سعدون العبيدي فنان شامل

سعدون العبيدي فنان شامل

د. عقيل مهدي يوسف

سعدون العبيدي رجل مسرح يتمتع بقدرات ابداعية و مواهب فنية مترابطة و متكاملة في الجنس الدرامي و أنواعه و في الاخراج و مذاهبه و التمثيل ببعد عراقي و عربي و عالمي.

تراه يترأس ( فرقا) مسرحية في بغداد او الكويت ويحط مثل طيور مدينة العمارة مدينته التي ولد فيها ، بهجرة معاكسة الى مدينة لندن و زهوها الحضاري لتجتمع في روحه موسيقى حضارة بلاد مابين النهرين بزهو المسرح الاليزابيثي و روح شكسبير العالمية.

و حين عودته من الدراسة ، درّس في معهد الفنون الجميلة بعد تخرجه منه و تمرسه في معاهد لندن ( جيل هولد) و ( جامعة البرتا) و ( جمعية الممثلين في عاصمة انكلترا).

اخرج( القلب الارعن) تاليف جون باتريك و ( كوميديا قديمة) للروسي اوربوزوف ، و في مقارباته التأليفية لأعمال موليير و راسين ، و قد اضاف لسجله الاخراجي ما يربو على ( ٣٠) مسرحية .

مثّل في التلفزيون و السينما مع كبار المخرجين المسرحيين في العراق ، و دمج نص ( معاذ يوسف) الموسوم ( I.b.c) عن قضية النفط باسلوبها التسجيلي متناصا مع منهج ( بيتر ڤايس) بطابع يساري مضمر عن علاقة الثورة بالبروليتاريا.

اصدر مجموعة مسرحيات عام ١٩٥٧ و اخرج مونودراما بعنوان ( ماري) و كتب و اخرج هذا الضرب الابداعي مونودراما ( مذكرات ميم) و بات رائدا من بين رواد مسرح الطفل متنقلا من مسرح المعهد العالي في الكويت مع الرائد ( زكي طليمات) ،و في بغداد ليخرج ( ابن ماجد) تاليف عزيز عبد الصاحب ، حريصا على الطفولة بروح تربوية تطور من قدرات الطفل بمسرحيات ( نور و الساحر) و ( علاء الدين و المصباح السحري) .

ترأس دائرة السينما و المسرح ٢٠٠٤-٢٠٠٥ . برزت موهبته التشكيلية فقام بانشاء ديكورات معظم مسرحياته ليدمج فيها الاشكال و الخطوط و الاحجام و الالوان مع انغام اللغة الدرامية و ايقاعاتها و ابعادها التعبيرية ببؤرة واقعية ملتزمة.

سلاما لروحه الابداعية حين يستقبلنا و معي اساتذة المسرح و من بينهم د. حسين علي هارف و د. علي حسين حمدان بكرم ضيافة بيته العامر مزدانا بالخلق و النبل و الابداع.