حكايات النجاح والخصام بين خان وأحمد زكي

حكايات النجاح والخصام بين خان وأحمد زكي

محمد سعد

"أحمد زكى ممثل نادر ولو كنت ممثلا كنت أتمنى أن أصبح مثله»

هكذا عبر المخرج الكبير الراحل محمد خان عن عشقه لأحمد زكي هذا المشخصاتي الذي لم ينافسه أحد في تربعه على قمة النجوم الذين جسدوا شخصياته على الشاشة الفضية زكى كان له نصيب الأسد من أفلام خان «6» أفلام كان من الممكن أن تزيد لولا الخلافات التي كانت تنشب بينهما أحيانا فكانت سببا في حرمان جمهورهما من الاستمتاع بمزيد من الأعمال.

وعنه قال أحمد زكي: "محمد خان رجل متميز، ولي رصيد معه من الأفلام وأكن له كل الحب والاحترام، وكنا نختلف كثيرا ولكن في النهاية العمل الذي يخرج يكون متميزاً وهذا الرجل مخرج رائع وأخرج أفلاماًِ رائعة.

طائر علي الطريق

«طائر على الطريق" كان أول فيلم يجمعهما وهو الفيلم الرابع لخان بينما كان زكي قد قدم عددا لابأس به من الأفلام وأصبح نجما يتهافت عليه المخرجون، وقد بدأ محمد خان بهذا الفيلم مرحلة جديدة في سعيه لتقديم سينما مختلفة، فهو هنا يحاول كسر بعض التقاليد القديمة والمستهلكة للسينما المصرية، ويضعنا أمام أولى ثمرات بحثه الدائم عن شخصيات وأنماط جديدة للفيلم المصري.

يتحدث محمد خان عن هذا الفيلم، فيقول: "طائر على الطريق هو بدايتي أنا، الثلاثة السابقون كنت أبحث فيها عن شكل خاص. فكرة الفيلم جاءت حين تأملت سائقاً معيناً وأحسست به. منذ «ضربة شمس» وأنا أحب سينما الفرد، لكن هنا المضمون أقوى، أقصد فهماً وتأملاً أعمق للشخصية !

في هذا الفيلم يلجأ محمد خان إلى عالم سائقي التاكسي، لينتقي منه شخصية فارس (أحمد زكي).. شخصية تجسدت فيها صفات النقاء والتردد والخجل والجرأة والتواضع والاندفاع.. شخصية غير قادرة على الانتماء الشكلي، ورافضة لأية تشكيلات أو تكوينات جاهزة.. شخصية يعتمل في داخلها تكتل رهيب من القلق والألم والاكتئاب، رغم أنها لا تعاني من أية ضغوطات مادية في حياتها اليومية

فارس شاب منطلق يحب أن يملك ويعيش عالمه الخاص والمنفصل لممارسة حريته الشخصية. فهو غير متزوج، ويحاول أن لا يربط نفسه بأحد. لذا نراه يتهرب من الارتباط بسيدة متزوجة، متحججاً بتفادي أية مشاكل مع زوجها. لكنه يرتبط بعلاقة وجدانية عميقة بالفتاة البسيطة الذكية عصمت (آثار الحكيم). يلتقيان في أشياء كثيرة، إلا أنه يتردد كثيراً عندما تفاتحه في الزواج. بالرغم من أنه لا يجد نفسه إلا معها، إلا أن لديه شعورا بأنه مجرد طائر محلق ومنطلق بالنسبة لها، ورافض لأي شكل من أشكال القيود. هي فتاة تعيش الواقع وملتزمة به، وتريد أن تربطه بهذا الواقع، وهو لا يقبل هذا الارتباط باعتباره أحد القيود. لذا نراه يكتفي بأن تكون له الأخت الحنون والصديقة الوفية، ويظل على اتصال بها حتى بعد خطوبتها. ولكن، بالرغم من تمرد فارس على الواقع، إلا أنه يقع أسيراً له في النهاية. فهو موجود ويعيش هذا الواقع، ولابد أن يخضع له مهما كانت درجة تمرده عليه، فقد (آن لهذا الفارس أن يترجل).

يتعرف فارس ـ بحكم عمله ـ على فوزية (فردوس عبد الحميد)، المرأة التي تعيش حياة زوجية أحادية الجانب وغير مخصبة مع الإقطاعي جاد (فريد شوقي). فيدفعه إحساس غريب، ويتحرك في داخله انجذاب خفي نحو هذه المرأة. ربما لمعرفة سر ذلك الحزن ومسحة الأسى التي تعلو جبينها، أو ربما للدخول فيما وراء تلك العيون التي تعكس كل تعاسة العالم. إن شيئاً ما يشده إلى هذه المرأة، وهو لا يعرفه في البداية، ولكنه يتحول فيما بعد إلى عشق مجنون تشاركه هي فيه، بعد مقاومة عابرة منها. أولاً، لأنها لا تستطيع مقاومة شخصية جريئة ومتمردة كشخصية فارس، وثانياً، لأنها وجدت في فارس نظيرها الحقيقي في عالم الرجال، والذي ـ حسب تصورها ـ سيخلصها من كل هذه التعاسة والهموم التي تعيشها.

تتطور العلاقة بين الاثنين بسرعة، وتثمر جنيناً في أحشاء فوزية، رغم معرفتهما بأن علاقتهما هذه تعتبر أمراً مستحيلاً في ظل وجود ذلك الزوج القاسي والشرس. ليجد فارس نفسه في موقف جديد عليه، يشده إلى أرض الواقع، ويجد نفسه سلبياً وعاجزاً عن القيام بأي تصرف إزاء طبيعة وضعه الجديد هذا. فنراه يذهب لأقرب الناس إلى قلبه ـ إلى عصمت ـ ليحكي لها عن همومه ويطلب منها المساعدة في محنته هذه. لكنه يجدها قد تغيرت كثيراً، وأصبحت خاضعة لواقع مجتمعها، عندما تتكلم عن هذا الواقع وتصفه كونه سجناً كبيراً من الصعب الخروج منه، والموت هو مصير كل من يحاول الخروج منه. يعيش فارس حالة من التردد والقلق والتحفز، ويحاول مقاومة تلك القوى الخفية التي تشده للواقع. وعندما يتخلى عن سلبيته وتهربه من مواجهة الواقع، يكون كل شيء قد انتهى.. تكون نهاية فوزية بانتحارها، ونهاية فارس اللامنتمي تحت عجلة سيارة.

في المشهد الأخير ـ الذي كتبه بشير الديك ـ يؤكد تماماً على أن فارس يجب أن يموت، لأن طبيعته المتمردة تطلب المستحيل، عندما يريد من الإقطاعي أن يترك له زوجته. ويأتي هذا التأكيد عندما ينجو فارس من حادث التصادم بين سيارته والشاحنة ـ في لقطة ذكية تضاف لرصيد المخرج ـ لكنه بعد ذلك مباشرة يضيع في حادث آخر، وكأن هذا هو قدره المحتوم.

إن محمد خان بهذا الفيلم يرتقي أكثر بأسلوبه وفهمه لمفهوم وماهية السينما، متوصلاً إلى السينما التي تعبر عنه كفنان، وبعيداً عن ذوق ومزاج المتفرج الكسول والتقليدي.

موعد على العشاء

وقد كان للنجاح الكبير الذي حققه الفيلم والتفاهم الفني الذي حدث بين خان وزكي بالغ الأثر في تكرار التجربة بينهما في عدة أفلام أخرى بدأت في العام التالي مباشرة من خلال فيلم "موعد على العشاء" الذي شارك في بطولته سعاد حسني وحسين فهمي وقد استوحى خان قصة »موعد على العشاء« من خبر صغير فى صفحة الحوادث، وأهدى الفيلم لبطلة القصة الحقيقية "نوال"، حَوَّل خان هذه الحادثة الأليمة إلى أحد أكثر الأفلام رومانسية فى تاريخ السينما المصرية، واختار ممثليه بحرفية باهرة تدور أحداث الفيلم حول نوال، التي تجسدها سعاد حسني، وهي تعاني من إهمال زوجها عزت رجل الأعمال المعروف الذي يجسده حسين فهمي، والذي لا يبادلها العواطف والمشاعر، فتضيق بحياتها وتقرر الانفصال، وتقع بعد ذلك في حب شكري، الذي يجسده أحمد زكي، الذي يغرقها في بحر من العواطف، ولكن عزت يحاول التفريق بينهما، ويقوم بقتل شكري بسيارته حتى لا يتمكن من الزواج من نوال، وتقرر نوال الانتقام من عزت فتدعي له أنها عادت إلى حبه، وتدعوه للعشاء وتضع السم في الطعام الذي يحبه، وعندما يأكل عزت ويطلب من نوال مشاركته الطعام فتأكل نوال مقررة أن تموت بعد أن انتقمت من عزت الذي أكل هو الآخر من الطعام المسموم.

السيناريو البسيط، والتصوير التقدمى، و الممثلون الموهوبون، كانوا جميعًا خيوطًا فى يد محرك العرائس الأوحد محمد خان فى خلق قصة الحب المشئومة هذه.

زوجة رجل مهم

ومثلما كان خبر صغير في صفحة الحوادث دافعا لخان أن يكتب «موعد على العشاء» كانت لكمة وجهت له من ضابط شرطة دافعة لكتابة فيلم "زوجة رجل مهم" فقد كشف المخرج الراحل محمد خان، عن أصعب موقف تعرض له، وهو تعدي ضابط شرطة عليه بالضرب أمام أبنائه.

وقال خان في لقاء تليفزيونى «كنت سايق العربية ومعايا أولادي الصغيرين، فجيت أدخل يمين فشاورت للعربية جمبي أنها تعدي، فشتمني شتيمة قذرة بدون داعي، فاتنرفزت جدًا وكسرت عليه، فنزل من العربية، ومن هيئته عرفت أنه بوليس».

أضاف خان «ضربني بوكس في صدري قدام أولادي، فقلت له: مش هسيبك، فأخدني على قسم بولاق الدكرور وطلع الكارنيه بتاعه، فاضطررت أقولهم إني إنجليزي، وجبت محاميا والموضوع كبر، وفي الآخر اعتذر لي كتابيًا.

وكشف "خان" عن أن هذا الموقف هو الذي دفعه لإخراج فيلم "زوجة رجل مهم"، عام 1987 الذي يعد واحدا من أشهر أفلامه، وقال «وبعد ما اتعمل الفيلم ودخل مهرجان معمول في قاعة المؤتمرات، اللي كان ماسك أمن المكان ده نفس الظابط اللى ضربني، وأول ما شافني أخدني بالحضن، فقلت لمن كانوا هذا هو الرجل المهم «.

وتكمن أهمية هذا الفيلم في ذلك السيناريو الجيد الذي كتبه السيناريست رءوف توفيق. حيث يتناول موضوعاً هاماً وجريئاً، ألا وهو مفهوم السلطة وعلاقتها بالفرد. والأفلام التي تناولت هذا الموضوع قليلة جداً، بل هي نادرة في السينما المصرية، وذلك لحساسية هذا الموضوع بالنسبة للرقابة والنظام بشكل خاص. وحتى الأفلام القليلة التي فعلت ذلك تناولت السلطة من الناحية السياسية المباشرة، وأغفلت النواحي الاجتماعية والنفسية.. بعكس ما فعل المخرج محمد خان في فيلمه هذا. لذلك ففيلم وزوجة رجل مهم يتميز بأنه أبرز هذه النوعية من الأفلام، بل أهمها، وذلك لابتعاده عن المباشرة في الطرح، وعدم لجوئه إلى الرمز في نفس الوقت.

يضعنا فيلم (زوجة رجل مهم) أمام شخصيتين متناقضتين تماماً، بالرغم من وجودهما تحت سقف بيت واحد، ويشتركان في حياة زوجية واحدة.. هي طالبة غارقة في رومانسيتها.. زوجها ضابط مباحث متسلط ومريض نفسياً. إذاً لابد من وجود قاسم مشترك يجمعهما ويشدهما لبعض، فما هو؟ ! يتحدث محمد خان في هذا الصدد، فيقول: (كنت أود أن أظهر بأن هذه المرأة ترتبط عاطفياً ـ وبشكل مخيف ـ بهذا الرجل.. إذاً هناك شيء ما يربط بينهما،شيء يقضي على وعي كل واحد منهما. كل هذا كان مكتوباً ولكني لم أجد الصيغة التي أمرر بها هذه النقطة) صحيح بأن محمد خان قد لمح لهذا الارتباط العاطفي فيما بينهما، وذلك في لقطة القبلة ذات الإيحاءات الصارخة التي طبعتها منى على خد هشام، إلا أن هذا لم يكن كافياً ولم يستطع توصيل الفكرة التي أرادها. ومع ذلك فهذا لا يمنع من استنتاج سبب آخر، وهو إن كليهما (الزوج والزوجة) قد وجد في الآخر مُراده.. هو وجد فيها فريسة سهلة يمكن أن ترضخ لسلطانه.. وهي وجدت فيه الرجل المهم الذي يحكم وتتحطم أمامه كل المصاعب والعقبات.

أحلام هند وكاميليا

كان فيلم "أحلام هند وكاميليا" الذي تم انتاجه عام 1988، وهو قصة وسيناريو محمد خان نفسه، الأكثر جدلا ضمن أفلام زكي وخان فقد أثار جدلا واسعا، وصلت إلى حد اتهام خان بـ"الإساءة لسمعة مصر" فقد اقترب الفيلم، من حياة الفقراء، مقدما صورة واقعية للمهمشين في المجتمع المصري، من خلال خادمتين تعملان تحت ضغط المدينة وقسوة الحياة فيها من أجل تحويل حياتهما للأفضل.

مستر كاراتيه

ورغم أن خان لا يقدم على أي عمل غير مقتنع به بنسة 100‌% إلا أن الأمر كان مختلفا في فيلم "مستر كاراتيه"انتاج 1993 الذي يعد من أكثر أفلامه مغازلة للجمهور وربما كان أكثرها تحقيقا للإيرادات في تدوينة له على الفيس بوك قال محمد خان »على إحدى القنوات الفضائية وجدت فيلمى مستر كاراتيه، الذي لم أكن شاهدته منذ زمن طويل، وبدأت أدقق في مشاهدتي بعين ناقدة وتذكرت مخاوفى من السيناريو حينذاك والحاجة إلى بعض المراجعة ولكن أحمد زكى كان متحمسا زيادة علي اللزوم وآل سبكي في لهفة لفيلم بطولة أحمد زكي فكان فيلم "مستر كاراتيه».

ويروي خان أحد المواقف بينه وبين النمر الأسود قائلا «من ضمن مداعباتى لأحمد زكى ان وضعت سيارتى الميتسوبيشى فى الجراج فى مشهد يقوم فيه بغسل السيارات لأغيظه بعد ذلك بأنه غسل عربيتى.. كنا عيال فى الهزار.

واستطرد بقوله «الملاحظ أن حي الزمالك هو المسيطر على الفيلم الجراج ومحل الفيديو - أصلا محل ترزى - والقهوة الضيقة وهي في الأصل تخدم بوابين المنطقة وموقف السيارات الذى لا يزال موجودا والحفرة الكبيرة تحت الكوبرى التى اصبحت اليوم مركز ساقية الصاوى للفنون.

وحتى الكوبرى خدم في تقديم أغنية «أيوه يا دنيا يا بنت الإيه»، التي كتب كلماتها سيد حجاب ولحنها في الأول حسين الإمام، ولم نتحمس للحنه فلحنها مرة أخرى العظيم كمال الطويل.

وأتذكر حين عرض الفيلم بالعيد في سينما ريفولي ومع الأغنية حيث يتكرر ظهورها مع تترات النهاية رقص الشباب الحاضر معها أمام الشاشة.

في عام 2001 كان فيلم "أيام السادات" الذي يعد آخر تعاون بين خان وزكي عن كتاب «البحث عن الذات» وكتاب سيدة من مصر، يكتب أحمد بهجت سيناريو وحوار فيلم أيام السادات ويقوم محمد خان بإخراجه ليجسد أحمد زكي شخصية السادات في أحد أصعب أدواره السينمائية على حد قوله، خاصة لأن الفيلم ليس سياسياً بالدرجة الأولى بقدر ما يسلط الضوء على حياة شخصية عامة، متتبعا مشوار حياة السادات من البداية وحتى وصوله لسدة الرئاسة في مصر، وذلك على مدار أربعين عاماً حافلة، ويعتبر الفيلم من قبل بعض نقاد السينما أحد العلامات في تاريخ السينما المصرية الحديثة. وقامت كل من منى زكي وميرفت أمين باداء شخصية جيهان السادات.

في فيلم أيام السادات حذف خان مشهدًا كاملاً لأحمد زكى وميرفت أمين، قبل نهاية الفيلم وفي حديقة المنزل، حيث يسرد السادات انجازاته لزوجته وعلق المخرج على ذلك قائلا «شعرت أن المشهد لا يضيف أى معلومات لم يتم سردها من قبل في الفيلم وبالرغم أن أحد بنود تعاقدي لإخراج الفيلم تمنع المنتج وهو أحمد زكى من حضور المونتاج، وهذا منعا لأي تدخل إلا ان بعد فترة تنازلت عن هذا البند تعاطفا مع مشاعر أحمد، وكم ندمت على ذلك للصراعات والتشنجات من أحمد مع كل حذف، خاصة هذا المشهد فالممثل لا يهمه إيقاع الفيلم قدر اهتمامه بأدائه ولكن لم أتراجع، وتم بالفعل حذف المشهد.

وبالرغم من علاقة الصداقة القوية التي كانت تربط بين الراحلين محمد خان وأحمد زكى، إلا أنهما كانا مثل القط والفأر في بلاتوهات التصوير، حيث كان الأول دائمًا ينتقده في تمثيل مشاهده، وأنه غير موفق في أدائه، وهذا الأمر كاد يتسبب في إصابة النجم الراحل أحمد زكى بالجنون فأثناء تصوير فيلم "أيام السادات" علق المخرج محمد خان على أداء أحمد زكى في مشهد في الفيلم، أمام المتواجدين داخل الاستوديو، وهو ما جعل زكي يشتعل غضبا وركض خلف خان بالسكين، وكاد يقتله.

لقاءات لم تتم

روى المخرج الراحل محمد خان، موقفا حدث له مع الفنان أحمد زكى بسبب فيلم "الحريف"، وقال إن أحمد زكى كان من المقرر أن يؤدى بطولة الفيلم، لكن تم استبداله بعادل إمام وأضاف خان: «الفيلم كان لأحمد زكى في البداية، وكان وقتها صغيرا ووشه سمح وعايز أخربشه شوية وأعمله استايل شعر منكوش وكده، علشان الدور، وفى مرة جالى بشعره مظبوط قوى، ووقتها قلت لعاطف الطيب نغيره، واتفقنا فعلاً مع عادل إمام، وقلت لأحمد زكى: إحنا جبنا عادل إمام فقال لى طيب ماشي.

وتابع خان: «أحمد زكى بعدها سابنى ودخل الحمام، وبعدين قال لى إنه كان بيشتمنى في الحمام بعد ما غيرته وجبت عادل إمام ! !

فارس المدينة

أما فيلم "فارس المدينة" إنتاج 1993، أحد الأفلام المهمة في تاريخ المخرج الراحل محمد خان، لدرجة أن اسم الفيلم أصبح لقبا يُطلق على خان نظرا لولعه بالمدينة القاهرة وتأثيراتها في أفلامه.

الفيلم له قصة طريفة حكاها خان في كتابه "مخرج على الطريق" يقول خان:

المرشح الأول لبطولة الفيلم كان أحمد زكي، أحد أكثر الوجوه التي ظهرت في أفلامه، و منذ أن تعاون مع زكي في فيلم "طائر على الطريق" كان لا يرى غيره بطلا لأفلامه، لكن زكي لم يؤد الفيلم، رغم أنه تعاقد عليه بالفعل.

الفيلم أدى دور البطولة فيه محمود حميدة للمرة الأولى، بجانب حسن حسني وعايدة رياض وعبد العزيز مخيون، وكان يتناول قصة "فارس" الذي كون ثروة بوسائل غير مشروعة، ويعيش حياة مدمرة.

السبب كما يحكي خان كان اختفاء الممثل الأسمر قبل بدء التصوير، وهي طريقة اعتذار ضمنية معروفة في الوسط الفني، كما يشرح خان، فأسند المخرج دور بطولة الفيلم لمحمود عبد العزيز.

وافق عبد العزيز على أداء الفيلم، لكنه طلب مهلة لبدء التصوير لانشغاله في عمل آخر هذا الأمر رفضه خان وقرر بدء التصوير في الموعد المحدد لـ"فارس المدينة"، لذلك غامر وأعطى الفيلم للممثل الصاعد الذي لم يقم بدور بطولة من قبل محمود حميدة كل هذه تفاصيل تبدو عادية في عالم الفن، كما أن خان سردها تحت عنوان "البدلاء».

«الحركة" التي فعلها خان من أجل "إغاظة" أو الرد على النجمين اللذين أهملا الفيلم كانت من خلال "الأفيش"، كيف؟، كتب اسم محمود حميدة على الأفيش فوق اسم الفيلم كأنه ممثل مخضرم أو نجم شباك، ثم تعمد أن يكتب بين اسم البطل واسم الفيلم حرف "هو"، وبالتالي سيقرأ الناس الأفيش هكذا: "محمود حميدة هو فارس المدينة

ما فعله خان لم يخف على أحد، وأولهم أحمد زكي، فبعد أن أعلن عن الفيلم في الشوارع والميادين، كان المخرج في زيارة للمنتج حسين القلا، وهناك قابل أحمد زكي الذي قال له مازحا "بنبرة غيرة ساخرة": "بقه.. هوا.. فارس المدينة؟

عن مجلة الكواكب المصرية