صمود الثورة راسخ في عمق الأرض..مابين مطرقة من يقمع وسندان من يتخاذل وينسحب!

صمود الثورة راسخ في عمق الأرض..مابين مطرقة من يقمع وسندان من يتخاذل وينسحب!

 ماس القيسي
في ظل تداعيات وتضاربات تحصل بين الحين والآخر لدى سوح الاحتجاج في انحاء العراق المنتفض ضد اغلال الذل والعبودية، تحديات تفرض نفسها امام ثبات الثائر العراقي الذي نأى بنفسه عن التراجع وأصر على البقاء، صامدا شامخا بوجه هبوب الرياح العاتية من جميع الاتجاهات.

منهم من أرسى ركيزة الانتماء وعاند كل اشكال التعسف بمختلف شخوصه واجنداته، ومنهم من غادر ذاته التواقة للوجود متأثرا بالانصياع لمن يحسب نفسه خليفة الله على الأرض!، فما مدى تأثير تنازل البعض عن كرامة وجوده، على استمرارية الحراك الشعبي؟، يقول مروان كريم (متظاهر): "بعد الانسحاب لا اعتقد ان ثورتنا ستتأثر سلبا، على العكس سوف يزيد الاصرار وحتى العدد، لان العراقي بطبعه عنيد وكلما تضغط عليه اكثر يصر على موقفه اكثر، اما بالنسبة للقمع فصار امرا اعتياديا، ولن يثني احدا عن هدفه"مؤكدا على الصمود. "توقعاتي وكلي أمل اننا سنستمر ونزيد ونتقدم، لن نعود، والنصر حليفنا وسوف نحتفل بانتصار الثورة قريباً جداً". "بعد الاحداث الاخيرة التي حدثت في الساحة من قمع، وانسحاب بعض الخيم"، لم تخمد حركة الاحتجاج، كما قالت موج زياد (متظاهرة) وتعقب: "لم تتأثر ساحات الاعتصام بأي موجة قمع، على العكس تماماً، اصبحت الساحات تزداد بالمعتصمين والمؤيدين، فهذهِ قضية وطن". وعن توقعاتها لما تحمله الايام القادمة للثورة، بعد ان حوصرت من جميع الجهات تقول: "لم يخرج العراقيون ليتراجعوا، خرجوا ليستردوا وطنا مسلوبا، والأيام القادمة ستكون أكثر عناداً وإصراراً لتحقيق ما انتفضوا من أجله".
"ساحات التظاهر مليئة بالحياة منذ اليوم الاول للثورة وحتى الآن"، وصف تكاد تراه بريق وطن يلمع في عيون الثائرين، ومنهم الشاعر أزهر كريم (متظاهر)، مستأنفا بقوله: "فهي أغنية جميلة لا تتأثر بأي نشاز يحدث، او تشويه مدفوع الثمن، فالتشويه هو كيانهم المتبع منذ سبعة عشر عام، والقمع المعتاد عليه هو وسيلة السلطة للتشبث بالظلم والسرقة وضياع البلد، اما الانسحابات، فهي اشبه بالحديقة التي تموت فيها وردة لا تفقد تسميتها وكيانها، هكذا هي ساحات الاعتصام". وفيما يخص النتائج المرجوة يقول: "انا كمتظاهر متواجد في الانتفاضة منذ شرارتها الأولى، ارى ان السلطة ستخضع لأوامر الثوار، فالشعب هو مركز السلطة والقرار في هذه المرحلة وكل المراحل القادمة، ولا سبيل لدينا غير الثبات والتوهج الدائم، فالوطن سميرنا الدائم ولا ننتمي لغير ترابه المذهّب".
"التأثير الذي حدث على ساحة الاعتصام ايجابي للدرجة التي جعلت الساحة خالية من اي طرف من اطراف الاحزاب والميلشيات"، وينفي علي ثابت ( متظاهر)، تزعزع سوح الانتفاضة لما تتعرض له من هجوم مستمر، قائلا: "القمع له تأثير في جمع الناس وتكاتفهم" وستشهد الايام القادمة "فهي حصيلة ما مضى من احداث، إذ اليوم بعد ان اصبحت الساحة خالية من الاطراف غير العراقية، ما هي الا جهود بذلها المعتصمون كي تصبح الساحة بهذا الشكل، ومن المتوقع ان الساحة ستتعرض للكثير من الاعمال القمعية والقرارات التعسفية من خطف واعتقال، لكنها ستبقى صامدة كما في الايام الماضية بفعل جهود أبنائها".
الثورة الحرة الابية التي تولد لتقول كلا للرضوخ، لن تخضع مهما مر عليها من محن وكيفما توجهت صوبها اعاصير الغدر ورماح الخيانة. فالبدايات ليست الا قشور يتزين بها اشباه البشر، في حين العبرة، كما يقال دوما تكمن في النهايات!