بالمكشوف:  كيشوانية  البرامج التفاعلية

بالمكشوف: كيشوانية البرامج التفاعلية

 علاء حسن
حقق العراقيون أحلامهم في التقاط البث الفضائي بعد عام ألفين وثلاثة كغيرهم من شعوب المنطقة ، فكانوا على موعد مع الانفتاح الإعلامي الواسع من دون رقابة تفرضها جهات رسمية .

في أجواء حرية التعبير كمظهر حضاري ديمقراطي ، حرصت قوى سياسية على أن تكون لها فضائياتها الخاصة ، تنقل نشاطات زعمائها ، مع تقديم خدمة إعلامية ، تعتقد إنها تلبي حاجة قواعدها الجماهيرية العريضة في الحصول على المعلومات للتعرف على آخر المستجدات في المشهد السياسي المحلي والإقليمي.
مقابل انتشار الفضائيات تضاعفت أعداد المحللين السياسيين ، منهم من انتحل صفة الدكتور ليقوم بتلميع صورة زعيم ما، أو الدفاع المستميت على موقف حزبه . قسم آخر من المحللين تبنى خطاب الفضائية مع استعداد عن دفاع عن صاحبها ، وعادة ما يكون زعيما سياسيا، حتى يجعله رمزاً وطنياً ،سيحقق آمال العراقيين حين تتشرف كتلته النيابية في الحصول على الوزارات الخدمية. المحلل ينهي وصلته التحليلية بدعوة القوى السياسية لدعم الزعيم ،ثم يقبض ثمن الإطلالة على الشاشة فيتوجه الى فضائية أخرى بسيارة أجرة من نوع سايبا ، قبل الدخول إلى الأستوديو ،يخلع ربطة عنقه من أجل أن تنطبق الصورة مع توجهات الفضائية المعروفة بولائها إلى الجهة الداعمة.
باستثناء الفضائية شبه الرسمية الممولة من المال العام ، لا أحد يعرف مصادر تمويل الفضائيات الأخرى ، هل تحصل على الأموال من إيران أو السعودية أو قطر ؟ هذا السؤال واحد من أسرار القوى السياسية ، ليس باستطاعة الأفراد والجهات معرفتها . الفضائيات العراقية من ألفها إلى يائها باستثناءات قليلة جداً بالإمكان التعرف على مصادر تمويلها من نشراتها الإخبارية واعتمادها على مصطلحات ومفردات معينة تؤكد بكل وضوح أن الجهة الفلانية هي مصدر التمويل بالدولار والريال والتومان والدرهم .
تعاطي فضائيات الأحزاب العراقية الممولة من جهة خارجية مع حركة الاحتجاج منذ اندلاع انتفاضة تشرين ، كشف عن رثاثة الخطاب الإعلامي الموجه ، ترافقه إطلالة محليين سياسيين متطوعين ضمن صفوف الذباب الالكتروني لخدمة أسيادهم ، فيما حرصت فضائيات أخرى على تلميع صور زعماء سياسيين مقابل ثمن مدفوع سلفا غير قابل للتقسيط المريح.
يوم بدأ البث الملون في العراق ، أبدى أحدهم رغبته في أن تتوصل العلوم والتكنولوجيا إلى ابتكار جديد يمنح المشاهد إمكانية رشق حذائه بوجه من يظهر في الشاشة ،فيسقط على رأسه داخل الاستوديو . الرغبة تبدو خيالية ، لكن في ظل تطورات وسائل الاتصال ، ليس من المستبعد التوصل إلى ابتكار من هذا النوع مما سيفرض على المشاهدين اختيار أقرب كيشوانية لمتابعة برامج فضائيات الأحزاب والتفاعل مع خطابها الإعلامي . للمزيد من التواصل راسلونا على بريدنا الالكتروني الظاهر أسفل الشاشة لرد الأحذية والنعل لأصحابها .

ذات صلة