عزت العلايلي: فيلم  الممر  أثبت ان السينما المصرية مازالت بخير

عزت العلايلي: فيلم الممر أثبت ان السينما المصرية مازالت بخير

لقاء : صفاء عزب

يعد الفنان عزت العلايلي من الرواد الكبار في عالم الفن سواء على مستوى السينما أو المسرح أو التلفزيون وكان من الرعيل الأول الذي عاصر بناء وتأسيس مبنى التلفزيون المصري وساهم في إثرائه بمجموعة من الأعمال المهمة في بدايته سواء كمخرج ومعد أو كممثل. ومن أشهر أعماله التلفزيونية أدهم الشرقاوي، المتهم بريء، ميرامار، بنت الحتة، العنكبوت، اللص والكلاب، وقال البحر، بوابة المتولي، الطبري، بوابة الحلواني، الحسن البصري، لقاء السحاب، سنوات الحب والملح، الجماعة، موعد مع الوحوش، ربيع الغضب.

كما أثرى السينما بالكثير من الأعمال الشهيرة وعلى رأسها فيلم الأرض، الطوق والأسورة، السقا مات، إسكندرية ليه؟، أهل القمة، زائر الفجر، على من نطلق الرصاص، الاختيار، قنديل أم هاشم، بين القصرين. ويعد من الفنانين المصريين الكبار الذين شاركت أفلامهم في مهرجانات سينمائية عالمية ودولية كبرى منها مهرجانات كان، ومونتريال، وموسكو، وفينسيا، وبرلين، ولندن، ونيودلهي، ومانيلا، والقاهرة الدولي، والإسكندرية السينمائي.

على مدار تاريخه الفني الطويل تم تكريمه عدة مرات وذلك في مهرجانات القاهرة السينمائي، الإسكندرية السينمائي، دمشق السينمائي الدولي بسوريا، قرطاج السينمائي الدولي بتونس، وهران الدولي للفيلم العربي. وحصل على جائزة أحسن ممثل عن عدد من أدواره بعدة أفلام من بينها فيلم الطريق إلى إيلات، وحاز على تكريم في «مهرجان وهران للفيلم العربي» بالجزائر عام 2017. كما حصل على عدة دروع تكريمية من عدد كبير من الهيئات والمؤسسات الفنية ومن بينها: مهرجان «أوسكار السينما العربية»، ومهرجان «دبي السينمائي الدولي».

حول مشواره الفني وعلاقته بالأدب والسياسة أجرت «المجلة» معه هذا الحوار:

* هل حقا بدأت مشوارك الفني كمخرج ومعد تلفزيوني وليس كممثل؟

بالفعل بدايتي كانت مع بداية التلفزيون منذ كانوا يحفرون لوضع الأساس الخاص بالمبنى وكنت أنا والفنان رشوان توفيق والمخرج الراحل أحمد توفيق شركاء كفاح وأصدقاء العمر وولد على أيدينا مسرح التلفزيون.

* وماذا عن بداية ظهورك على الشاشة كممثل؟

بداية ظهوري على الشاشة كان من خلال شاشة السينما في فيلم «رسالة من امرأة مجهولة»، بطولة الفنان فريد الأطرش والفنانة لبنى عبد العزيز وإخراج صلاح أبو سيف وقدمت دورا صغيرا ثم انطلقت بعدها.

* كيف جاء اختيارهم لك؟

كانوا يبحثون عن شخص طويل عريض ليؤدي دور طبيب في الفيلم، فوقع الاختيار علي وتعرفت من خلال هذا الدور على هؤلاء الفنانين الكبار.

* ما انطباعك عن فريد الاطرش ولبنى عبد العزيز؟ وما ذكرياتك عن لقائك بهما؟

فريد الأطرش كان نجما كبيرا في قمة تألقه وكان جميلا في تعامله مع كل طاقم العمل بمنتهى الأدب والتواضع وأذكر أنه قبل التصوير جلس معي وسألني عن دراستي، أما الفنانة لبنى عبد العزيز فقد كانت رائعة وهي ست الكل وتتمتع بذوق رفيع ويسعدني أننا صرنا أصدقاء.

* كيف ساهمت في إنشاء مسرح التلفزيون المصري؟

قدمت بعض البرامج الثقافية والجولات السياحية عن مصر، ثم فكرت في تقديم مسرحيات بالتلفزيون، وكنت أنا ورشوان توفيق والمخرج أحمد توفيق أصحاب فكرة تنفيذ مسرحيات عالمية وتسجيلها بالتلفزيون وذلك رغبة منا في تقديم أعمال ثقافية متنوعة، وأخذت على عاتقي أن أذهب لمكتب الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام وقتها لأقترح عليه هذه الفكرة. ولما عرضت الفكرة على الدكتور حاتم قال لي إنه لا يمكن تنفيذها إلا بعد أن أقدم دراسة وافية تتضمن خبرات خاصة بالموضوع، واشترط علي أن أسافر لإنجلترا لأحصل منها على هذه الدراسات المطلوبة، ورحبت بالفكرة وأخبرني أنني سأسافر على نفقة المجلس الثقافي البريطاني وأجرى اتصالاته لتيسير مهمتي والتعرف على المسرح الإنجليزي عن قرب. وبالفعل سافرت لإنجلترا وسعدت جدا بهذه الفرصة وعدت بدراسة وافية عن جميع المسارح هناك وكان ذلك عام 1964 وقمت بعمل تغطية لأغلب المسارح هناك من كافة النواحي. وبناء على هذه الدراسة قرر الدكتور حاتم وقتها إقامة مسرح التلفزيون وسألني عن قائد الفريق الخاص بهذه المهمة فاقترحت عليه اسم أستاذي الفنان الكبير السيد بدير فاتصل به وكلفه بعمل 3 مسرحيات وكانت هذه هي بداية مسرح التلفزيون على أيدينا والذي كان له الفضل في ظهور فنانين صاروا نجوما كبارا بعد ذلك، أمثال عادل إمام وصلاح قابيل وسعيد صالح.

* هل تعتقد أن الوهج الفني والثقافي في مصر ارتبط بفترة الستينات كما يرى الكثيرون؟

لا أوافق على هذا الرأي لأن كل وقت وله نجومه ولا يمكن أن نعيش على الماضي فقط، فلو نظرنا حاليا لوجدنا هناك زخما ثقافيا أيضا والمسألة لا ترتبط بفترة بعينها، وأنا لا أحب البكاء على ما فات ودائما أنظر للأمام فالإنسان يتقدم ولا يعود للوراء.

* هل هذا التوجه هو سر احتفاظك بالنجومية والتألق والاستمرارية في العمل لسنوات طويلة تجاوزت نصف قرن؟

الحمد لله. وتقديرا لتاريخي الطويل لم يقدموا لي دعوة لحضور مهرجان القاهرة السينمائي!!

* لهجتك الساخرة تعكس غضباً من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي! أليس كذلك؟

أنا «زعلان» عليهم!!، بسبب تصرفاتهم التي تشي بالطفولية وعدم الاهتمام الذي لا يصح أن يحدث منهم تجاه فنانين كبار.

* ما تفسيرك لهذا الأمر؟ هل هو سهو؟

طبعا عيب أن يكون السهو معي وأراه «قلة ذوق»!

* هل تعتقد ذلك راجعا إلى سيطرة الشللية بعض الشيء على الوسط الفني مؤخرا؟

- للأسف أولئك لا علاقة لهم بالسينما، وهم يتعاملون مع الأمر كـ«شو» فقط لأن السينما لها ناسها وأهلها.

* هل معنى ذلك عدم رضائك عن أحوال السينما في الفترة الحالية؟

لا، بالعكس ما زالت السينما بخير، وهناك سينمائيون «هايلين» جدا، سواء في الإخراج أو التأليف أو التمثيل، والدليل وجود أفلام مثل الممر الذي أثبت أنه فيلم محترم ويتناول مرحلة من تاريخنا، تماما كما قدمنا من قبل فيلم «الطريق إلى إيلات».

* هل ترى أن الأعمال العسكرية لم تنل حظها في السينما أم أنها لم تقدم بالشكل الذي يتناسب مع أهميتها؟

لا شك أن مثل هذه الأعمال التي تؤرخ لأحداث وبطولات كبيرة مظلومة جدا، ولو نظرنا للأميركان نجد أنهم لم ينتصروا في أي حرب ورغم ذلك نجحوا في تسجيل انتصارات «وهمية» لهم على شاشة السينما من خلال أعمال تروج لبطولة غير حقيقية ويبدو ذلك في أفلامهم العسكرية التي قدموها للناس وصوروا أنفسهم فيها أنهم منتصرون دائما. وما أقصده أنهم انتصروا في السينما فقط وليس على أرض الواقع، بينما نحن كعرب أو مصريين حققنا انتصارات حقيقية على أرض الواقع لكننا لم نستطع تقديمها والتعبير عنها سينمائيا. وأعتقد أنها مهمة الدولة والتقصير راجع لها فلا بد أن تكون مثل هذه الأعمال ضمن استراتيجيتها لأن الفنون والآداب أحد عناصر الحضارة التي يعتمد عليها بناء الدولة العصرية المتقدمة.

* بعد بدايتك مع المخرج صلاح أبو سيف كانت هناك محطة أخرى مهمة في مشوارك الفني بعملك مع المخرج يوسف شاهين خاصة مرحلة فيلم «الأرض» الشهير، فكيف كانت علاقتك بيوسف شاهين؟

يوسف شاهين كان صديقا عزيزا قبل أن يكون فنانا وكنت من أشد المعجبين به قبل أن أعمل معه. وطبعا عندما عملت معه زاد إعجابي واحترامي له. وقدمنا معا عدة أعمال منها طبعا «الأرض»، و«الناس والنيل»، و«إسكندرية ليه»، و«الاختيار».

* بحكم صداقتك به وعملك معه، ما رأيك فيما كان يوجه للمخرج يوسف شاهين من اتهامات بعدم وضوح أفلامه ووصفها بأنها أفلام مهرجانات فقط؟

أبداً لم أشعر بهذا الأمر وهو مخرج كبير، وللعلم نحن تبادلنا الأدوار في فيلم «الاختيار» وكنت أنا الذي سأخرجه وهو كان سيمثل الدور الذي قمت به في الفيلم!

* لماذا تبادلتم الأدوار في فيلم «الاختيار»؟

عندما كتبنا فكرة فيلم الاختيار أنا ويوسف شاهين قلت له إننا نحتاج إلى مرشد لنا في الكتابة وفكرنا في الأديب نجيب محفوظ وقلت ليوسف «مفيش قدامنا إلا الأستاذ نجيب محفوظ هو اللي هيحطنا على التراك السليم». وبالفعل ذهبت للأستاذ نجيب محفوظ ومعي ورقة تحمل فكرة الفيلم وأعجبته الفكرة جدا وسعد بها وكان ذلك في فترة النكسة وتوابعها وتحديدا عام 1970. وكان معنا إريك رولو الذي تولى بعدها منصب رئيس تحرير «لوموند» الفرنسية وكان يهوديا وليس صهيونيا وكان يعيش بمصر ويتحدث اللغة العربية واللهجة المصرية بطلاقة لدرجة أنه أخذني لأرى بيته الذي كان يعيش فيه مع أسرته اليهودية بمصر الجديدة وكانت المفارقة أن البيت كانت تسكنه عائلة فلسطينية، وكانت مفارقة غريبة. وظللنا كثيرا نتناقش في الفيلم قبل تنفيذه، وكان له دور في الاستفادة بوجهة نظره الغربية من واقع مباشرته للشارع والحضارة الغربية، ولا شك أنه أفادنا كثيرا في كتابة السيناريو وقمت أنا بالتمثيل وتفرغ «يوسف» للإخراج، وعندما عرض الفيلم في باريس كانت له أصداء قوية جدا باعتباره فيلما سياسيا وليس اجتماعيا.

* هل كان «الاختيار» هو المحاولة الوحيدة لك في مجال الكتابة؟

لا فقد كانت لي كتابات كثيرة، وسبقت فيلم الاختيار تجربة أخرى لحلقات كنت قد كتبتها بنفسي بعنوان «اعرف عدوك» في 24 حلقة، وكانت تدور حول الحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل في سويسرا وحتى ثورة عز الدين القسام في فلسطين عام 1936. وكذلك كتبت مسرحية اسمها «ثورة قرية» عن قصة قصيرة للراحل محمد التابعي وكان ذلك عام 1963.

* هل واجهت صعوبات أو دخلت في صدامات مع السلطة آنذاك لتقديم مثل هذه الأعمال خاصة في ظل أجواء النكبة الحساسة آنذاك؟

أذكر أن مسؤول الاستعلامات وقتها كان يردد أننا أحسن أسطول وأحسن جيش وكان يبالغ في الأمر ولكني كنت أرى مشاكل وعيوبا كتبت عنها في العمل الفني الذي كتبته ولذلك لم يعجبهم واتهموني أنني لست وطنيا وكان ذلك قبل نكسة 67. ولما وقعت النكسة أخدت الحلقات ثانية وذهبت لمسؤول الاستعلامات وذكرته أنني قلت له هذه الأمور من قبل وأنهم رفضوا إذاعتها، واختلف رد الفعل في المرة الثانية وأذاعوها عام 1968.

* هل كانت لك معارك وصدامات أخرى مع السلطة؟ وأيهما تفضل للفنان، أن يكون قريبا من السياسيين أم بعيدا عنهم؟

أولا أنا لا أحب الدخول في صدام مع السلطة ولا أدخل في عراك مع أي سياسي، وأفضل أن أركز في عملي الفني فأنا على الشاطئ الآخر من الوطنية المصرية، أقصد على الشاطئ الفني والأدبي.

* وهل وقعت خلافات مشابهة للواقعة السابقة في عهد السادات؟

أبداً بالعكس لقد كان للرئيس السادات موقف جيد جدا معي ولا أنساه له أبدا.

* ذكرت أنك تعاونت مع نجيب محفوظ في فيلم الاختيار، فكيف كانت علاقتك بأديب نوبل خاصة أنك قدمت عددا كبيرا من أعماله الأدبية؟

كانت علاقة وطيدة ولا يمكن أن أنسى ذكرياتنا الكثيرة معا خاصة عندما جلست معه لنكتب فيلم الاختيار عندما أحضرت له ورقات صغيرة فيها فكرة ومضمون الفيلم، فقام هو بكتابة المعالجة الدرامية الخاصة بالفيلم. ومن حسن حظي أنني قدمت الكثير من أعماله الأدبية للسينما والتلفزيون وأذكر أنني قدمت شخصية سرحان البحيري بطل نجيب محفوظ في قصة «ميرامار» للتلفزيون قبل أن تقدم بالسينما.

* على ذكر التلفزيون، كيف ترى الدراما المصرية حاليا؟

للأسف الشديد أرى أن تخلي التلفزيون عن إنتاج الأعمال الدرامية شيء محزن وأنا حزين جدا على هذا الواقع لأن الدراما التلفزيونية هي النافذة التي يصل من خلالها الأدب والفكر والثقافة للجميع بمختلف ثقافاته وأعماره ويستطيع أن يصل لقاعدة عريضة جدا من الجماهير وتخلي التلفزيون عن إنتاج الدراما يعني تخليه عن هذه الرسالة، ولذلك أنا معترض على إلغاء قطاع الإنتاج بعد أن كان هناك زخم لم يعد موجودا للأسف، لأن غياب قطاع الإنتاج بالتلفزيون المصري يعني ترك المبدعين فريسة في أيدي شركات الإنتاج الخاصة. ومن هنا وعبر «المجلة» أناشد الرئيس السيسي وأرجوه أن يعيد قطاع الإنتاج من جديد بالتلفزيون المصري لأنه هو الذي أنتج الروائع الدرامية، وأذكر أننا عندما قدمنا «الطريق إلى إيلات» كان بدعم من وزارة الإعلام المصرية ومن دون قطاع الإنتاج ما كان خرج مثل هذا العمل للنور. وأؤكد أنه يجب علينا أن نهتم ببناء الإنسان جنبا إلى جنب مع بناء الصروح والمدن الجديدة والمشروعات العملاقة، التي نحترم الجهود المبذولة فيها، لا أن نهتم بالحجر فقط ونترك البشر بل نهتم بالاثنين معا بشكل متواز.

* إلى جانب السينما والتلفزيون، كانت لك مساهمات مسرحية واستعراضية أيضا. فما أهم أعمالك التي قدمتها للمسرح؟ وهل غنيت مع المطربة وردة حقا؟

نعم شاركت بالغناء مع الفنانة وردة في أوبريت «تمر حنة»، وشاركت أيضا في الكثير من المسرحيات الغنائية التي غنيت فيها وكنت فنانا شاملا. وأذكر مما قدمته للمسرح مسرحيات ثورة قرية، خيال الظل، أهلا يا بكوات، وداعًا يا بكوات، العمر لحظة، الإنسان الطيب. والفضل في ذلك التنوع الفني يرجع إلى عشقي للفن والرياضة وكنت في الماضي أمارس لعبة كرة القدم من باب الهواية وليس الاحتراف كما أمارس الجمباز والسباحة والإسكواش.

* ترددت أخبار أن هناك جزءاً ثانياً لمسلسل قيد عائلي الذي شاركت بالبطولة فيه مؤخرا. فهل ستشارك في الجزء الجديد؟

والله لا أعرف حقيقة هذا الأمر ولم أصرح بأي شيء بخصوصه ولكن يسعدني طبعا لو كان هناك جزء ثاني أشارك فيه.

* هل ترى أنه لم يكن يستحق ما حدث في ثورة 2011؟

أعتقد أن الظروف التي أحاطت به وقتها كانت أقوى منه ليس ظروف مصر فقط ولكن الظروف العالمية، لأن مصر وقتها وُضعت في موقف لا تحسد عليه حيث تكالبت عليها القوى بطريقة غريبة جدا ولم تر مصر مثل هذه الفترة من قبل أبداً وكانت فترة مؤلمة جدا بالنسبة لمصر وكنا نعاني خلالها بشدة.

* ماذا عن ثورة 30 يونيو؟

كانت التكملة لما حدث في 2011 وأراها «الفينال» أو النهاية التي نزلت الستارة عندها!

* كيف ترى مصر حاليا بعد هذه السنوات من تلك الأحداث الصعبة التي مرت بها؟

أرى مصر تتقدم وسعيد لما تشهده مصر حاليا من تطور وتقدم سواء على مستوى البناء المادي أو المعنوي، ولكن ينقصه البناء الفني حتى تكتمل الصورة، وأرجو أن يتحقق ذلك.

* ما أهم المحطات الصعبة في حياتك؟

هي المحطة التي تعرضت فيها لأصعب محنة في حياتي وهي وفاة زوجتي وشريكة عمري عام 2017 بعد عشرة عمر طويلة طويلة وكانت صدمة كبيرة.

* ما شعورك حاليا وكيف ترى الحياة بعد عامين من رحيلها؟

- أشعر بالحزن الشديد لفراقها، والحياة بعدها «وحشة» وكلها ظلام.

* ألم تفكر بالزواج لتبديد مشاعر الحزن والوحدة؟

أبداً لم أفكر في هذا الأمر، وأكتفي بالائتناس بأبنائي وأحفادي حفظهم الله لي، ابني الدكتور محمود، وابنتي «هابي»، فهما وأولادهما يبددون ظلام وحدتي بعد رحيل شريكة العمر وفيهم ومعهم أرى الدنيا كلها.

* كيف تقضي أوقات فراغك عندما لا يكون لديك تصوير؟

بين الأهل والأصدقاء، كما أنني أخرج لأذهب إلى بعض الأماكن، وبالمناسبة استشعرت مؤخرا باشتياق شديد للحي الذي عشت فيه أحلى أيام عمري وهو حي السيدة زينب الشعبي العريق الممتلئ بالروحانيات والنفحات الدينية، فقمت بعمل زيارة وجولة لشوارع الحي لكني عدت من جولتي حزينا لأن هناك أشياءً كثيرة تغيرت بشكل رهيب لدرجة أنني ندمت على الذهاب هناك بعد ذلك الغياب الطويل. ولكني عادة أحرص على زيارة مسجد السيدة زينب والصلاة فيه وقراءة الفاتحة وهو ما يجعلني أشعر براحة نفسية بعد كل زيارة، لأن النفحات الروحانية لهذا المكان لها تأثير كبير على نفسي.

* ما الذي تتمنى تحقيقه من آمال بعد هذه المسيرة الحافلة بالعطاء والزخم الإبداعي؟

- الصحة والستر هي كل ما أرجوه من الله تعالى.

م . المجلة