صديقة الملاية أول صوت نسائي يطرق باب عهد المطربات

صديقة الملاية أول صوت نسائي يطرق باب عهد المطربات

حيدر شاكر الحيدر

في العقد الثاني من القرن العشرين شهد هذا العقد ظهور صوت نسائي اطربنا كثيراً بأغانيه وأن جاز تعبيري يمكن أعتباره الصوت النسائي العراقي الاول او من الاوائل الذي طرق هذا الباب انه صوت المطربة صديقه الملايه الذي ظهر عام (1918) بملاهي بغداد وتوقفت عام 1926 لتتفرغ المطربة لتسجيل الاسطوانات ثم تأتي المطربة الحلبية زكية جورج للعراق 1920

لتغني بمقاهي بغداد وفي عام 1928 يأتي دور صوت منيره الهوزور ليصدح بملهى الهلال ببغداد أيضاً خلاصة قولي أن العقود الأولى والثانية والثالثة تميزت أيضاً بظهور الصوت النسائي متمثلاً بالجيل الأول هن صديقة الملاية ومنيره الهوزوز وزكية جورج.

بعد هذه الأسماء النسوية تأتي أسماء سلطانة يوسف / بدرية ام أنور / فريده علي / حسيبه الماز/ خديجة علي / وفي العقد الثالث والرابع كثر عدد المطربات مع التطور بأسلوب الغناء الذي كان سائداً بأعتماده على البسته ولتزداد خبره المطربات من الرعيل الأول لتضاف الى القائمة أصوات عفيفه أسكندر / انصاف منير / نرجس شوفي وصبيحة أبراهيم وسليمة مراد / وجليلة ام سامي / وقد تكون لأصوات النساء أسماء اخرى بتلك العقود ولربما لم يحالفهن الحظ بتوثيق اغانيهن.من أشهر أغاني تلك الفتره اغاني (الأفندي) (للناصريه) ويا صياد السمج لصديقة الملاية واغاني (هذا مو انصاف منك الهجر/ يا نبعة الريحان/ خدري الجاي خدري / وكلبك صخر جلمود / على شواطي دجلة لسليمة مراد) بعبارة اخرى تعتبر سلمية الأكثر عطاء تشاركها صديقة الملاية عن الأخريات، وقد يتبادر الى المتسائل عن اسماء الملحنين والشعراء اللذين أسهموا ببناء أرثنا الغنائي حقاً كان هؤلاء المبدعين بالفطره فلن تتكرر تلك الروائع فالأخوين صالح وداود الكويتي ويقف عملاق النص الغنائي عبد الكريم العلاف كأعمدة شامخة ليومنا هذا بأعتبارهم من مؤسسي الاغنية العراقية والغريب بالأمر أن اصوات النساء هي من وثقت لنا ذلك الأرث أنني اشبه ذلك بالثورة الغنائية النسائية حقيقة ان هذا الكم الغزير من الأصوات النسائية في ثلاثينات القرن العشرين واربعينياته وخمسينياته وستينياته شيء ملفت للنظر أن دل على شيء فانه يريد أن يقول للعالم هذه ثقافه العراق وثقافة مجتمعه ان الحديث عن العنصر النسائي ودوره في تغير ذائقة المجتمع العراقي حديث طويل وعندما أقصد بالذائقة لا اعني الأستماع للصوت بل تعدى ذلك الى الرقص فله محبي وعشاقه وتعتبر بغداد والموصل والبصره اماكن لأستقطاب أكثر من (150) فنانة عربية وأجنبية كن قد مكثن بالمدن الثلاثه بين مطربة وراقصة أذكر بعض من هذه الأسماء بمجال الرقص ((طيره / فريدة ستيته/ أحسان المصريه / ألن الرومية / اولكه حداد / فريده))

اما المطربات أذكر منهم / ثريا حلي / راويه / زوزو المصريه / فايدة كامل / فائزة أحمد / نجاح سلام / نرجس شوقي / نعيمه كمال / هيام يونس وأسماء كثيره. وابرز الأسماء منيرة المهدية التي زارت العراق (1919) ومكثت أسبوعين ببغداد ومن العراقيات اللواتي ذاع صيتهن هن (بدريه احمد / بدرية علي / بديعة جمال / بهيجة منصور / خديجة علي / راجحة عبد السيد / وزكية محاسن / ورسمية عبد الرحمن / سليمة دجلة / سليمة العراقية / شكيبه بحر / شكيبة صالح / صبيحة أبراهيم / صبيحة دجلة / صبيحة صالح / صبيحة كسرة / صبيحة محمد / صبيحة محمود / عزيمة توفيق / عفيفه محمد وأخريات تلك الأسماء أشتغلن في عقود الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات)

زمن راق

أن بغداد كانت عاصمة الثقافة منذ تلك العقود تصوروا كم كان المجتمع العراقي يعيش بزمن الرقي على الرغم من أوضاع لعقود تلك وطبيعة تركيبها الأجتماعي المحافظ.

أذا أردنا أن نسأل عن الأصوات النسائية وعددها في القرن الحادي والعشرين والتي هزت المشاعر، الاجابة واضحة لا احد أي ولا واحدة تبقى أسماء صالح وداود الكويتي وعبد الكريم العلاف علامة مضيئة زمن بعد زمن ونبقى نستذكرهم بأحترام وتقدير. ويستمر الزمن وتستمر الحياة الغنائية ببغداد الجميلة وفي بداية الثلاثينيات او لنعود الى منتصف العقد الثالث بدأ الغناء الريفي يأخذ طريقه للتوثيق بصوت حنجرة عبد الأمير الطويرجاوي كان ذلك عام 1925 عندما وثقت أغانيه لأحدى شركات التسجيل البريطانية بعدها تأتي الثلاثينيات لتكون فاتحة خير لأصوات (حضيري أبو عزيز) (داخل حسن) ووحيدة خليل وناصر حكيم ليوثقوا لنا غناء ريف العراق الأصيل ولقد أستخدمت ريف العراق ولم أقل الغناء الجنوبي لأن الريف هو بكل مدن العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.

وماذا بعد الريف أو عناء الريف لابد لنا أن نذكر القارئ بغناء المربع البغدادي ذلك اللون الذي نبع من هموم وتقاليد المجتمع العراقي عامة فأشتهرت البصرة والناصرية والموصل وكركوك والسماوة وباقي المدن بغنائه الذي يعتمد على مجموعة من المؤدين من الرجال او النساء أيضا بمساعدة الآلات الأيقاعية كالطبلة والدف وهو من الغناء الناقد لظواهر اجتماعية كثيرة وتنوع بطرح مواضيع سواء كانت وطنية أو رياضية كما أستخدم كوسيلة من وسائل الأعلام. ولقد ظهر بهذا اللون مطربين وشعراء أمثال الشاعر فليح الحلي / والشاعر الحاج زاير وملا كامل والملا سلمان الشكرجي واخرون اما أبرز مطربي هذا اللون الذي لا يعرف متى ظهر بالعراق لكن المصادر حددته ببداية القرن العشرين وفي مدينة بغداد وفي عام (1927) أقيمت حفلة للمربع بيت الحاج (فرج نعوش) بمناسبة حفل ختانه واخوه ملا سلمان الشكرجي والمؤدي (علوان البايسكلجي) وأشهر قراء المربع اللذين عرفتهم بغداد هم محمد الحداد ومحمود شكري / سلمان الطرانيبجي وشهاب بن حجية نجمه) وأبراهيم الكردي وأخرون استمر هذا اللون بالغناء الى يومنا هذا لكن هذا القالب نستطيع ان نسميه بغناء المناسبات وهو ليس طربياً بأعتقادي انه أستعراض لحالات وظواهر حياتيه بأسلوب ناقد تعتبر الفضل من مناطق بغداد مرتع له ليومنا هذا ويعتبر عدنان الشيخلي وعلي شاكر وفؤاد البغدادي وحسين علوان(وفالح النعيمي وأبراهيم عكرب) وأخرون.أذن غناء ديني وموشح وغناء المقام وظهور الأصوات النسائية ودور الموسيقيين اليهود اللذين سكنوا العراق واللذين شكلوا نسبة (95‌%) أن صح التعبير من الأسماء الموسيقية أقصد العازفين منهم مع بعض من غنى المقام العراقي هم الأساس المهم بتأريخ العراق الحديث فيما يخص الموسيقى وفنها المعروف (عزفناُ وغناءاً وتلحيناً) أضافة لشعراء الأغاني أضف الى ذلك الغناء الريفي بأصوات من غناه مطربين ومطربات وهكذا كان التنوع الغنائي بكل قوالبه كما ذكرتها يضاف اليها قالبي المونولوج والمربع كلونين متميزين ولا بد الأشاره والأشاده بهما. أن الحدث الأبرز هو لعام (1936) هذا العام الذي أسست فيه دار الأذاعة العراقية ومعهد الفنون الجميلة وعن طريق الأذاعة أنتشرت الأغنية لمناطق كثيرة من العراق وأسهمت بتنمية الوعي الغنائي وتعرف المجتمع العراقي على الكثير من الاصوات لم تكن دار الأذاعة لها الفضل بالذائقة الغنائية وتنميتها فكان الأهتمام ببرامج ثقافية ثم يأتي تأسيس معهد الفنون الجميلة ذلك الصرح الثقافي الأول.

لقد أستقطبت الأذاعة أو دار الأذاعة نتاج الفنانين الاوائل من مطربين ومطربات وتسويق هذا الأنتاج للذائقة العراقية وأصبح هذا النتاج بمتناول ذائقة اهل العراق وبغداد ولتكون وسيلة من اهم وسائل الحياة والتمتع بذلك التواصل الثقافي الملفت لأبناء المجتمع وهو يستمتع بأصوات سلطانة يوسف وعفيفة أسكندر وزهور حسين وسليمة مراد وعزيز علي وناصر حكيم وداخل حسن وحضيري أبو عزيز وصديقة الملاية وأخرون.

أستمر العطاء لأجل العطاء بهذين العقدين الثالث والرابع وبتلك الأسماء وبأغاني (كلبك صخر جلمود) (ويا حافر البير) (وصياد السمج)(وتأذيني) (والراح) لم تكن تلك الامور وحدها حاضرة بل أن الزيارات التي قام بها عمالقة الغناء العربي لبغداد كانت من عوامل الاطلاع على ما وصل اليه الغناء العربي أولا وفي نفسي الوقت المستوى الغنائي وتأثيره على السامع العربي وأدراك ما وصلت الية الحياة الثقافية ببغداد فأسماء كبيرة أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهم قدمت فنها على مسارح بغداد هكذا هي الحياة الغنائية في تطور فترة الأربعينات شهدت ولادة ملحنين وأمثال جميل بشير ومنير بشير وعباس جميل وأحمد الخليل وأكرم رؤوف وقبل ان اتحدث عن مرحلة الأربعينات التي هي أمتداد لمرحلة الثلاثينيات.