من مهملات التاريخ.. حمدي بابان وأ راضي الحارثية

من مهملات التاريخ.. حمدي بابان وأ راضي الحارثية

مير بصري

أحمد حمدي بك بن محمد رشيد باشا الموصوف بالخديوي بن سليمان باشا بن عبدالرحمن باشا بن محمد باشا بن خالد باشا البابان، ولد في نحوسنة 1870ودرس في الكلية الملكية الشاهانية في استانبول. دعا إلىمباديءالحرية فسجن على عهد السلطان عبدالحميد الثاني، وأطلق سراحه عند إعلان الدستور سنة ١٩٠٨.

وأوفدته جمعية الاتحاد والترقي إلى بغداد لتمثيلها، لكنه عل ما قال ريشارد كوك في كتابه (بغداد مدينة السلام.) (ترجمة فؤاد جميل والدكتور مصطفى جواد:وجد من العسير الاستعانة بوجهاء بغداد المحافظين الذين عارضوا الثورة التركية عل أساس ديني، ولم يقبلوا بها إلأ ظاهرأ.

ولما وضعت الحرب العظمى أوزارها، أصبحت داره في بغداد ملتقى رجال الكرد، وكان يرتبط بصلات وثيقة مع دعاة الوطنية الكردية في السليمانية. وحاولت السلطات البريطانية الاستعانة لتهدئة منطقة كردستان سنة ١٩٢٠، فزار السليمانية وكان حاكمها الميجر سون وتجول في بيشدر ورانية وحلبجة وبنجوين، ثم عاد إلى بغداد مؤثرأ العزلة والابتعاد عن العمل السياسي .

عرف حمدي بك بعد ذلك بقضية انتزاع أراضيه في الحارثية غربي بغداد، وتمليكها للملك فيصل الأول، ورفضه قبول بدل الاستملاك الذي عرض عليه، فغادر العراق سنة ١٩٢٦ إلى لندن، وأقام فيها يعاني شظف العيش ويأبى العون، حتى أدركه الحمام بها في١٨ تثرين الثاني (نوفمبر) ١٩٦٠ .

وبيعت كتبه في بغد اد، فاشترى بعضها الدكتور مصطفى جواد الذي وجد فيها منكرات سياسية كتبها حمدي بك بالتركية .كان حمدي بك مثالأ صارمأ للإباء والاعتداد بالنفس. حدثني يعقوب سركيس أن محمد رشيد باشا (والد حمدي بك)كان متصرفأ للحلة ويعرف بالخديوي محمد باشا لعظمته وكبريائه ، وقد ورث عنه حمدي بك أراضي زراعية واسعة في ذلك اللواء، أجرها خلال الحرب العظمى الأولى إلى سلمان البراك ببدل قدره ألف ليرة تركية ذهب. وكان البراك يجيئه بالليرات عينأ إلىبغداد كلسنة، وتأخر في بعض السنين، فمضى حمدي بك إلىالحلة واستدعى المستأجر، فجاءه بتسعمائة ليرة، واعتذر منه، ووعد بجلب الليرات المائة الباقية إلى بغداد، بعد أمد قصير ،لكن حمدي بك غضب غضبأ شديدأ وكلمه بعنف وألق بالتسعمائة ليرة على الأرض وقفل عائدأ من حيث أتى. قال سركيس: ولم يجى ء البراك إلى بغداد التي احتلها الإنكليز بعد ذلك، وأظن ان حمدي بك قد فاتته الليرات الألف كلها! وحين استملكت أراضي الحارثية، عرض على حمدي بك مبلغ نصف مليون روبية ثمنأ لها، لكنه طلب مليونأ، ورفض أن يتسلم شيئأ، ثم سافر إلى انكلترا محتجأ ومات معسرأ. وكان أصدقاؤه العراقيون في لندن يعلمون ضيق ذا يده، فيدعونه إلى الغداء أو العشاء باحترام بالغ، غير أنه يرفض إباء منه وشممأ.

وكان أبوه محمد رشيد باشا قد ولد في السليمانية سنة ١٨٢٢ووظف في دائرة ولاية بغداد، ثم أصبح متصرفأ للواء الحلة( مرتين ) سنة 1877 و1882، كما شغل متصرفية المنتفك وتعز (في اليمن) ودير الضد، وكان واليأ لبتليس١٨٨٦. وتوفي في استانبول في كانون الأو ل ١٨٩٥. ويروى عن عجرفته آن آحد كباروجهاء بغداد زاره في ديوان متصرفية الحلة لبعض الشؤون، ولما لم يكن موجودأ، أدخل الوجيه إلى غرفته لينتظر قدومه. وجا ء محمد باشا ودخل غرفته فوجد الوجيه البغدادى يسير جيئة وذهابأ، فاستشاط غضبا وأئبه قائلا : كيف تسمح لنفسك بالسير في غرفتي بلا احترام وكأئك في ردهة دارك؟...

عن كتاب ( أعلام الكرد )