محرر يخفي معرفته باللغة الفرنسية

محرر يخفي معرفته باللغة الفرنسية

صادق الازدي

كان المرحوم حميد رشيد من أكفأ المحررين الذي عرفتهم الصحافة العراقية خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها،وكان يؤدي أكثر من عمل في الجرائد التي عمل فيها ولايحصل إلا على القليل ومن هنا جاء اضطراره مثل غيره إلى العمل في أكثر من جريدة ، وكان حميد رشيد قد تعلم اللغة الانكليزية وأجادها من غير معلم ، وصار من المترجمين المرموقين إضافة إلى إتقانه الكتابة الجادة والهازلة معاً ، وكان كذلك يعشق كل لحن جميل ، ويطرب للأغنية العاطفية وقد يستخفه الطرب فيرقص منتشياً .

وفي الستينات ونحن نعمل معاً في إحدى الجرائد اليومية دخلت ذات يوم إلى الغرفة التي وضعوا له مكتباً فيها فوجدته قد انكب على مجلة فرنسية واستغرق في قراءتها ، فسألته وأنا في غاية الاندهاش : أتعرف اللغة الفرنسية ؟

فارتبك ثم قال : وهل اكذب عليك وأقول لا ...

فعدت اسأله : ولماذا كتمت نبأ معرفتك بهذه اللغة عني ؟

أجاب : وأرجو أن لا تذكر ذلك أمام صاحب الجريدة ولا غيره .

ولم؟

لأنهم سيطلبون مني أن أعرب المقالات من الفرنسية إضافة إلى الانكليزية بذات الراتب ...

وكان على حق ، ثم لفظ حميد أنفاسه أثناء العمل ، فهل كنا أنا وهو على صواب عندما أخفينا عن الآخرين إجادته لغة أبناء السين ؟؟

ألف باء

بعددها 794 في 14 كانون الأول 1983