أمس صوفيا لورين وغدها

أمس صوفيا لورين وغدها

علي حسين

صدرت مذكرات فاتنة السينما صوفيا لورين " أمس، اليوم، غداً .. تحياتي " عن دار المدى بترجمة الصديق الدكتور علي عبد الامير صالح .تكتب في هذه المذكرات الممتعة :" علّمتني التجربة أن أجعل من الزمن حليفي الأكبر: لا أقاتل ضده ولا أخضع له بكسل وبلادة. كنتُ أعيش كلّ يوم من أيام حياتي كما هو عليه وأدع جمالي ينضج بهدوء وسكينة مثلما كانت تفعل موناليزا.

في هذه المذكرات ، التي سميت على اسم أحد أفلامها ، تروي الممثلة الإيطالية الشهيرة صوفيا لورين ، كيف اخبروها اول مرة دخلت عالم السينما ان: "وجهها قصير جدًا ، وفمها كبير جدًا ، وأنفها طويل جدًا." وعندما اقترح عليها ان تجري جراحة لانفها ، اصرت ان لا شيء سيتغير في وجهها ، واذا كان انفها سيسبب مشكلة فانها ستغادر الاستوديو ، تكتب انها كانت عازمة على القتال من اجل الحفاظ على ما تقدره وتجده مهما في جسمها ..بعد ذلك ستصنف لورين كواحدة من أجمل نجمات السينما إلى جانب أمثال مارلين مونرو وإليزابيث تايلور وأفا غاردنر.

المذكرات التي صدرت عام 2014 بمناسبة بلوغ صوفيا لورين الثمانين ، ولدت في عام 1934 ، ونشأت في عائلة فقيرة جدا ، لن ترى والدها حتى سن الخامسة ، وعندما يظهر كان يختفي لفترات طويلة ، في طفولنها عانت من امراض التغذية ، فقد كانت تمر على عائلتها نوبات من الجوع لا تحتمل ، تروي كيف ان الحرب العالمية الثانية افقرت الايطاليين ، لكنها تصمم على النجاح، ان الحياة الصعبة والفقر يخلقان التصميم على البقاء والنجاح الذي يصبح السمة المميزة لمسيرتها المهنية

في احد الفصول تروي كيف أن النجم الشهير كاري غرانت أرسل لها باقة زهور، وعندما علم زوجها المنتج كارلو بونتي بالامر قام بصفعها امام العاملين في الفيلم .. تكتب: " كنت أعلم أنني أستحق الضرب بطريقة أو بأخرى" ، ولا تزال تنظر إلى عنف زوجها على أنه لفتة "رجل عاشق " ، وتؤكد ان " رجل غيور يضربك - هذا هو الحلم! "

تتذكر عندما اتصل بها كارلو بونتي لورين ليخبرها عن وفاة مارلين مونرو تقول إن هذا الخبر ارسل رجفة في عمودها الفقري ، تكتب صوفيا لورين عن مونرو " لم يكن يكفي أن تكوني أجمل امرأة في العالم لتكوني سعيدًة"

تتحدث عن فترة عملها في مجال الخدمة الاجتماعية حيث عملت في احد السجون الايطالية بعد اتهامها بالتهرب الضريبي ، لكنها في النهاية كسبت الدعوى ، وتكتب كيف انها كانت تسجل أفكارها وكلماتها على مدى سنوات عديدة ، لكنها اضطرت ذات يوم ان تحرق الاوراق خوفا من ان يعرف كارلو بالامر .

تكتب بتاثر عن وفاة والدها :" ذات صباح ، اتصلت بي أختي بينما كنت في موقع التصوير. كانت تبكي : " صوفي ، احضري بسرعة ، بابا ليس على ما يرام. " هرعت إلى المستشفى لأجد جميع النساء اللواتي عرفهن في حياته يقفن حول سريره ، صعدت إليه وامسكت يده بقوة. حدق في وجهي ، كانت نظراته مشلولة ، ابتسمت له ، ثم انتقل بنظره نحو النافذة حيث كانت امي تبكي ، حاولت أن أبكي أيضا ، لكنني لم أستطع ".