مليونية تلد أخرى..

مليونية تلد أخرى..

 حسان عاكف
كان للتظاهرات الجماهيرية الواسعة التي شهدتها ساحات الاحتجاج نهار يوم الاحد بدعوة من تنسيقيات التظاهر وقعا منعشا ومحفزا على الملايين، عمق من تفاؤلها وحماسها والقناعة بحتمية انتصار قضيتها.

وأمام استمرار الانتفاضة وتصاعد زخمها أكثر فأكثر، رغم الخفوت المحدود الذي تشهده احيانا، في مقابل الارباك والتشتت والخلافات التي تعيشها الأحزاب المهيمنة، والتي تجسدت آخر ما تجسدت في الاخفاق مرتين في اتمام نصاب جلسات مجلس النواب لتمرير كابينة المكلف محمد توفيق علاوي، و تقديمه طلب اعفاء من هذا التكليف خلال الساعات القليلة اللاحقة، امام هذه الحقائق تقع اليوم على المدنيين الديمقراطيين، بوجه خاص، على اختلاف مشاربهم وانحداراتهم، تنظيمات كانوا ام أفرادا، ومعهم ممثلو النقابات والاتحادات المهنية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة، وكل من تعز عليه هيبة وطنه وكرامة ابنائه، مسؤولية إضافية في تكثيف وتنويع تواجدهم وفعالياتهم وانشطتهم السلمية في ساحات الاحتجاج.
ومن شأن ذلك ان يمهد لتجميع القوى والارتفاع بمستوى التنظيم والتنسيق فيما بينها ومع تنسيقيات الشباب المنتفضين للارتفاع بزخم الاحتجاج السلمي وضغطه على القوى الحاكمة الى مستويات جديدة أكثر فعلا وتأثيرا.
ان ظهور خيام جديدة في الساحات تمثل هذه التنظيمات والنقابات والجمعيات والاتحادات المهنية والاجتماعية لملأ الفراغ الذي تركه رفع خيم البعض وانسحابه من الساحات، سيكون كفيلا بإنعاش، ليس فقط، مزاج المنتفضين وتصعيد همتهم واستعدادهم للتحدي والمواجهة، بل ان ذلك سيشكل عاملا اضافيا لانشداد ملايين جديدة من المواطنين الى الانتفاضة ورفدها بقوى شبابية جديدة وابتكار اساليب متنوعة لتقديم كل اشكال الدعم للمنتفضين ومساعدتهم…