علاء الركابي والمسار السياسي .. مغامرة بالتظاهرات أم تكتيك ضاغط؟

علاء الركابي والمسار السياسي .. مغامرة بالتظاهرات أم تكتيك ضاغط؟

 متابعة الاحتجاج
أثار الناشط والمتظاهر في محافظة ذي قار الدكتور علاء الركابي، نقاشاً بشأن إعلانه الترشح لمنصب رئيس الحكومة المؤقتة، وطلبه من ساحات التظاهر تداول ذلك، وإجراء استفتاءات واستبيانات بشأنه، ففي الوقت الذي تفاعل معه آلاف المغردين والناشطين، بالتأييد والترحيب، رأى آخرون أن الخطوة قد تشكيل “خطراً” على ساحات الاحتجاج، خاصة مع قرب إعلان حكومة علّاوي، فضلاً عن “المخاطر” الأخرى التي تكتنفها الخطوة.

وبدأت مساعي الدكتور علاء السياسية، من دعوته الأولى إلى إنشاء حزب لتمثيل الاحتجاجات خلال الانتخابات النيابية المقبلة، وهي خطوة جوبهت بالرفض من قبل ساحات التظاهر، لجملة اعتبارات، أبرزها؛ عامل التوقيت، والبيئة السياسية والأمنية المرتبكة المحيطة بالعملية الانتخابية، فضلاً عن غياب النزاهة والشفافية، في مجمل محطات عملية الاقتراع، بدءاً بالجدل المثار حول المفوضية، وانتهاء بانتشار السلاح على بوّابات محطات الانتخاب.
تطور الخيار السياسي لدى الدكتور علاء بشكل كبير، حيث انتهى إلى دعوة لإجراء استفتاء يكشف عن موقف ساحات الاحتجاج من ترشحه لمهمة تشكيل الحكومة المقبلة، حيث قال الركابي في مقطع مصور اطلعت عليه “ الاحتجاج أمس الأول الخميس “يهمني أيضاً معرفة رأي العراقيين في المحافظات الأخرى (غير المحتجة)”، فيما طالب المتظاهرين بإعلان موقفهم سريعاً.
وأكد الركابي، أن “المكلف بتشكيل الحكومة يستعد لإعلان كابينته الوزارية”، مشيراً إلى أن “حصوله على تفويض شعبي سيحرج النواب ويمنعهم من منح الثقة لمحمد علاوي”، فيما تعهد حال تولي مهمة تشكيل الحكومة بـ”الحفاظ على دماء الشهداء وتحقيق مطالب المتظاهرين”.
ميدانياً، رفعت عدد من ساحات التظاهر صور الدكتور علاء، وأكدت موافقتها على ترشيحه إلى مهمة تشكيل الحكومة المؤقتة، فيما رفع آخرون، صوراً ترفض هذا المسار، وتطالب بالحفاظ على هوية التظاهرات، التي ابتعدت عن الخيار السياسي أكثر من مرة، منذ انطلاقتها.
يرى الصحافي والناشط أحمد السهيل، أن إعلان ترشيح الركابي يتضمن مسارين إيجابيين؛ الأول أنه قد يحرج السلطة ويضع علاوي أمام اختبار حقيقي في ألا يقدّم مرشحين حزبيين أو رجال أعمال فاشلين فاسدين مقربين من كتل معينة، والمسار الآخر هو أنه يحرج الصدر الذي ادعى أن علاوي مرشح الساحات وهو في الحقيقة مرشحه منذ استقالة عبد المهدي.
ويرى مراقبون أن مسار ترشيح شخصية من ساحات الاحتجاج قد ينقلب ضد التظاهرات في البلاد بشكل عام، ويدخل الاحتجاجات في دوّامة التنافس السياسي، ويبعدها عن هويتها الوطنية، خاصة وأن السياسية في العراق، يكتنفها الفساد والمحسوبية، والتزييف، فضلاً عن أن الإطار العام لها هي فصائل مسلحة، وكتل نيابية تسيطر على مفاصل الدولة منذ سنوات.

اعتراض على التوقيت
تساءل ناشطون ومتظاهرون، عن سرّ توقيت إعلان الدكتور الركابي خيار الترشيح لرئاسة الحكومة المؤقتة، على رغم بقاء المنصب شاغراً لمدة شهرين، وهي فرصة لساحات التظاهر، لو أرادت الضغط باتجاه مرشح معين، حينها سيكون رئيس الجمهورية والكتل السياسية أمام أمر واقع، لكن ساحات التظاهر كانت بعيدة عن ترشيح أي أحد لهذا المنصب، واكتفت بإعلان المواصفات اللازم توفرها في رئيس الحكومة المؤقتة.
لم يكن ذلك، فحسب، بل تماشى الركابي مع إعلان تكليف علّاوي، وأكد أهمية منحه فرصة لتنفيذ التعهدات.
يقول الدكتور الركابي، خلال مقطع مصور، إن “الاعتراض على تكليف علّاوي، سيعيدنا إلى السجالات والخلافات بين مرشحي الساحات، ومرشحي الكتل السياسية، وهذا يترتب عليه ضياع في الوقت والجهد، ومخاطر أمنية، وتعطيل حياة عامة، ومن دون أي سقف زمني، الأمر الذي لا يخدم القضية التي خرجنا من أجلها.
وأضاف: إن “خيارنا يمكن أن يكون إلزام علاوي بما تعهد به، في خطاب تكليفه، حيث قال سيبني دولة المواطنة، والمساواة، والعدل، والحرية والسلام، وأن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وسيُحاسب المعتدين والمجرمين، ويقدمون إلى القضاء، لنيل جزاءهم العادل، وأن سلاح الدولة لن يحمل ضد الشعب مرة أخرى، وتشكيل حكومة بعيدة عن كل الانتماءات، وحصر السلاح بيد الدولة، وحماية العراق من التدخل الخارجي.
وهنا يبرز تساؤل عن سبب التحول في موقف الركابي، من التماهي مع تكليف علاوي، إلى رغبة استبداله، بعد 15 يوماً على تكليفه، وهي مهمة أصعب مما لو بدأ بها قبل ذلك.
يُضاف إلى ذلك – بحسب معنيين – صعوبات عن كيفية استبدال الركابي بعلاوي، وما هي الآلية والطريق إلى ذلك، فالرئيس المكلف، من المقرر أن يعلن حكومته خلال الأسبوع المقبل، أو بعده، وحينها ستكون تلك الحكومة أمراً واقعاً.

سيناريو قد يتحقق
مسار يرى قانونيون من الصعوبة بمكان تنفيذه، إلا وفق سيناريو إخفاق البرلمان في تمرير حكومة علاوي، حينها ستعود الكرة في ملعب ساحات الاحتجاج ورئيس الجمهورية، وفي حال تمكنت الساحات من فرض مرشح على الكتل السياسية، حينها يمكن بحث خيار تكليف الدكتور الركابي.
في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، معقل الدكتور الركابي، بدت الأجواء صباح أمس الجمعة هادئة، فيما من المقرر إصدار بيان رسمي من الساحة بشأن هذا الترشيح، وإعلان طبيعة الخطوات المتعلقة به.
يأتي ذلك، بعد ليلة “طاحنة” بالسجالات والخلافات على المنصات الاجتماعية، فذهاب الدكتور الركابي إلى محافظة واسط، واجتماعه هناك، قبل يومين، أثار حفيظة أهالي الناصرية، خاصة وأن الاتفاق على مسألة الترشيح، تمت من هناك حسب ما أعلن الركابي، ما أثار تساؤلات حيال تلك المسألة، ولماذا لم يتم ذلك في الناصرية.