الصدريون والحسابات الخطأ

الصدريون والحسابات الخطأ

 د. إياد العنبر
منذ بدء التظاهرات كانت مخاوف الكثير من الفرقاء السياسيين الشيعة أن يكون موقف السيد مقتدى الصدر مع المتظاهرين.

ولذلك كانت ستراتيجية الفرقاء هو أن يكون الجميع بنفس المَركب، على أساس كلّما تكبر تتوسع المشكلة، ويشترك فيها الجميع فتكون الحلول سهلة.
ولطالما كانت مواقف السيد مقتدى الصدر تسعى لتحقيق التوازن بين الواقع السياسي والبُعد الجماهيري للتيار الصدري.
بيد أن الفرقاء السياسيين وجدوا أن الحل للخروج من أزمة التظاهرات من خلال جعل السيد مقتدى بالواجهة، وقد تحقق لهم ذلك، لكن الحسابات هذه المرة خاطئة وستكون نتائجها عكسية، بسبب:
السيد مقتدى الصدر ولأول مرة يتبنى مرشح لرئاسة الوزراء، ومن ثم سيكون هذه المرة بالواجهة، ولا يمكن التنصل من الإخفاقات المتوقعة في أداء هذه الحكومة.
الرهان على حكومة توفيق علاوي هو رهان خاسر، بسبب تراكمات الخراب والفشل التي رسختها حكومة عبد المهدي من جانب، وتغول سيطرة الأحزاب على مؤسسات الدولة، من جانب آخر. وبالنتيجة لا يمكن التعويل عليها بإعادة الثقة بين المواطن والحكومة.
أن يكون الصدريون بمواجهة المتظاهرين، وبالنتيجة ستتحول المواقف من مدافعين عن التظاهرات إلى مواجهتها، بغض النظر عن التبريرات.
سعى الفرقاء السياسيون إلى أن يكون الصدر بمواجهةٍ مع الجمهور من غير أتباعه، واستغلوا قرار سحب أنصاره من التظاهرات في الأسبوع الماضي، وكان لسان حالهم شامتاً بالقول: "إنسحابكم لم يؤثر على زخم التظاهرات"، وقرار عودتكم للتظاهرات اعتبره البعض حصان طروادة ضمن صفقة سياسية لتمرير المرشح محمد توفيق علاوي.
كانت التوقعات بأن يكون الرابح الأكبر من الانتخابات المبكرة هو التيار الصدري، وهذا كان يثير مخاوف خصومه السياسيين، بسبب قدرته على التحشيد وكسب الكثير من الشخصيات المؤثرة للترشيح معه. لكن الآن بات التيارُ الصدري متماهياً مع الحكومة والطبقة السياسية.