عباس الكوخي يروي حكاية الرصاصة التي لاتريد أن تغادر جسده

عباس الكوخي يروي حكاية الرصاصة التي لاتريد أن تغادر جسده

 متابعة الاحتجاج
على صفحته في موقع التواصل الاجتماهي " فيسبوك " كتب الناشط عباس الكوخي الذي يرقد في مستشفى الكفيل بعد إصابته برصاصة في رقبته يوم 20/1/2019 ، رسالة الى ساحات الاحتجاج يشرح فيها ما جرى له ويتمنى أن يعود من جديد الى ساحة التحرير ومعه الرصاصة التي لاتزال تستقر قرب قلبه لأن الاطباء نصحوه بتأجيل إخراجها خوفاً على حياته ،

عباس الكوخي واحد من آلاف تعرضوا للرصاص ، البعض منه استشهد والبعض الآخر أصيب بعوق دائم ومئات جرحى ، في الوقت الذي لاتزال القوات الأمنية تمارس العنف المفرط ضد المحتجين .. الاحتجاج تنشر رسالة عباس الكوخي باعتبارها شهادة حية على ما جرى خلال الأشهر الماضية ، مع تمنياتنا بالسلامة للناشط الكوخي الذي يمثل نموذجاً للشاب العراقي الذي يحلم بمستقبل أفضل لوطنه العراق
" إني عباس الكوخي من أهالي واسط -قضاء الحي-المتظاهر في التحرير منذ يوم 1-10-2019 أصبت يوم 20-1-2020 في بغداد قرب محطة الكيلاني برصاصة في العنق واستقرت في الصدر بالجهة اليسرى لغاية لحظة كتابة هذا المنشور .
أثناء التظاهرات السلمية الشبابية التي تطالب بوطن فيه حياة حرة كريمة تليق بالعراقيين .
أكثر جملتين رددتهن حسب الاصدقاء المقربين بوقتها (لحد يصور لا تشوفه امي - لحد يكل لأمي) الرصاصة لسلاح ام فور الذي كان أمامي قوات مكافحة الشغب والشرطة الاتحادية .
واحدهم من ترك في جسدي الرصاصة.
من أول يوم جنت متعرض للقتل والاختطاف أو الإصابة لأن شفت كدامي هواي من اخوتي استشهدوا وأصيبوا وجان هذا يومي .
لأن نعرف ان أحنة طالعين ضد زمرة فاسدة ودمنا عدهم أرخص من الماي .
أول 5 ثواني ما حسيت بالرصاصة ورة شوية حسيت بحرورتها وكعت بالكاع ورب العالمين انطاني القوة خليت ايدي بالكاع وشلت نفسي وركضت للتكتك ماعرف شلون شلت نفسي بنفسي والإصابة مميتة هل هي قوة جسدية هل هو خوف من الموت بلحظتها ماعرف صراحة بوقتها صعدوا وياي 3 شباب ما اعرفهم من الثوار بالتكتك ضربت واحد من عدهم لان اختنكت بالتكتك ما صرت أحس بالنفس والهوى .
ابو التكتك نزلني يم النصب بساحة التحرير بمفرزة طبية والناس ملتمة عليه رفضت ابقى بمفرزة وتعاركت وية الولد لأن حالتي كلش خطرة ومو مال مفرزة وفقدت الصوت جزئياً بوقتها والعنق صار حمام مال دم ميتوقف النزيف طلعت من المفرزة مصدوم وأدور و لكيت إسعاف صعدت هم صعدوا وياي شباب واني مختنك دفعتهم احس الهوه راح مني
احدهم جان يصيح ما تموت والله اخوية انت بطل ما تموت اتمنى اشوفه من تستقر حالتي
والمسعف بالاسعاف صافن عليه ما حرك ساكن ماعرف شنو السبب .
بعدها لاكتنا ازدحامات وبيني وبين نفسي كلت ما راح اوصل للمشفى وما اعيش وراح اموت فقريت الشهادة بوقتها وبالي بس يم أمي.
وراها وصلنا لمشفى الشيخ زايد الذي هو اشبه بالمقبرة وليس مشفى عند وصولي لم تكن هناك سدية ينقلوني عليها ثم احضروا سدية او عربانة ما اتذكر بالتحديد آني ما فقدت الوعي ولكن كانت الصدمة أشد من فقدان الوعي .
بعدها نزعوني ملابسي واجت ممرضة وكالت انقلوا لمشفى ابن النفيس حالته خطرة احسها ملاك اجت ونطقت هاي الكلمتين لان جانت العالم ملتمة عليه ومحد يعرف شيسوي وماكو اي طبيب اختصاص ممكن يوقف النزيف أو يخفف ألمي وحالتي .
بعدين بمشفى ابن النفيس توقف النزيف ولكن فقدت الصوت نهائياً .
ظليت اكتب ألمي وحسراتي ومناشدتي بموبايل الشباب وراها جابولي سبورة اكتب بيها .
من بعدها كتبت للشباب كتلهم خوية اني راح اموت وذول الاطباء مجاي يسوون أي شي لحالتي أحد اقربائي يداوم بالمشفى كاللهم اذا يبقى راح يموت من التلوث الي بالمشفى وراها نقلوني لمشفى الكفيل بطلب من السيد أحمد الصافي وكيل المرجعية الدينية والاستاذ ميثم الزيدي قائد فرقة العباس القتالية عن طريق الاصدقاء بكل لحظة جنت أشوف الموت اقرب من حبل الوريد ابغداد وهسه واني اتصفح بالمنشورات وبنفس وقت اصابتي اكو شباب ناشرين ان حالتي مستقرة وماكو خطر
وإن الاصابة بالقدم مو بالعنق وأن خرجت من صالة العمليات بنجاح وهكذا إن كانوا معي وان كانت تصل لهم الاخبار من الذين معي بلحظة فكرت : كم شخص مثلي مصاب كتبوا ان حالته مستقرة وطمنو اهله وخسرناه وراح شهيد بسبب تصرف سريع او منشور وما انطيناه أمل أو ما تم انقاذه لمشفى أفضل أو دكتور أفضل وبقية بمستشفيات بغداد الي تقتل ما تنقذ أحد بيها اذا مو خطأ طبي بسبب تلوث مستشفياتها وكل هذا وبعدها الناس تكتب علينا مدفوعين وضد الشيعة وضد الجنوب وضد الوطن ونريد نهدم ونخرب وهي أبسط مقومات العيش ما عدنا .
واحنه شيعة ومن الجنوب وحالتنا يرثى لها حتى حقوقنا صارت أمنيات وأحلام اتمنى لكل شخص وقف ضد الثورة أن الله يفجعه بمصاب ويذبه باحد مستشفيات بغداد الحكومية وبعدها راح يعرف احنه حق لو باطل .
الحمدلله ان الشباب الي وياي ما اتخلوا عني وجانوا يستشيرون الاطباء بكل دقيقة عن حالتي واسعفوني للكفيل وإلا كان هسه حالتي تأزمت اذا ما كنت في عداد الشهداء .
الوطن يستاهل وحسب آخر تشخيص لحالتي أن الرصاصة مستقرة وجسمي ديرجع طبيعي
وراح ابقى كل اسبوعين اراجع للمشفى وأما تنشال أو تبقى حسب نسبة خطورتها ولكن الصوت ادعولي ان يرجع صوتي طبيعي وأرجع لأخوتي بالساحة .
الدكتور نصحني أن تكون حالتي النفسية مرتاحة شكرا لكل كل حرف انكتب بحقي واني كلش آسف من الوطن وأهله لأن ما كدرت أكمل الثورة ها أنا الآن أمامكم لقد نجوت من الموت بأعجوبة .
والشكر لله والوطن والثورة والثوار

عباس الكوخي
الثلاثاء 18-2-2020