قرقوز.. كيف كانت البداية؟

قرقوز.. كيف كانت البداية؟

ساهرة رشيد

غيب الموت الفنان الرائد طارق الربيعي.الشهير ب (أبو شنيور) و الي أسس مع زميله الراحل انور حيران لفن الماريونت في العراق، فكونا فرقة مسرح بغداد الجوالة للعرائس التي قدمت عروضها في المدارس والمتنزهات وساحات الترفيه بأنحاء العراق.

ولد الربيعي في عام 1937.وبدأ العمل في الإذاعة ثم التلفزيون فقدم العديد من برامج الترفيه والمسابقات،واكب انطلاقة التلفزيون العراقي في 1956، وقدم مع زميله أنور حيران برنامج «قره قوز» الذي استمر عرضه في الخمسينات والستينات والسبعينات، وأكسبه شهرة كبيرة عبر شخصية «أبو شنيور».والراحل (أبو زرزور) انور حيران. وهما من ثنائيات الفن التي اشتهرت في تلفزيون بغداد وابطال (القرقوز) الذين احبهم الجمهورالبغدادي والجمهور العراقي عموماً، هما الفنانان طارق الربيعي والراحل انور حيران. فهما اهم ثنائي قدما برنامج الاطفال (قرقوز) وهو عبارة عن لعبة دمى تمسك بالاصابع يتلاعب بهما الربيعي وحيران من اجل تفسير وتمرير حكايتهما البغدادية للناس.. فبالاضافة الى الجانب الكوميدي في لغتهما وحركتهما، كان البرنامج من اهم البرامج النقدية للسلوك البشري في المجتمع الى جانب النقد اللاذع لمؤسسات الدولة من خلال الحكايات الجميلة التي يحكيها البرنامج ليربطها بواقعة معينة او خطوة تقدم عليها الحكومة.

كانت بداية لقاء الثنائي البغدادي الناجح ضمن ركن الهواة مع مؤسس البرنامج المرحوم (كمال عاكف) فرغم انهما ظهرا معاً في العام 1955 اي قبل الهواة بسنتين ضمن برنامج الركن العمالي.. كذلك شاركا مع القرقوز المصري في العام 1956الذي كان يعرض احيانا في (لونابارك) قرب سينما النصر لكنهما كانت مقرات بسيطة..لاترتقي لبرنامجها القرقوز الشهير فيما بعد. اما فكرة البرنامج فقد جاءت بعد انسحاب الفنان عبد الستار عبد الرزاق الذي كان يقدم القرقوز قبل طارق الربيعي وانور حيران.. حيث اتفقا على اعادة الحياة الى البرنامج وتقديمه مجددا وبحلة جديدة تختلف عن السابق. وقدمت اول حلقة جديدة منه ظهر فيها الربيعي وحيران في العام 1957 وقد تزامن تقديم البرنامج مع حملة اسبوع النظافة الذي اقامته آنذاك امانة العاصمة. قام هذا الثنائي بدراسة مسرح العرائس في القاهرة ضمن بعثة حكومية في العام 1967 درسا فيها مسرح الدمى في التلفزيون المصري.. كما تدربا على اوبريت (الليلة الكبيرة) باشراف صلاح السقا واطلعا على اوبريت السعادة وهي من الاعمال المشابهة للقرقوز. كان طارق الربيعي وانور حيران يستوحيان افكارهما في برنامج القرقوز من عدة اتجاهات. اما عبر الرسائل التي تصل الى البرنامج من قبل المواطنين او من خلال متابعة الصحافة المحلية او من خلال المعاناة الشخصية لهما واحتكاكهما مع الناس والتعرف على همومهم وتطلعاتهم..

بالاضافة الى برنامج القرقوز فقد قدم الثنائي الربيعي وحيران برامج اخرى مثل برنامج المسابقات وكانا يستقطبان فيه الاطفال في بغداد والمحافظات على نحو كبير نتيجة لاسلوبهما الشيق في الحديث والمحاورة واللعب بالدمىٰ بالاصابع بحيث جعلا حتى الكبار يتابعون برامجهما وهذا النجاح الكبير للثنائي(الربيعي وحيران) لم يحققه غيرهما في برامج القرقوز. كما قدما برنامج (رحلة المعرفة) وبرنامج اخر بعنوان(لقاء الاصدقاء) وغيرهما من البرامج الشيقة. وهي برامج احبها الناس في بغداد، بحكم قرب الناس من هذا الثنائي الذي كان يذهب البعض عند خروجهما من مبنى الاذاعة والتلفزيون لكي يتحدث اليهما او التقاط الصور معهما لاسيما بالنسبة للاطفال.. كان الناس يتابعون برامجهما بشغف قل نظيره.. وبرامج (الربيعي وحيران) لم تقتصر على الاطفال حسب بل قدما برامج للكبار ايضا منها البرنامج الناجح (الثلاثي الضاحك) اخراج المرحوم مهدي الصفار. وقد كان الثنائي المرح كثيراً ما يتعرض الى المواقف الحرجة في برنامج القرقوز لان البث كان حيا على الهواء. ويذكر ان الفنان المصري محمود شكوكو عندما زار العراق في العام 1966 مع مجموعة من الفنانين بينهم عبد الحليم حافظ وهدى سلطان ولبلبة وغيرهم قد التقى الثنائي طارق الربيعي وانور حيران وقدما امامه مجموعة من مشاهد القرقوز فعبر عن اعجابه وفرحه بقابليتهم وموهبتهما والتقط معهم صورة تذكارية.