لوحات التشكيلي علي طالب...تراكمات التجربة الذاتية

لوحات التشكيلي علي طالب...تراكمات التجربة الذاتية

خالد سامح

حضور الجسد

تتميز أعمال علي طالب بالجرأة في التجريب، وبصياغاتها التعبيرية المتفردة للعناصر ذات الايحاءات متعددة المستويات، حيث يصف اعماله الناقد الفني الأردني غسان مفاضلة بالقول:

«ويعتمد طالب، في أعماله على ضبط سلسلة الحوارات والتماهيات بين سطح اللوحة كمذاق تعبير، وبين تمثيلاتها البصرية من خطوط وألوان ومواد مختلفة، وكذلك على ضبط مقاييس التوازن بين الكتلة وفراغاها، كمتغيرين متلازمين يغذي كل منهما الآخر ويتتبع كشوفاته وتحويراته في إطار مجالها الحيوي.

أخذت اعماله، منذ تنويعاته الأولى على موضوع الرأس كعنصر دلالي الإيحاء رومانسي النزعة، سواء أكان منفردا أم ثنائيا «رجلا وامرأة»، أم من خلال التدمير المنهجي لتكوينه وحضوره، أخذت مسحتها وهويتها الخاصتين من خلال تراكمات تجربته الذاتية، حتى تخمرت قيمها الجمالية في خزانه البصري، من دون أن يتكئ على الاستعارات الإنشائية أو التمثيلية.

لم ينفصل الجسد الإنساني في جل مراحل الفنان، عن مذاقه التعبيري المنغمس مع سطح لوحته عبر الملمس والتمازج والتفارق؛ وهو الجسد الذي لا يحضر في لوحته إلاّ لتحضر معه صفاته النافذة والكاشفة على نحو تراجيدي في ثنايا سطح اللوحة وفي المركز منه».

حوار مع البيئة

كما تقول الناقدة والكاتبة مي مظفر عن تجربته:»تكاد أعمال علي طالب التي يضمها معرضه الاستعادي تؤكد امتداد خمسين عاما من تجربة غنية قائمة على وحدة الموضوع. ثمة حدث يدور في طقس غامض يتوخى السرّية والتكتم، مؤكدة قول الفيلسوف الإسباني (أورتيغا إي غاسيت Ortega Y Gasset): «حياتنا حوار: أحد المتحاورين فيه هو الفرد والآخر هو المنظر والبيئة المحيطة» ذلك هو جوهر الرؤية عنده والخاصية التي حافظ عليها في أعماله على مدى الحقب التي احتضنت مسيرته الفنية المتواصلة، بغض النظر عن الأمكنة التي أقام فيها والتغيرات التي انعكست من جرائها على ملامح لوحته».

علي طالب في سطور

ولد الفنان علي طالب بالبصرة عام 1944،درس الرسم في بغداد والقاهرة (فن التصميم الطباعي) ودرّس الرسم في العراق والأردن. عضو مؤسس لأولى التجمعات الفنية العراقية في الستينيات (جماعة المجددين)1965، كما أسس جماعة الظل في البصرة.

علي طالب حاصل على ماجستير في فن الجرافيك من جامعة حلوان في القاهرة، وأقام معارض عديدة في عواصم عربية وعالمية ومنها معارض في بغداد وعمان وقبرص والمغرب وبريطانيا والهند وفرنسا وغيرها من الدول، كما شارك في ملتقيات فنية جماعية في العديد من العواصم، واقتنت أعماله العديد من المتاحف حول العالم، ونال جوائز عدة، منها الجائزة الأولى لمهرجان بغداد العالمي للفن التشكيلي عام 1986 والجائزة الأولى لبينالي الشارقة عام 1995. يقيم ويعمل حالياً في هولندا، وله عدة كتب في الفن التشكيلي.