الاحتجاجات تتواصل وسقوط شهداء جراء القمع الأمني وهجمات مجهولين

الاحتجاجات تتواصل وسقوط شهداء جراء القمع الأمني وهجمات مجهولين

 متابعة الاحتجاج
وجه المتظاهرون رسالة جديدة إلى العالم قبل ساعات من التظاهرة المرتقبة ضد الوجود العسكري الأميركي في العراق. وأظهرت صور اطلعت عليها "الاحتجاج" أمس الخميس، لافتة كبيرة علقت على المطعم التركي إلى جانب صورة للمرجع الأعلى علي السيستاني.

وحملت اللافتة “رسالة من متظاهري ساحة التحرير إلى العالم”، أكدت أن “ساحة التحرير لكل وطني حر من قيود الأحزاب والعمالة، وهي لكل العراقيين”.كما قالت، إن “ارض العراق لا تخضع إلا لسيادة الدولة العراقية، وحق التظاهر مكفول للجميع".
فيما استمرت الاحتجاجات في العراق، أمس، وسُجّلت صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن في بغداد وعدد من المحافظات بوسط البلاد وجنوبيها، في حين شهدت البصرة احتقاناً واضحاً على خلفية اغتيال ناشطة معروفة. وجاءت هذه التحركات الشعبية الجديدة على رغم انخفاض درجات الحرارة وموجة الأمطار الغزيرة التي اجتاحت بغداد وعدداً من المحافظات.
وأفاد ناشطون بأن العاصمة بغداد ومحافظات عدة شهدت تصعيداً في الاحتجاجات السلمية في الساعات الماضية، تمثلت خصوصاً بقطع الطرق الرئيسة الرابطة بين محافظات البلاد، إضافة إلى قطع الطرق الحيوية والمهمة في داخل كل محافظة.
كذلك، أفيد بأن الصدامات تواصلت أمس بين المتظاهرين والقوات الأمنية في ساحة الطيران وقرب طريق محمد القاسم للمرور السريع ببغداد. وعمد المتظاهرون إلى قطع هذه الطريق مرات عدة في أوقات مختلفة من يوم أمس، في حين استخدمت قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع لإبعاد الحشود، ومنعها من قطع الطريق السريعة. وأسفرت المواجهات عن وقوع ما لا يقل عن 15 إصابة وحالات اختناق بين صفوف المحتجين.
ولم تمنع الأمطار وسوء الأحوال الجوية الذي تشهده أغلب المحافظات، المتظاهرين من المبيت في ساحات التظاهر، ومواصلة الاحتجاج ليلاً ونهاراً، إذ امتدت رقعة التظاهرات في بغداد من طريق محمد القاسم السريع، لتضم منطقة النهضة الواقعة بين الخط السريع وساحة الخلاني، وهاجم عناصر الأمن المتظاهرين على الطريق السريع قرب مرأب النهضة بالرصاص الحي وقنابل الغاز، ما أسفر عن تسجيل حالات اختناق في صفوفهم.
كما امتدت تظاهرات الخط السريع لتشمل المنطقة القريبة من وزارة المالية في منطقة المستنصرية، حيث أضرم المحتجون النيران على الخط السريع مطالبين بتنفيذ المطالب المشروعة، وغطت سحب الدخان سماء المنطقة، ونفذت قوة من مكافحة الشغب عملية دهم مباغتة على المتظاهرين وحاولت اعتقالهم، إلا أنهم تفرقوا في الأزقة القريبة، وعاودوا بعد انسحاب القوة.
وفي المحافظات الجنوبية، شهدت البصرة تظاهرات ليلية استمرت حتى الصباح، وقطع المتظاهرون العديد من الطرق في الشارع التجاري وساحة البحرية وفي مناطق العشار وأم قصر، التي شهدت انتشاراً أمنياً مكثفاً، فيما واجهت قوات الصدمة المتظاهرين بالرصاص الحي، ما أسفر عن تسجيل عدد من الإصابات.
وفتح مسلحون مجهولون يستقلون سيارة مدنية، النار على المتظاهرين في الشارع التجاري وسط البصرة، ما أسفر عن مقتل متظاهر وإصابة 6 آخرين بجروح مختلفة، كما أغلق محتجون صباح امس الخميس، بوابة مديرية تربية البصرة وعدداً من الطرق في تقاطعَي التجاري والعسكري.
ووفقاً لمصدر طبي في البصرة، فإن "مستشفيات المدينة تلقت، جثة متظاهر مصاب بطلق ناري في رأسه، ونحو 13 مصاباً"، مبيناً في تصريح أن "الإصابات اختلفت ما بين جروح بالرصاص الحي وحالات اختناق بالغاز، وقد تماثل ثلاثة من المصابين الى الشفاء وغادروا المستشفى".
ويواصل أهالي محافظة ذي قار قطع الطرق الحيوية، إذ أضرم متظاهرو البطحاء النار في الإطارات التي قطعوا بها الخط الدولي الرابط بين بغداد والبصرة، كما قطع أهالي الناصرية (مركز المدينة) عدداً من الطرق الحيوية، وسط انتشار أمني مشدد.
وما زالت أغلب دوائر محافظة كربلاء مغلقة باللحام من قبل المحتجين، تنفيذاً للإضراب العام، وقطع المتظاهرون العديد من الطرق، والجسور الحيوية في المحافظة، وسط رشقات مستمرة للرصاص الحي يطلقها عناصر الأمن لتفريقهم. وفشلت قوات الأمن في محافظة القادسية، ومركزها مدينة الديوانية، بمحاولات تفريق المتظاهرين الذين يقطعون الطريق الرابط بين المحافظة ومحافظة النجف، على الرغم من إطلاق قنابل الغاز. كما شهدت محافظات المثنى والنجف وميسان وبابل تظاهرات مماثلة، وقطعاً للطرق بالإطارات المحترقة، ولم تخلُ تلك الاحتجاجات من صدامات وقمع أمني.
ويتوافد مئات من المتظاهرين نحو ساحات الاحتجاجات في أغلب تلك المحافظات، التي تشهد إضراباً عاماً في دوائرها والمدارس والجامعات.