طلقات  الصجم  سلاح قمعي جديد تستخدمه قوات الشغب

طلقات الصجم سلاح قمعي جديد تستخدمه قوات الشغب

 متابعة الاحتجاج
تنشغل فرق الإسعاف في التظاهرات العراقية، هذه الأيام، بالتصدي لسلاح جديد تستخدمه الأجهزة الأمنية والميليشيات التابعة لها، بعد الاستخدام الكثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الدخان والرصاص المطاطي والحي، ما تطلب اتباع طرق جديدة غير مألوفة في علاجات الفرق الجوالة والثابتة.

وتبدي المسعفة الشابة، غيد الزبيدي، استغرابها من لجوء قوات الشغب والميليشيات، إلى استخدام طلقات "الصجم – الخرطوش"، الخاصة بصيد الطيور، وتوجيهها بشكل مباشر ضد المتظاهرين، حيث لم تسمع، وربما لم يسمع أي شخص آخر، أنباء عن قيام دولة في العالم، باستيراد بنادق صيد الطيور لتجهيز جيوشها أو شرطتها، وتعتقد أن هذا "الابتكار" خاص بالقوات الأمنية العراقية بامتياز.
إصابات عشوائية
وتروي غيد أنها تمارس العمل في فرق الإسعاف الجوالة، منذ الأيام الأولى لثورة أكتوبر، ما يعني أنها غالباً ما تتواجد في الصفوف المتقدمة، وقد تعرضت مرات عدة للإصابة بقنابل الغاز والدخانيات، إلا أنها كانت تعالج إصاباتها ميدانياً، لتواصل إسعاف المتظاهرين الآخرين، أو نقلهم إلى الفرق الثابتة. ولكن التعامل مع الإصابات بالسلاح الجديد يتطلب مهارات خاصة، لأن شظايا "الصجم"، تصيب أجزاء من جسم المتظاهر بشكل عشوائي. وتوضح طبيعة عمل بنادق الصجم، بأنها تطلق عبوات محشوة بعدد كبير من الكرات والمكعبات الحديدية أو المصنوعة من الرصاص، التي تنتشر على شكل نافورة، وعندما تطلق لاصطياد الطيور، فلا بد لبعضها أن يصيب الهدف، لكثرة انتشارها.

دورات جراحة
وتقول المسعفة غيد، إن القوات الأمنية وميليشياتها عجزت عن قمع الاحتجاجات بكل الأساليب الإرهابية، ومنها إطلاق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والدخان وحرق خيام المعتصمين، لذا لجأت إلى هذا الأسلوب، الذي تصيب شظاياه المتظاهرين، وربما تصيب أكثر من متظاهر في الإطلاقة الواحدة، وفي أكثر من مكان.
وتكشف غيد عن مبادرة الكادر الطبي المتخصص بإدخال المسعفين والمسعفات في دورات صحية عاجلة، لتنفيذ عمليات الجراحة الميدانية بالشكل المطلوب، فيما سارعت مذاخر الأدوية والمستلزمات الطبية للتبرع بكميات جيدة من المشارط الدقيقة والملاقط والسنارات ومواد التعقيم، لتنطلق الوجبات الأولى من المسعفات والمسعفين مزوّدين بخبرات "الجراحة الميدانية"، وإخراج شظايا "الصجم" الدقيقة من أجساد المصابين.