بالمكشوف : كابينة علاوي.. عنتر 70

بالمكشوف : كابينة علاوي.. عنتر 70

 علاء حسن
أضلاع مثلث العملية السياسية، اقتنعت بضرورة الاتفاق على الإسراع بولادة كابينة محمد توفيق علاوي بعملية قيصرية ، الإطراف الثلاثة سترعى المولود الجديد بعد الحصول على ضمانات بتمثيل مكوناتها في السلطة التنفيذية ، بتقاسم الوزارات بموجب تفاهمات لم تخرج عن بيت الطاعة لجهات سياسية، رشحت علاوي بوصفه الرجل المناسب للمرحلة الحالية الحرجة .

كابينة علاوي الوزارية ستخضع لمراقبة صارمة ،يفرضها زعماء أضلاع المثلث ، أصحاب الحق السياسي في تشكيل الحكومة الجديدة ، وتحديد مهمتها الأساسية بالتخلص من الشارع المنتفض ، بمنع تمدد حركة الاحتجاج، وجعلها في ساحات محددة تحت أنظار الأجهزة الأمنية المستعدة لإطلاق الرصاص الحي لإضافة أرقام جديدة إلى أعداد الضحايا.
القوى الكبيرة المتمسكة بالسلطة بمخالبها ، قرأت الانتفاضة بمنظارها الخاص ، فتحركت نحو الشركاء لتشكيل الحكومة الجديدة لتفادي اتساع حركة الاحتجاج والوصول إلى أهدافها المتمثلة بإزاحة أحزاب، حملت السلاح المقدس للدفاع عن نظام سياسي فشل طيلة السنوات الماضية بعد عام ألفين وثلاثة في الحفاظ على ما تبقى من الدولة .
إعلان تشكيل الحكومة الجديدة ، يعني الدخول في نفق الرعب ، رئيسها علاوي المرفوض من ساحات التظاهر ، سيخضع لإرادة من رشحه للمنصب ، ليس من المستبعد أن يلتحق بسلفه عادل عبد المهدي في نادي المخلوعين حين يسحب أول ورقة من حقيبة وعوده المتعلقة بمحاسبة قتلة الشباب المنتفضين ، أو تحديد موعد إجراء الانتخابات المبكرة ، أما تنفيذ تعهده بحصر السلاح بيد الدولة فسيجعله في مرمى النيران الصديقة، قبل بحثه عن ممر آمن للخروج من نفق الرعب. رئيس الوزراء المكلف لن يخرج من بيت طاعة النظام السياسي المشوه ، سيجعل كابينته الوزارية عربون تجديد الولاء المطلق لقوى سياسية ،تدعي تمثيل المكونات العراقية في إدارة الدولة المصابة بإمراض مزمنة.
انتفاضة تشرين الشبابية ، نقلت زعماء إضلاع مثلث العملية السياسية إلى العزلة ،ورقتهم الوحيدة للعودة إلى المشهد، تتطلب الإسراع بولادة الحكومة الجديدة ،ثم المضي بمسار وعر بجرار عنتر 70 يحمل في عربته أصحاب المعالي، أعضاء الكابينة الوزارية.
الواقع العراقي اليوم لا يقبل القسمة على ثلاثة ، هناك شارع منتفض ، وقوى سياسية ترفض التخلي عن السلطة ، ركبت جرارها متجهة إلى صحراء شاسعة من دون معرفة طريق العودة