السلطة تفرض حصاراً.. و سكاكين  ومسدسات كاتمة للصوت تطارد المتظاهرين

السلطة تفرض حصاراً.. و سكاكين ومسدسات كاتمة للصوت تطارد المتظاهرين

 متابعة الاحتجاج
منذ أيام، تتعرض ساحة التحرير مع حلول الظلام، لأحداث عنف من خارجها وداخلها، تتمثل بجولات لقوات مكافحة الشغب، وعمليات طعن لمتظاهرين وناشطين ومداهمات لخيم اعتصام محددة، على يد ميليشيات.

آخر تلك الأحداث وقع مساء امس الاول الجمعة 14 شباط ، حيث قال شهود عيان، إن "حالات طعن وهجوم باستخدام العصي طالت عددًا من الناشطين والمتظاهرين المتواجدين في عدد من الخيم في ساحة التحرير، من بينها مفرزة أبناء الدكلاوي، وخيمة أبطال أكتوبر، التي تعرضت في وقت سابق لهجوم مماثل".
وبينوا، أن "الهجوم أسفر عن إصابة ناشطين اثنين بجروح، بعد تعرضهما لطعنات بالسكاكين"، كما أشاروا إلى "مقتل متظاهر عبر سلاح كاتم للصوت، بحادث منفصل قرب كراج التحرير".
واتهم ناشطون عبر صفاحتهم في فيسبوك، جماعات مسلحة وعصابات بالوقوف وراء تلك الهجمات، دون تحديد هويتها، فيما ألمح آخرون إلى مسؤولية بعض الذين يدعون الانتماء إلى التيار الصدري عن تلك الأحداث، ضمن "حملة انتقام مستمرة".
وسبقت تلك الأحداث، استعراض لمجاميع من أنصار الصدر في ساحة التحرير، رددوا خلاله هتافات تتوعد بـ"قتل من لا يعجب زعيم التيار مقتدى الصدر"، وهو ما أعاد إلى الأذهان أيام العنف الطائفي، حيث كانت تلك الشعارات تصدر عن مجاميع "جيش المهدي".
ومن جهة أخرى، تتعرض ساحة التحرير بالتزامن مع هذه الحوادث في داخلها، لجولات عنف مستمرة من قبل قوات مكافحة الشغب من ساحة الخلاني، بهدف حصر الاحتجاجات في ساحة التحرير، وفق أوامر القيادة العامة للقوات المسلحة.
وتستخدم تلك القوات غالبًا، قنابل الغاز المسيل للدموع والبنادق الهوائية (الصجم)، ما يسفر عن إصابات بين المتظاهرين.
وأكد المسعف المرابط في ساحة التحرير خلدون الصعب في تدوينة له، "استمرار الإصابات قرب نفق التحرير وأغلبها من بنادق صيد"، فيما دعا ناشطون أبناء العاصمة إلى مساندتهم وإغاثتهم، مؤكدين أن "أحزاب السلطة تستعد للبطش بهم".
قالت مصادر حقوقية وناشطون عراقيون في بغداد إن متظاهراً قتل داخل ساحة التحرير بواسطة مسدس مزود بكاتم للصوت على يد مجموعة اقتحمت الساحة مساء يوم الجمعة، بالتزامن مع اعتداء طاول معتصمين بواسطة سكاكين أسفر عن طعن عدد منهم، فيما تم تسجيل حالات اختناق، إثر إطلاق قوات الأمن قنابل الغاز.
ووفقا للناشط المدني، عدنان العامري، فإن "مجموعة مسلحة هاجمت خيمة للمتظاهرين داخل ساحة التحرير بسكاكين وآلات جارحة، وطعنت عددا منهم، بينما قتل أحد المتظاهرين بسلاح كاتم للصوت"، مبينا أن "عناصر الأمن من جهتهم كثفوا إطلاق النار قرب الساحة، ما أسفر عن إصابة 10 متظاهرين بحالات اختناق".
وأكد أن "عمليات الكر والفر ما زالت مستمرة بين الطرفين، فيما تم نقل الجرحى والمصابين إلى مستشفى الكندي".
من جهته، قال الناشط فراس السراي، في تغريدة له، "الآن ساحة التحرير تعيش أصعب لياليها لسببين، الأول تقدم مكافحة الشغب في شارع الخيام تجاه التحرير، الثاني محاولة السيطرة عليها بالقوة من قبل المليشيات".

في الوقت ذاته، شهدت المحافظات الجنوبية تظاهرات حاشدة على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذت قرب ساحات التظاهر.
وتوجه الآلاف من أبناء بلدات محافظة ذي قار بمسيرات احتجاجية نحو ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، وحمل المحتجون لافتات وشعارات ترفض قرار تكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة، مؤكدين استمرار التظاهر الشعبي حتى الحصول على الحقوق، كما شارك محامون في تظاهرات محافظة ذي قار، منتقدين ضعف دور الأمن بتوفير الحماية لهم، ومعلنين تضامنهم مع المطالب الشعبية.
وفي النجف ووسط انتشار أمني مكثف، خرج المئات بتظاهرة حاشدة وسط المدينة، وجاب المتظاهرون عددا من شوارع المدينة، مرددين شعارات تندّد بأحزاب السلطة، ووقع المتظاهرون وثيقة عهد نصت على استمرار الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب.
وفي البصرة، تجمع المئات في ساحة عبد الكريم قاسم، في مركز المدينة، وخرجوا بتظاهرات حاشدة ومسيرة جابت الشوارع باتجاه ساحة البحرية وسط المدينة، وردد المتظاهرون هتافات وشعارات ترفض الطبقة السياسية، وتدعو لتنفيذ مطالب المتظاهرين.
وفي الديوانية انضم عشرات من أعضاء نقابة المعلمين في المحافظة إلى التظاهرات الشعبية، وخرجوا بمسيرة احتجاجية تؤيّد مطالب المتظاهرين وتدعو إلى تنفيذها.
كذلك شهدت مدينة الكوت تظاهرات حاشدة، انضم إليها شيوخ ووجهاء العشائر في المحافظة، مؤكدين استمرار دعمهم للتظاهرات السلمية، وضرورة تنفيذ مطالبها المشروعة.
ولم تختلف الحال في محافظات بابل وكربلاء والمثنى وميسان، التي شهدت تظاهرات واسعة، دعت إلى تنفيذ مطالب الشعب.
بالمقابل، قالت قيادة عمليات بغداد إن عناصرها يتعرضون إلى هجمات بالقنابل الصوتية وبنادق الصيد، من جهة المتظاهرين، ونشرت صورًا تظهر إصابة عدد من الجنود، فيما أكدت أن تلك الهجمات تستوجب "ردًا عنيفًا لكنها تلتزم بضبط النفس".