نجيب يونس.. ريشتك لم تسقط

نجيب يونس.. ريشتك لم تسقط

د. ابراهيم خليل العلاف

نجيب يونس شريف بك من رواد الفن التشكيلي في العراق المعاصر،ويعد من الجيل الثاني من الفنانين التشكيليين العراقيين المعروفين بعد الجيل الاول المتمثل بمحمد سليم علي الموصلي 1883 – 1932، وعاصم حافظ 1886 – 1978، وصديق احمد مواليد 1915، وفرج عبو النعمان 1935 – 1986.. ونجيب يونس،

كما سبق ان كتبت عنه في سلسلة اوراق في التاريخ والسياسة)(نجيب يونس والتوثيق الفني للحياة في الموصل))، في جريدة فتى العرق، العدد 45، السنة 1، 9 أيلول 2004، فنان تشكيلي ينتمي الى المدرسة الانطباعية الاصلية. ولد سنة 1930 وبعدما اتم دراسته الفنية في العراق ذهب الى القاهرة ليحصل على الدبلوم من كلية الفنون الجميلة في عام 1954 بدرجة الشرف.

زامل نجيب يونس رسامين وشعراء وكاريكاتيريين مشهورين في مصر منهم صلاح جاهين، وجورج البهجوري. قال ستار الشيخ الفنان التشكيلي الموصلي الراحل في بحثه الذي كتبه عن الفن التشكيلي في الموصل في موسوعة الموصل الحضارية “ ان نجيب يونس يمقت الاسلوبية فالفنان في رأيه، يجب ان يكون كالطائر “. اصبح نجيب يونس رحمه الله رئيساً لقسمي الرسم والخط والزخرفة في معهد الفنون الجميلة في الموصل سنة 1978. اقام معارض عديدة داخل العراق وخارجه وعندما اقام معرضه في لندن سنة 1985 قالت عنه الناقدة الفنية وحيدة المقدادي انه الفنان الذي جعل ريشته ناقلاً اميناً للحياة الاجتماعية في الموصل بمختلف جوانبها ومظاهرها عبر خمسين عاماً.. واضافت انه مع عدم تقيده بالنظريات والاساليب الفنية المتداولة الا ان ذلك لا يمنع من تلمس الاتجاه الواقعي والانطباعي في اعماله التي تضج بالحرية وبالحياة وبالقوة والعذوبة والبساطة.. شارك في معارض كثيرة، ولعل معرض المنصور سنة 1955 يعد من اقدمها كما شارك في معارض جمعية التشكيليين العراقيين للسنوات 1956 و 1957 و 1958. واول معرض شخصي اقامه كان في الموصل سنة 1958.. وفي سنة 1985 نظم له المتحف الوطني للفن الحديث ببغداد معرضاً شاملاً لاعماله وضم قرابة 250 لوحة.. هذا فضلاً عن اقامته المعارض في البحرين والامارات العربية المتحدة بين سنتي 1998 و 2002. أسس مع نخبة من الفنانين امثال راكان دبدوب وضرار القدو وطلال الصفاوي مرسم جامعة الموصل سنة 1963 والذي تطور فيما بعد سنة 1967 الى (بيت الفن) وقد حصل على وسام رواد الفن العراقي من وزارة الثقافة في العراق سنة 1996. يانجيب يونس انك وان غادرتنا ورحلت لكن ريشتك لم تسقط، فلقد تركت للناس شيئاً ينتفعون منه.. تلاميذك.. زملائك.. رسومك.. روحك الطيبة الحية ستظل.. فأنت بحق واحد من اعظم فناني العراق التشكيليين..و كما جاء في موقع الكاتب العراقي (الالكتروني) عن نجيب يونس فانه فنان يعتمد في اغلب اعماله (البيئة) كموضوع، محللاً ومدققاً في تفاصيلها. كما انه اهتم بانجاز موضوعات تحمل جوانب تاريخية واجتماعية ووجدانية.. لهذا استحق تقدير العديد من نقاد الفن ومتتبعيه.

وفي الثامن من حزيران2007، غادرنا الى الحياة الاخرى..