منزل مو يان.. قرية الذرة الحمراء لن تكون نفسها مرة أخرى !

منزل مو يان.. قرية الذرة الحمراء لن تكون نفسها مرة أخرى !

كتابة: جوناثان بينغ

ترجمة عادل صادق

هناك حديث عن موضوع إعادة بناء هيكل الطين وهو منزل طفولة الروائي الصيني مو يان الذي حاز مؤخرا جائزة نوبل للأدب الذي يقع على ضفة نهر جياو في قرية موبينغ التابعة لمقاطعة شاندونغ الساحلية والذي يدعى بمنزل قرية الذرة الحمراء نسبة إلى روايته الشهيرة " الذرة الرفيعة الحمراء "

التي استقى أحداثها من أجواء تلك القرية الصينية البسيطة التي عكس فيها مصاعب المزارع الصيني خلال السنوات الأولى من الحكم الشيوعي ، الرواية تحولت بعدئذ إلى فيلم سينمائي ذاع صيته في العالم وفاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 1988 . شهد هذا البيت القديم ولادته وطفولته كما يقول والده قوان يي البالغ من العمر 90 عاما الذي وقف أمامه لأخذ صورة مع فتاة مراهقة جاءت لتقديم التهنئة مع مجموعة كبيرة من السياح فابتسم لها ووقفت بجانبه لتضع يدها على كتفه وهو يرفع يده تحية للجميع ، بعدها راح يتكلم عن البيت ومو يان قائلا : - الجميع يريد أن يفهم كيف كانت حياة يان في هذا البيت وهو صغير . هنا أشار إلى راديو قديم تربع فوق دولاب خشبي صغير داخل إحدى غرف البيت الذي تحول إلى هيكل من الطين الذي كان كثيرا ما يستمع إليه ، في حين دخل حشد صغير آخر من السياح البيت مارين بغرفة متربة أشار إليها قوان أنها شهدت زواجه وما زال سريره يحتوي على فرشته الأولى التي بقيت على حالها مع مرور عقود كثيرة على زواجه . السلطة الصينية المحلية التي تدير موبينغ البالغ تعدادها 800 شخص تعاني ضغوطاً شديدة للحفاظ على سحر الريف هناك وهي تسعى في نفس الوقت لتحويل الحديقة الكبيرة التي تحوي المنزل القديم إلى مرفق ثقافي وسياحي للتعريف بواحد من رجالاتها العظام الذي أصبح منجما للذهب بحسب تعبير أحد مسؤولي البلدية لأنه بات ثقافيا ينافس نفوذ المقاطعة اقتصاديا ، وعلى الرغم من أن القرويين هناك توقفوا عن زراعة الذرة الحمراء التي خلدها يان في روايته إلا أن الحكومة المحلية تدفع المزارعين المحليين لزراعة 1600 فدان من هذه الحبوب التي كانت عصب اقتصاد المنطقة منذ ثمانينات القرن الماضي بمحاصيلها المربحة ، قوان وهو يطوف بالسياح أرجاء المنزل القديم قال إنه لم يسمع عن خطط تحويل هذا المكان إلى متنزه مرددا : - من المستحيل أن الحكومة ستنفق هنا ! بينما راحت لافتات حمراء تتدلى من جانبي المنازل الخرسانية على طول الطريق الرئيسي إلى موبينغ تحمل التهنئة وتشير باعتزاز إلى " يان المعلم " الذي حاز نوبل بكل فخر ، أحد السياح أخذ حبة بطاطا من كرمة بالقرب من منزل الطفولة وتلذذ بطعمها ما جعل من قوان يفرش ذراعيه في الهواء معلنا أنه قد تناول قطعة صغيرة من طعام معجزة نوبل مو يان الذي كان يعشقه . أعمال مو تظهر قدرة لا يمكن إنكارها بانتقاده الحاد للعديد من الموضوعات التي شملت الفساد ، ومأساة الثورة الثقافية ، والإجهاض القسري في إطار ما يسمى بسياسة الطفل الواحد في الصين، وبعد فوزه بنوبل الأدب مؤخرا أعرب عن تأييده للمنشق ليو شيا بو الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2010 والذي يقضي حكما بالسجن لمدة 11 عاما بتهمة تخريب الأفكار وتشويه الحقائق ، يان صرح في أحد المؤتمرات الصحفية قائلا :

- آمل أن يتمكن من تحقيق حريته في أقرب وقت ممكن. وهو بهذا يعطي شجاعة حقيقية مع ما أعطاها في كتاباته ، يقول عنه إريك أبراهامسون صاحب إحدى دور النشر الخاصة بترجمة الأدب الصيني :

- أعتقد أنه خجول جدا وسلوكه حذر للغاية مع كل خطوة يخطوها . يعود قوان ليقول لزائريه الذين يقلبون عيونهم في منزل الطين وكل ركن فيه :

- مو لا يأتي إلى البيت في كثير من الأحيان وعندما يفعلها نلتقي لنتحدث عما يحدث في وطننا ، وكيف تنمو الطماطم . وعلى الرغم من أنه لم يقرأ ما كتبه مويان ، لكنه يقول:

- إنه فخور بإنجازاته ، نحن جميعا سعداء ، وأنا سعيد جداً جداً .