أسماء منسية من مؤرخي تراثنا الشعبي

أسماء منسية من مؤرخي تراثنا الشعبي

رفعة عبد الرزاق محمد

كنت قد نشرت قبل نحو عشرين عاما بحثا بعنوان ( رواد الكتابة في التراث الشعبي العراقي ) ذكرت فيه بشكل سريع طائفة من الكتاب العراقيين الذين عنوا بالمأثورات الشعبية العراقية في وقت مبكر .. وفي هذه النبذة اخترت مجموعة منسية او مجهولة من هؤلاء الكتاب والمؤرخين الرواد .

جميل البغدادي (000-1953)
مقرئ المقام العراقي الشهير، له مخطوط عن المقام العراقي وطريقة ادائه نشر بعض فصوله في جريدة (الفتح) سنة 1939 وهي جريدة جديرة بالتنويه، اصدرها الشيخ جلال الحنفي وعنوان كتاب البغدادي (المقامات العراقية حسب فصول الجالغي البغدادي).
خلف شوقي الداودي (1896-1939)
من كتاب الصحافة العراقية ومن رواد الترجمةالادبية، اصدر مجلة بأسم (شط العرب) ثم اصدرها جريدة انتقادية فكاهية لاذعة، واشتهر بمقالاته الموسومة (عراق شلون يسويك ترقي) والتي كتبها بلغة عامية على لسان هندي في الجيش البريطاني ويمكن ان نعد قصته (الفلقة) التي نشرها على حلقتين في مجلة (النشءالجديد) سنة 1928 تسجيلاً لمشاهدته من الكتاتيب ببغداد وذكرياته وقد كتبها باسلوب قصصي ساخر، ليوثق لنا صفحة جديدة من الحياة الشعبية في وقت مبكر .
داود فتوّ الصيدلي (1865-1921)
ولد في الموصل في اسرة مسيحية معروفة وتعلم الصيدلة وعمل بها وله بعض العناية باللغة العامية، نشر منها شيئاً قليلاً وبقيت اوراقه المخطوطة لدى اسرته ونشرت له مجلة (لغة العرب) في سنتها الثالثة 1913 مقالاً عن (الكلمات الكردية في العربية الموصلية) هو مستل من كتابه (بغية المشتاق الى لغة العراق).
سليمان الدخيل (ت-1944)
ولد في القصيم من بلاد نجد وله صلة مصاهرة بالاسرة السعودية الحاكمة، هاجر الى الهند ثم الى البصرة قبل ان يهبط بغداد والاقامة فيها واكمال دراسته فيها على يد عدد من كبار العلماء، ويعد اول نجدي مارس الصحافة كما وصفه المؤرخون السعوديون، اذ اصدر ببغداد جريدة (الرياض) سنة 1911 ثم اصدر مجلة (الحياة) بعد سنتين بالمشاركة مع صديقه ابراهيم حلمي العمر الصحفي الكبير وعلى الرغم من دخوله الوظيفة الادارية في الحكومة العراقية فقد عانى الفقر والبؤس في سنواته الاخيرة فاضطر الى بيع كتبه ومخطوطاته الى الاب الكرملي، وقد صنف عدداً من الكتب التاريخية عن البلاد النجدية.ومن آثاره في التراث الشعبي كتاب (العقد المتلالي في حساب الالي) المطبوع في بومبي سنة 1911،اما كتابه (البحث عن اعراب نجد وما يتعلق بهم. فهو مجموعة اشعار عامية لمشاهير شعراء نجد، يضم 138 قصيدة بدوية لاربعين شاعراً نجدياً، طبع مؤخراً (2003) بتحقيق الدكتور مهدي عبد الحسين النجم.
شكري الفضلي (1882-1926)
من الادباء الكرد، ولد وعاش في بغداد وقد تعرض للاضطهاد السياسي في عهد الاتحاديين الاتراك، ونشر بحوثاً في مجلة (لغة العرب)، وفي مجلات وجرائد اخرى وبقيت اثاره متفرقة لم يقدر لها الجمع والنشر فقد توفي بعد مرض عضال كتب فصلاً مهماً عن الامثال الكردية في مجلة (لغة العرب) سنة 1913.
عبد الحميد عبادة (1891-1930)
من اسرة بغدادية قديمة سكنت محلة الفضل، درس في مدارس بغداد الدينية، ودخل الوظيفة كاتباً في المحاكم الشرعية وقد عرف بأهتمامه التراثي، ولعل كتابه (العقد اللامع بآثار بغداد والمساجد والجوامع) الذي طبع محققاًَ من قبل الدكتور عماد عبد السلام رؤوف من التحف التاريخية النفيسة اذ تحدث فيه عن مساجد بغداد ومدارسها العلمية وسقاياتها ومراقدها ومقاماتها وتكاياها في اوائل القرن الماضي بشكل تفصيلي تضمنه الكثير من المعلومات عن المأثورات الشعبية ليحفظ لنا تراثاً جسيماً قبل ان يأتي عليه الاندثار والنسيان والاهمال، وله كتاب اخر بعنوان (مندائيو او الصابئة الاقدمون) طبع ببغداد سنة 1927 واعيد طبعه أخيراً في لندن بعناية الدكتور رشيد الخيون وتضمن تسجيلاً لبعض المأثورات الصابئية الشعبية.
عبد الستار القراغولي (1906-1961)
أديب ومرب عُرف بصلاته الادبيةالواسعة وقد اصبح مديراً لمعارف بغداد لسنوات عديدة، نشر في سنة 1935 كتابه الرائد (الالعاب الشعبية لاحداث العراق) وهو من الكتب النادرة في بابه، وله كتاب عن (تاريخ القراغول) طبع مؤخراً بتحقيق الدكتور عماد عبدالسلام رؤوف (بغداد 2005) تضمن مشاهد تراثية وشعبية مختلفة.
الشيخ عبد المولى الطريحي (1899-1975)
ولد في النجف في اسرة علمية معروفة، اصدر سنة (1927) مجلة (الحيرة) وهي مجلة تراثية لم تعمر طويلاً، وهو من رواد الكتابة في التراث الشعبي العراقي وقد خلدت مجلة (لغة العرب) مجموعة من بحوثه الشائقة عن الشعر العامي والاغاني في منطقة الفرات الاوسط جديرة بالتحقيق والتنويه، وقد ذكر مؤرخوه ان من مؤلفاته المخطوطة: تاريخ اداب اللغة العامية الدارجة، وشرح موالياً ابن الخلفة، ونوادر النساء، والامثال الشعبية جنوبي العراق، وقد صدر له سنة 1950 كتاب (فدعة الشاعرة او خنساء خزاعة) وكتب مقدمة ديوان (سنجاف الكلام) للشاعر الهزلي حسين القسام.
الدكتور نابليون الماريني (000-1925)
هو اخو الاب الكرملي، عمل طبيباً في بغداد واهتم بدراسة (حبة بغداد) فنشر بعض بحوثه فيها، غير انه كتب في مجلة (المشرق) البيروتية في سنتها الرابعة (1901)مقالاً بعنوان: ما ورثه اهل العراق عن الاشوريين والكلدانيين العتاق وله كتاب نادر في فوائده طبع سنة 1889 في بيروت بأسم (تنزه العباد في بغداد) ضمنه الكثير من المطالب التي يعنى بها الباحث في التراث الشعبي.
نرسيسيان الارمني (000-1914)
من الرواد المجهولين، ولا نعرف عنه سوى انه عمل مترجماً لدى قنصل انكلترا في بغداد ووجد مصلوباً في سراديب بيت لنج سنة 1914، وقد رأيت مخطوطته بعنوان (امثال عراقية ومصرية وسورية) في دار المخطوطات العراقية.
نرسيس صائغيان (1878-1953)
من المؤرخين العراقيين المنسيين،اهتم بتاريخ الاسر المسيحية وانسابها وله كتاب عن تاريخ الارمن في العراق، غير ان له مساهمات في التراث الشعبي على صفحات مجلة (لغة العرب) مثل: نظرة في المقامات العراقية، نظرة في ليلة الحاشوش، والثياب الافرنجية في العراق، وبعض الالفاظ والاسماء الارمنية.
كاظم الدجيلي (1884-1970)
درس في بغداد، ولازم كبار علمائها كالالوسي وحسن الصدر والاب الكرملي، وغشي مدارسها الكبيرة فأصبح وجهاً أدبياً مرموقاًُ، وعندما صدرت مجلة (لغة العرب)سنة 1911 اصبح مديراً لها ودبج فيها من المقالات والبحوث ما هو جدير بالتنويه وحري بالتحقيق، انتمى لمدرسة الحقوق وتخرج فيها وعمل في الخدمة الخارجية لفترة طويلة، وكشعره المتفرق والمخطوط بقيت اثاره لم تر النور. ذكر من كتب عنه ان من كتبه المخطوطة: حلةالفرت، اشعار الاعراب، الاغاني العراقية،الاسر البغدادية، الامثال العراقية،المصطلحات العراقية، سنمات الاعراب الحاليين، الاحتفالات المقدسة في العراق اما كتابه عن (السفن العراقية) فقد نشرت مجلة (لغة العرب) في سنواتها الاولى فصولاً مهمة منه، وهي جديرة بالجمع، تناول فيها: اسماء السفن وادواتها واهلها واسماء الرياح عند اهل السفن ودرجات عملهم فيها.
عن مبحث ( رواد الكتابة في التراث الشعبي العراقي )