غلطة آينشتاين!

غلطة آينشتاين!

منير مطاوع

عالم الفيزياء البريطانى البروفيسور سير «روجربينروز» أثبت غلطة «آينشتاين» سنة 1965 فحصل على جائزة نوبل لهذا العام.. أى بعد 55 سنة من إطلاق نظريته!

وهو أستاذ سابق فى جامعة أوكسفورد، عمره تسعة وثمانون عاما، ويعتبر واحدا من أبرز علماء الرياضيات والكونيات الأحياء فى العالم، وتنسب له نظرية تقول بأن هناك انفجارا كبيرا حدث فى الكون نتج عنه «الثقب الأسود» الذى تنعدم فيه الجاذبية ويتوقف فيه عمل كل قوانين الطبيعة.

وتعتبر أبحاثه امتدادا لما قدمه عالم الفيزياء الألمانى الشهير «البرت آينشتاين» ضمن نظريته الشهيرة عن النسبية.. كما تعتبر إضافات مهمة لهذه النظرية.

وقالت لجنة الجائزة إن بحثه الذى غير المفاهيم السابقة، مازال ينظر إليه كأهم مساهمة فى نظرية النسبية العامة منذ آينشتاين.

وقد أثبت العالم البريطانى «روجر بينروز» الذى يعتبر أحد أبرز علماء نظريات الطبيعة، خطأ آينشتاين، الذى كان يصرّ على أن فكرة «الانفجار الكبير» فى الكون ما هى إلا تصوّر رياضى نظري بحت لا وجود له فى الطبيعة، ولذلك لم يكن يؤمن بها كما لم يكن يؤمن بوجود ما يسميه بينروز «الثقب الأسود» فى الكون. وكان هناك علماء كثيرون يعلنون بصوت عالٍ أنه لا يمكن أن يوجد مكان فى الفضاء تكون الجاذبية فيه ذات قوة جبارة بحيث لا يستطيع حتى الضوء الهروب من تأثيرها، فتبتلعه، وأى جسم يسقط فيها يتحطم ويموت.

لكن فى العام الماضى فقط تم التحقق من نظريته سير «روجربينروز» حيث أمكن لأول مرة التقاط صور للثقب الأسود، ما أثبت النظرية التى تكشف غلطة آينشتاين.. وربما لهذا السبب قررت لجنة أكاديمية «نوبل» السويدية للعلوم منحه الجائزة.

وبالإضافة إلى نظريته هذه اشتهر العالم البريطانى بأبحاثه وتصميماته فى مجال الرياضيات البحتة، كما اشتهر بكتبه العديدة فى استكشاف الكون وأيضا فى استكشاف العقل البشرى، إضافة إلى شرح نظرية «الانفجارالكبير» (بيج بانج) و«الثقب الأسود» (بلاك هول).

ويقول السير «بيتروز» إن أول الملاحظات حول «الثقب الأسود» تعود إلى باحث بريطانى هو «جون ميتشيل» الذى قال بذلك فى عام 1783 وهى الرؤية التى عارضها «ألبرت آينشتاين» فى مطلع القرن العشرين.

وبعد تسع سنوات من وفاة آينشتاين أطلق «بيتروز» نظريته عن وجود «الثقوب السوداء» كنتيجة لا بد منها للنسبية العامة، حيث تنهار النجوم وتتحول قوة جاذبيتها إلى فناء تنعدم فيه كل قوانين الطبيعة المعلومة.

كان العالم البريطانى الشاب فى منتصف الثلاثينيات من عمره عندما أطلق رؤيته هذه، فهو من مواليد 8 أغسطس 1931وعمل أستاذا فى جامعة أوكسفورد وعدد من جامعات بريطانيا وأمريكا وغيرها.

وقد يسأل سائل: ما هى الثقوب السوداء التى نال العالم البريطانى الذى يدخل عامه التسعين جائزة نوبل بسبب إثبات وجودها وكشف غلطة آينشتاين؟

نستطيع اختصارا تعريفها بأنها: مناطق فى الفضاء الكونى تنهار فيها النجوم وتنهار معها قوة الجاذبية وجميع قوانين الطبيعة بعد تصادمها. وتظهر نتيجة انفجار النجوم الكبيرة.

وبعضها شديد الضخامة بحيث يتعدى حجمها مليارات المرات، حجم كوكب الشمس!

ومع ذلك فهذه الثقوب السوداء لا تلاحظ إلا من خلال الطريقة التى تؤثر بها على محيطها.

لكن.. كيف تتواجد هذه الكيانات الرهيبة فى قلب المجرة؟!.. سؤال لم يجب عليه العلماء بعد.

وهو من مشاغل السير «بيتروز» العلمية حاليا.. وبجانب أبحاثه ونظرياته فى علوم الكون له أيضًا آراء وأفكار تتعلق بمسائل الوعى الإنسانى والذكاء البشرى ومدى قدرة الذكاء الاصطناعى (علوم الكومبيوتر والروبوت) على محاكاة ومنافسة العقل البشرى.

ومن كتبه العديدة «عقل السلطان الجديد» عن العقل والكومبيوتر وقوانين الطبيعة.. وكتاب «ظلال العقل» الذى يكشف فيه رؤية خاصة به هى أن الدماغ البشرى يحوى طاقة غير قابلة للقياس الخوارزمى هى طاقة الإلهام والإبداع والأفكار الخلاقة التى لا يمكن للذكاء الاصطناعى وتقنياته أن تتفوق عليها، أو حتى تملكها.

عن صحيفة الاهرام