ألفاظ عراقية طريفة ونادرة

ألفاظ عراقية طريفة ونادرة

حسين الكرخي

حَبَنْتَري:

من الفرنسية (AVANTURE) وتعني المحتال، قال الشاعر الكرخي:

ﻳﭽﺪ ابو كلاش ويعتني وياكل ابو اﻟﭽﺰمه هَنِي

والناس مـن آل وبنـي يـﭽــدّون للحبنتري

ومن اشتقاقاتها (محبتر) و (حَبَنْتي) وغيرهما:

محبتر وصاير لي بغل بمصلحته زارعله نخل

**************

من مصر جانه الحبنتي (محمد) و (طيره) إجتّي

ويقول الباحث الاستاذ كاظم سعد الدين في العددين الأول والثاني من مجلة (التراث الشعبي)1979:-

(وارى ان الكلمة محورة من اللفظة الفصيحة (الهبتر، أي القصير، وادخلت عليها النون، وان العامي يحور اللفظة الى (عونطجي)، واللفظة هذه ايضاً عربية وهي من كلمتين (هات) و (إنطِ)، واضيفت لها اللاحقة التركية (ﭽـي)، وبعضهم ينطقها (هاونطة، ويعني بذلك دون نظام).

حـَنـْقـَباز:

مشعوذ، محتال، خفيف اليد كالساحر، واصل اللفظة –عربية اعجمية- (حّقباز) بمعنى اللاعب بالعلب (حق:علبة)، وتعني ايضا الرياضي الذي يؤدي حركات (ﭘـهلوانية) على الحبل او العُقلة او الارض. جاء في الشعر الشعبي:-

من الملعنة، أُتْرُك ولَك عالناس لتعبّر كلك

ياحنقباز اشمحيلك لوتي وتلعب عالحبل

دَرْگـزلّي:

من اصل اعجمي، وتعني الكواز، وفي بغداد أسرة قديمة تحمل هذا اللقب، ذكرها الشاعر العراقي المعروف السيد جواد زيني السياهـﺒﻮشي، في قصيدته التي تقع في (94) بيتاً والتي تناول بها الاسر البغدادية المعروفة قبل مئة وستين عاماً.

و(الدرگـﺰلّي) كالعطبول حيق به مكرٌ، وشدّوه في حبلٍ من القِنَبِ

داعيك:

ومثلها داعيكم، بمعنى الداعي لكم بالخير، وكانت تستعمل كثيراً الى وقت غير بعيد في المخاطبات الشفوية والتحريرية. تحضرني نكتة بطلها الفنان شعوبي ابراهيم –عازف الجوزة المشهور- فقد شكا صديق له يدعى عبد الرحمن الريّس، من انه كان يكتب في بعض الصحف العربية ويتلقى مكافأة نقدية قليلة، في حين ان زميلاً له يتقاضى اكثر منه بمجرد انه يضع الحرف (د) قبل اسمه، اشارة الى درجته العلمية كدكتوراه، فنصحه شعوبي ان يضع هو الآخر هذا الحرف قبل اسمه لينال نفس ما يناله زميله من مكافأة. فقال له (الريس): انا لست دكتوراً، فبماذا اجيب من يعترض عليّ؟ فضحك شعوبي وقال له: قل لمن يسألك انها تعني (داعيكم عبد الرحمن الريس) وانت صادق.

دنغوز:

اللئيم، الخبيث، الذي لا يؤمن جانبه ولا يفعل غير الشر والأذى. ويرى الزميل عبد الحميد الرشودي انها من اسم (دقناووز) المشهور بمحاربته للايمان ابان ظهور المسيحية، ومن طغيانه هرب (اهل الكهف) الوارد ذكرهم في الكتاب العزيز. ومن اقوال العوام في ضرب المثل بالقِدم: (من زمان دقناووز).

ﺻﺎﺑﻮﻧﭽﻴﻪ:

أسم محلة من محلات رصافة بغداد، محرف من (الصماﻧﭽﻴﻪ)، و الصمان باللغة التركية (التبن) و يبدو أنه كان يباع في هذه المحلة كطعام لدواب الجيش العثماني، و أستعملت الكلمة لقبا، و أشهر من عرفت به في أوائل القرن الحالي (فطومة بنت ﺃﻟﺼﻤﻨﭽﻲ). و قد ورد ذكرها في قصيدة ساخرة لأمير شعراء العامية يحفظها المخضرمون من البغداديين:

هنيئا لك يـ (ﺑﻴگ) أشهد فحل رجال بـ (فطومه ﺃﻟﺼﻤﻨﭽﻲ) تزوّجت في الحال

صَمَنْـﭽﻲ:

كلمة تركية (صمان SAMAN) أي التبن و (ﭼﻲ) للنسب، فيكون المعنى بائع التبن، اشتهرت بهذا اللقب في بغداد العشرينات غانية غاية في الجمال تدعى (فطومة ﺃلصَمَنْـﭽﻲ) تعاقب على الزواج منها (داود ﺃﻟﻠَّﻤبـَﭽﻲ) و (ابراهيم ﺑگ الطنبوري) و الظريف البغدادي المعروف حسين فخري، و للكرخي عنها قصائد رائعة تدخل في عداد الشعر المكشوف يحفظها عن ظهر قلب الكثير من المخضرمين، و كان المطرب المرحوم يوسف عمر غنـّاها مع الجالغي في سهرة خاصة، و من هذه القصائد مرثية ساخرة، نظمها عند وفاة زوجها الأول، أولها:

مات (ﺃﻟﻠَّﻤبَـﭽﻲ داود ) و أرسومه

تعالوا دا أنعزي اليوم (فطومه)

و الثانية عند زواجها من الثاني قبل أكمال عدتها و مطلعها:

هنيئا لك ﻳَﺒﻴگ أشهد فحل رجـّال

بـ (فطومه ﺃلصَمَنْـﭽﻲ) تزوجت في الحال