الفنان الراحل عمانوئيل رسام..  سيبقى حيا بأعماله الفنية الخالدة

الفنان الراحل عمانوئيل رسام.. سيبقى حيا بأعماله الفنية الخالدة

عدي فاضل خليل

لطالما امتعنا بأهم أعماله والمتمثلة برائعة (تحت موس الحلاق) التي زرعت البسمة في نفوسنا ونحن نتابعها، وبثلاثية (النسر والذئب وعيون المدينة) التي اصبحت محط حديث الناس انذاك.. ولا ننسى رائعته (فتاة في العشرين) التي كانت ولازالت من أهم علامات الدراما العراقية المتميزة …

هكذا كانت أعمال مخرجنا الكبير عمانوئيل رسام التي تعد من أهم بصماته التي زرعها وساهمت بتطوير الدراما العراقية، رحل عنا وهو في غربته بكندا تاركا خلفه ارثا فنيا كبيرا لطالما سنفتخر به دوما وابدا … سيبقى حيا بأعماله الفنية الخالدة التي لطالما كانت ولازالت تمتعنا الى يومنا هذا.

سيرة الفنان والمخرج الراحل عمانوئيل رسام

• ولد المخرج الكبير الراحل عمانوئيل رسام في محلة الجامع الكبير بمدينة الموصل شمال العراق عام 1940م.

• التحق بمعهد الفنون الجميلة عام 1957، و عند تخرجه في 1961، صدر قرار بتعيينه معلماً في مدينة الموصل، لكنه رفض الوظيفة رغبة منه في العمل في مجال الفن.

• بعدها التحقَ رسام والمعروف بالأعمال الدرامية بـ ع.ن.ر بأكاديمية الفنون الجميلة، وتخرج منها عام 1964، و فور تخرجه تم استدعاؤه للخدمة العسكرية الالزامية كضابط احتياط برتبة ملازم ثاني، و قضى خدمته العسكرية في اذاعة القوات المسلحة (التوجيه المعنوي)، و تسرح من الخدمة عام 1966.

• عمل رئيسا لقسم الدراما في التلفزيون العراقي عام 1979.

• اخرج عدداً من المسلسلات العراقية وحازت كلها على اعجاب وتقدير الجمهور والنقاد، منها مسلسل تحت موس الحلاق 1961، تمثيل حمودي الحارثي، راسم الجميلي، سهام السبتي، سليم البصري، خليل الرفاعي، وبالتأكيد فان النجاحات الكبيرة التي حصدها هذا المسلسل بامتياز، على شتى الصعد الفنية منها، والنقدية، ومساحة المشاهدة الكبيرة، لم تكن لتتحقق لولا وجود العناصر الاساسية الثلاثة لكل عمل فني ناجح وهي، نص جيد، وممثلون محترفون، ومخرج فنان مرهف الاحساس ملم بجزيئيات العمل، وقادر على تجسيد تفاصيله سواء باختيار زوايا الكاميرا، ومواقع التصوير، او بتحديد حركات الممثلين وادائهم، وبيئة العمل، والربط الموضوعي بين جميع هذه العناصر، ليستطيع عبر عمل فني متقن، ان يمسك بقوة، وثقة باهتمامات المشاهدين، وان يضعهم وسط بيئة العمل، ليتفاعلوا معه وكأنهم شهود على تفاصيله، وهذا ما استطاع ان يحققه بجدارة ونجاح وبامتياز الفنان الكبير عمانوئيل رسام، فبرغم تراكمات السنوات وافرازات تحولاتها فإننا كلما شاهدنا مقاطع من مسلسل تحت موس الحلاق نحس بان الزمن قد توقف، وان عقارب الساعة قد عادت بنا الى الوراء واننا نعيش زمن وبيئة عبوسي وحجي راضي وبقية ملاك التمثيل، وتلك احدى دلالات الاعمال الفنية الحية التي لا تموت مهما تعاقبت السنوات على انتاجها.

• اخرج ايضا مسلسل (فتاة في العشرين) عام 1979، تأليف: صباح عطوان، وبطولة: سامي عبد الحميد، سهام السبتي، عواطف السلمان، سمير القاضي، عبد الواحد طه، سعدية الزيدي. وقد حاز المسلسل على حب الجمهور لما حمله من رسالة الى المجتمع في كيفية تعامله مع موضوعة الحب وايضا تعامله مع الفتاة.

• كما اخرج مسلسلات: (الذئب وعيون المدينة) و(النسر وعيون المدينة) هذه الثلاثية الرائعة التي شهدت على مرحلة تاريخية تخص العراق وايضا تاريخية على الساحة الفنية فقد اصبحت شخصيات المسلسل حديث الشارع، قادر بيك واسماعيل الجلبي، وحسنية خاتون، وكمرة التي احبت العامل البسيط الذي قام بأدائه الفنان قاسم الملاك.

• اضافة الى اخراجه عدداً من التمثيليات العراقية المميزة منها تمثيلية البوم الذكريات، قام ببطولتها و كان ما يزال طالباً في المعهد، و هي تدور حول حياته الشخصية.تمثيلية ليطة، بطولة يوسف العاني.تمثيلية لو، و التي لم تعرض لأسباب سياسية.

• كما شارك ببطولة الفيلم السينمائي (اوراق الخريف) امام العملاق الراحل سليم البصــري عام 1964م.

• كما يعد أحد المساهمين بتأسيس شركة بابل للانتاج السينمائي والتلفزيوني.

• توفي عمانوئيل رسام في بلاد الغربة بكندا يوم 27/ سبتمبر/ 2016م عن عمر ناهز 76 سنة بعد اصابته بعارض صحي لم يمهله طويلا