بعد مجزرة النجف.. متظاهرون: اعتدنا على ذلك، لكننا أكثر تصميماً

بعد مجزرة النجف.. متظاهرون: اعتدنا على ذلك، لكننا أكثر تصميماً

 متابعة الاحتجاج
شيّع المتظاهرون المناهضون للحكومة الخميس سبعة منهم قتلوا الأربعاء في اشتباكات مع أنصار للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في النجف بجنوبي العراق، مؤكدين تصميمهم على مواصلة حراكهم الاحتجاجي المستمر منذ بداية أكتوبر.

وتصدعت صفوف حركة الاحتجاج منذ أن غير الصدر موقفه بعد أن شارك أنصاره منذ البداية في التظاهرات المناهضة للفساد، لكنه انسحب منها لاحقا.
وأعلن الصدريون دعمهم لرئيس الوزراء المكلف محمد علاوي الذي يحتاج لتولي مهامه ان تحصل حكومته على ثقة البرلمان في أقل من شهر.
ويرفض المتظاهرون المناهضون للسلطة هذا التكليف لأن علاوي كان وزيراً مرتين في مؤسسات النظام الذي يريدون إسقاطه. ونظموا تظاهرات وخاضوا مواجهات أسفرت حلال أربعة أشهر عن مقتل قرابة 600 شخصاً وإصابة 30 ألفاً بجروح غالبيتهم من المتظاهرين.
وتبنى أصحاب القبعات الزرق اقتحام ساحة الاحتجاج في النجف، لكن الشرطة كذلك متهمة بالتقصير بسبب عدم منع حدوث الصدامات.
ويؤكد المتظاهر محمد، طالب هندسة، الذي يتظاهر بشكل مستمر في ساحة التحرير في بغداد، أنه "في النجف سقطت الأقنعة".
وعلى مفترق الطرق الرمزي، مركز الاحتجاج، ما زال الصدريون يحتفظون بنقاط تفتيش أمنية في المنطقة المجاورة بعد أن أعلنوا حتى وقت قريب أنهم مسؤولون عن حماية المتظاهرين، أمام الشرطة والجماعات المسلحة.
لكن بعد ما حدث أمس يقول محمد إن ما يجري بين المتظاهرين والصدريين أشبه بحوار الصم.
وأضاف "أخبرنا الصدريين هنا أنه من المفترض أن يؤمنوا المكان ورفاقنا لكنهم لا يستمعون إلينا".
وفي الناصرية، وهي مدينة أخرى في الجنوب، اعتبر المتظاهر عدنان ظافر الذي يواصل احتجاجه منذ عدة أشهر، الهجوم الذي وقع مساء الأربعاء بمثابة استمرار منطقي لأربعة أشهر من حملات القمع والتخويف التي يقوم بها المهاجمون الذين لم تستطع الدولة حتى الآن تحديد هويتهم لكن الأمم المتحدة وصفتهم بـ"مليشيات".
وفي كربلاء ، انطلقت تظاهرة منددة بأحداث النجف الدامية وطالب المتظاهرون القوات الأمنية بحماية ساحات الاحتجاج وحصر السلاح بيد الدولة.
وأضاف محمد: "تعرض المتظاهرون إلى عمليات قتل بطلقات نارية وخطف واغتيالات، وتتعرض معسكرات المتظاهرين للهجوم في وضح النهار وتحت أعين قوات الأمن.. الفصائل المسلحة تفعل ما تريد لإنهاء الاحتجاجات".
في الديوانية، جنوبا أيضا، خرجت تظاهرة طلابية مناهضة للصدر وهادي العامري أحد كبار قيادات الحشد الشعبي الموالي لإيران. وهتف المشاركون فيها: "لا مقتدى ولا هادي.. تبقى حرة بلادي".
ويخشى المحتجون في هذه المدينة أن يتكرر سيناريو النجف حيث هاجم أنصار الصدر في وقت متأخر من بعد ظهر الأربعاء ساحة الاعتصام الرئيسة للمتظاهرين المناهضين للسلطة قبل احتلالها الخميس، والتمركز وسط أنقاض الخيام التي أحرقت في الليل، وفق ما وجده صحفيون لوكالة فرانس برس. لكن هذا العنف لا يقوض تصميم المتظاهرين على ما يبدو.
وفي ميدان التحرير، تقول طيبة طالبة الإعدادية في بغداد وهي تلف العلم العراقي حول كتفيها: "اعتدنا على ذلك، لكننا أكثر تصميما من قبل.. كان الطلاب يخرجون مرة في الأسبوع للتظاهرات والآن أصبحت ثلاث مرات".
ووعد علاوي مجموعات من ممثلي المحتجين الذين التقى بهم في الأيام الأخيرة باختيار وزير أو اثنين من المتظاهرين الذين يدينون الفساد والمحسوبية في العراق في البلد الذي حل في المرتبة السادسة عشرة للدول الأكثر فسادًا في العالم حسب منظمة الشفافية الدولية.
لكن إلى أن تحصل حكومته على ثقة البرلمان، فإن علاوي غير مخول باتخاذ أي قرار، وحكومة عادل عبد المهدي المستقيلة ما تزال المسؤولة عن تصريف الشؤون الحالية.