توماس كرومويل يصرع خمسة من أجل بوكر !

توماس كرومويل يصرع خمسة من أجل بوكر !

أحمد فاضل*

بالرغم من إعدامه عام 1540 إلا أن مساعد ألملك هنري ألثامن ألسياسي ألبارز (توماس كرومويل) قد حقق إنتصارات عظيمة إلا أن نص ه ألأخير كان في (بوكر) حيث فازعلى خمسة من كبار ألكتاب في منافسة شديدة للحصول على هذه ألجائزة ألعالمية.

هيلاري مانتل ألكاتبة ألبريطانية ألمعروفة إستطاعت أن تعيد ألحياة لكرومويل كي يحوز لها ألبوكر في روايتها (وولف هول) متفوقة بذلك على أقرب منافسيها بفارق ضئيل في ألمرحلة ألنهائية من إتخاذ ألقرار حيث فازت على جيم كويتزي و سارة وتيرز وأس بيت وسايمون ماوير وآدم فولدز، وكانت صحيفة (ألغارديان) أللندنية واسعة الإنتشار قد توقعت قبل أيام من إعلان ألنتيجة بفوز هيلاري مانتل في إستبيان واسع شمل جميع ألمتنافسين على ألجائزة.

تناولت رواية (وولف هول) حياة ألسياسي الإنكليزي توماس كرومويل ألذي قالت عنه مانتل ألبالغة من ألعمر 57 عاما أنها ترددت لفترة طويلة بلغت 20 سنة في واقع ألأمر لتأليف هذه ألرواية، من جانبه قال ألمذيع جيمس نوتي رئيس لجنة ألتحكيم ألمكونة من خمسة أعضاء: (أن مانتل أختيرت إستنادا إلى عظمة ألكتاب في حد ذاته وجرأة ألسرد والطريقة غير ألمعتادة ألتي ألفت بها هيلاري مانتل ما قاله أحد أعضاء هيئة ألتحكيم أنها رواية حديثة لكن أحداثها تدور في ألقرن ألسادس عشر).

وحصلت مانتل على شيك بقيمة 50 ألف جنيه إسترليني أي ما يعادل 80 ألف دولار، ويمكن أن تتوقع إرتفاعا حادا في مبيعات روايتها بعد حملة دعائية خلال ألأيام ألمقبلة، وكالة رويترز تحدثت من جانبها عن مبيعات روايتها قبل ألفوز حين قال أيون تريوين ألمدير ألأدبي لجوائز بوكر أن رواية (وولف هول) باعت نحو 50 ألف نسخة في بريطانيا بحلول نهاية سبتمبر / أيلول وهو عدد مرتفع للنسخة ذات ألغلاف ألصلب ألتي تكون أغلى ثمنا، وقد أشاد ألنقاد بالرواية ألتي تبدأ بكرومويل كضحية لوالده ألعنيف ثم تسرد قصته عندما يتولى خدمة ألكردينال وولسي، ويتقلد مناصب مختلفة حتى يصبح أبرز مساعدي ألملك هنري ألثامن ويساعده في محاولات الإنفصال عن ألبابوية في روما، وتعتزم مانتل نشر جزء آخر يتحدث عن كرومويل حتى إعدامه عام 1540.

ولدت ألكاتبة ألروائية مانتل في جلوسوب بإنكلترا في 6 يوليو / تموز 1952 ودرست ألقانون في كلية لندن وجامعة شيفيلد وتخرجت مع شهادة ألبكالوريوس في ألفقه ألقانوني عام 1973 وبعد تخرجها عملت كباحثة إجتماعية للمجتمعات الإنجيلية حتى عام 1975، إتجهت لتدريس الإنكليزية بعد ذلك في بوتسوانا حتى ألعام 1980.

مانتل في روزنامة حياتها تتذكر سنة سيئة حيث أصيبت عام 1979 بإضطراب هورموني تركها غير قادرة على الإنجاب وقد تناولت ذلك في رواية (مذكرات ألتخلي عن ألأشباح)، ونشرت كذلك (كل يوم هو عيد ألأم) وهو ألعمل ألمستوحى من تلك ألمإساة ألتي عاشتها وكذلك من تجربتها كباحثة إجتماعية عام 1985.

عشقت مانتل ألنقد ألسينمائي فعملت كناقدة سينمائية في مجلتيّ ألناقد ألسينمائي والمشاهد من عام 1987 وحتى ألعام 1991، وفي عام 2006 حصلت على أول جائزة لها على مستوى قائد وسام ألأمبراطورية ألبريطانية وبعد ألأعلان عن فوزها ببوكر قالت: (أستطيع أن أقول لكم في هذه أللحظة أنا سعيدة وأكاد أطير في ألهواء).

في مقابلة لها مع صحيفة ألغارديان أللندنية بتاريخ 12 سبتمبر / أيلول قالت في ردها على سؤال عن دوافعها للكتابة قالت: (أنا أركض فالكثير من ألوقت يحتاجني وأنا أعتمد على طاقتي ألعقلية وبلدي هو ألوقود ألبديل لجسدي لكنه يصرخ بي إذهبي، إذهبي، إذهبي للراحة وأنا لديّ ألكثير من ألأفكار لتحقيقها ولم أستنفذ بعد كل طاقتي).وفي نصيحة للكُتاب ألطامحين عبر صحيفة نيويورك تايمز في 25 إبريل / نيسان قالت: (يجب على هؤلاء ألكُتاب أن يتوقفوا عن تناولهم لموضوعة ألسحر في كتاباتهم للتخلص من عبث ألتشبيهات ألتي باتت تعلق بالروايات والتي كثرت معالجتها لآكلي لحوم ألبشر ومصاصي ألدماء).

كان توماس كرومويل حاضرا بشبحه يترقب ما ستؤول له عملية ألتصويت ألتي كانت ودية ومفعمة بالحيوية ولم يكن هنالك دماء على ألسجادة ألتي إفترشت قاعة ألتصويت، وقد إفترقنا أصدقاء يقول أحد أعضاء أللجنة وعندما إجتمعنا ثانية هذا ألصباح لم يكن أحد منا ليعلم من هو ألفائز وأضاف: (أعتقد أننا جميعا شعرنا بأن ألوقت قد إستنفد في نهاية ألعملية لكن كان هناك شعور حقيقي بأننا قد وجدنا ألكتاب ألذي يستحق ألجائزة). وهكذا قفز كرومويل فرحا بعد سماعه بفوزه منتصرا على خمسة من كبار ألكتاب وهو الآن في أيدي مانتل لتكملة جزئها ألثاني من ألرواية و ربما قد تفوز بجائزة أخرى.

* مترجم راحل

سبق لهذه المادة ان نشرت في صحيفة المدى