شركات التعاقد الفرعي تسيطر  على بناء صناعة النفط العراقية

شركات التعاقد الفرعي تسيطر على بناء صناعة النفط العراقية

ترجمة عبدالخالق علي
عندما افتتح العراق مزاد إعادة بناء و توسيع صناعته النفطية قبل عامين , حصلت شركة لوك اويل الروسية على حصة كبيرة – حقل يحوي 10 % من احتياطي العراق النفطي المعروف. كان ذلك يبدو انتصارا جيوسياسيا للشركة الروسية. و بما ان حقلا واحدا فقط من بين الاحد عشر حقلا التي اعلنها العراق في المزاد قد ذهب الى شركة النفط الاميركية – اكسون موبيل – فيبدو ايضا ان فوائد نفطية قليلة ستتدفق على الولايات المتحدة التي كان لها الدور الاكبر في حرب العراق.

النتائج التي تمخض عنها المزاد ساعدت على إسكات الانتقادات التي انتشرت في العالم العربي من ان الولايات المتحدة قد غزت العراق من اجل ثروته النفطية. و قال الناطق باسم الحكومة العراقية , علي الدباغ , في حينها " لا احد يستطيع سرقة النفط , حتى لو كانت الولايات المتحدة ". في الحقيقة , ان شركات استخراج النفط الاميركية قد جمعت عشرات المليارات من الدولارات من خلال نشاطها النفطي في العراق منذ فترة طويلة قبل ان يبدأ منتجو النفط بكسب عوائدهم من الاستثمارات.
شركة لوك اويل و العديد من الشركات الاخرى التي فازت بحقول في المزاد , تتعاقد الآن مع شركات فرعية تعمل مع اكبر اربع شركات نفطية اميركية رائدة في هذا المجال , و هي: هاليبرتون , بيكر هيوز , ويذرفورد و شلمبرغر. هذه الشركات الاربعة فازت باكبر حصة من العقود الفرعية لاستخراج النفط و بناء الآبار و تجديد التجهيزات. يقول اليكس مونتون , محلل في الميدل ايست , يعمل لشركة وود مكنزي للبحوث و الاستشارات في ادنبرة " العراق يعتبر فرصة كبيرة للمتعاقدين ". و يخمن مونتون بان حوالي نصف المئة و خمسين مليار دولار التي من المتوقع استثمارها في حقول النفط العراقية في العقد القادم سوف تذهب الى الشركات الفرعية التي تستخرج النفط – اغلبها الى الشركات الاربعة التي لديها علاقات مع صناعة نفط تكساس. شركات هاليبرتون و بيكر هيوز تقع مقراتها في هيوستن , و شركة شلمبرغر مقرها في باريس. اما شركة ويذرفورد فانها مؤسسة في تكساس. يقول البروفيسور ميشيل كلير , استاذ دراسات الامن و السلام العالمي في كلية هامبشاير , بان شركات خدمات النفط الاميركية كانت مسيطرة في الشرق الاوسط بشكل عام بالاضافة الى كونها شركات عالمية بسبب تقنياتها المتقدمة في استخراج النفط. لذا فليس من المفاجىء ان تكون على رأس الشركات في العراق ايضا.
قال المسؤولون في الولايات المتحدة بان الخبراء الاميركان الذين قدموا المشورة لوزارة النفط العراقية بشأن وسائل اعادة و زيادة انتاج البترول انما فعلوا ذلك ليس من اجل تفضيل الشركات الاميركية على الشركات العالمية الاخرى. و بعد ان فازت شركة لوك اويل الروسية بجولة مزاد 2009 قال الناطق باسم السفارة الاميركية في بغداد , فيليب فرين , لوكالة رويترز " ان نتائج جولة العروض قد أسكتت الشائعة القائلة بان التدخل الاميركي في العراق كان من اجل ضمان النفط العراقي للشركات الاميركية ". الا ان البرفيسور كلير قال ايضا بان المسؤولين الاميركان الذين قدموا المشورة للحكومة العراقية بشأن قرارات التعاقد كانوا يتوقعون ان تفوز شركات خدمات النفط الاميركية بحصة جيدة من العمل هناك بغض النظر عمن يفوز بالعقود الرئيسية.
ان شركات الخدمات النفطية الاميركية , التي مضت عليها سنوات في العراق بموجب عقود مع الجيش الاميركي , تقوم بتوسيع وجودها هناك حتى و ان كان الجيش الاميركي يتهيأ للانسحاب من العراق. فمثلا , شركة هاليبرتون , التي كان يرأسها نائب الرئيس الاميركي السابق ديك تشيني , لديها 600 موظف في العراق اليوم , و في بيان لها قالت انها تنوي استئجار عدة مئات آخرين قبل نهاية العام " نحن مستمرون بكسب عقود مهمة في العراق و نستثمر كثيرا من الاموال في البنية التحتية ".
ان العقود الاحد عشر التي وقعها العراق مع كبرى شركات النفط من المتوقع ان تزيد الانتاج العراقي من حوالي 2,5 مليون برميل نفط في اليوم الواحد حاليا الى 12 مليون برميل عام 2017.
بعض عقود الخدمات النفطية هي لإصلاح الحقول الإنتاجية الحالية , و الاخرى لحفر المواقع غير المستخدمة.
عن: نيويورك تايمز