المستعمل وكذلك الملابس، من أجل توزيعها على العوائل المحتاجة.
وعملت الشحماني على قيادة الكثير من التظاهرات النسوية في محافظة البصرة، طيلة السنوات الماضية، وكانت أول متظاهرة ومسعفة عند انطلاق ثورة أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقدمت مساعدات لعوائل شهداء وجرحى الثورة، بالإضافة إلى عملها كمسعفة.
وأكد ناشطون في محافظة البصرة، أنّ "الشهيدة جنان الشحماني، تواجدت في جميع ساحات التظاهر والاحتجاج منذ عام 2011، وشاركت في الاحتجاجات والاعتصامات في العاصمة بغداد، وكانت تمارس دوراً قيادياً في التظاهرات، خصوصاً النسوية".
ولفتوا إلى أنّ "محافظة البصرة، خسرت إنسانة كانت ترعى الكثير من عوائل الشهداء والأرامل والأيتام، وكانت تقوم بعمل لا تستطيع وزارة العمل في العراق القيام به، وكل ذلك بجهد شخصي، وبتفان ونبل".
وأضاف الناشطون أنّ "الشهيدة جنان الشحماني، كانت لا تتواجد فقط في ساحة الاعتصام، بل كانت تقوم بجولات على المتظاهرين في عموم محافظة البصرة، من أجل تقديم الدعم الإنساني لهم والإسعافات الأولية، في حال تعرضهم لقمع من قبل القوات الأمنية، رغم أنها قتلت بقرب تلك القوات، دون أن تحرك ساكناً".
أما قيادة شرطة محافظة البصرة، فقالت في بيان، إنّ "التحقيقات في حادث قتل المسعفة جنان ماذي الشحماني (أم جنات)، كشفت أنه حادث جنائي وليس إرهابياً، حيث أنّ مسرح الجريمة بعيد عن مكان ساحة الاعتصام أو التظاهرات، وليس فيها كما ادعى البعض".