بكائية الى صلاح جاهين

بكائية الى صلاح جاهين

عبد الوهاب البياتي

كانت أعواماً جاحدةً

في ليل شتاء العرب القاسي

كانت أعواماً جوفاء

فيها مُسِحت ذاكرةُ الانسان

ومات الشعراء

وامتُهن الفكر

وديست أحلام الفقراء.

فيها سُمِّمَت الآبار

وطفت جيف الكتّاب المأجورين

وصاروا وعاظاً في الصحف الصفراء.

فيها انهزم الثوار

صاروا أيتاماً ورعايا

في ليل شتاء العرب القاسي هذا

كان صلاح

يذوي في صمتٍ ويموت ببطءٍ

ويجرر أذيال الغربة

في دائرة الضوء

ويُخفي خيبته في ضحكة طفلٍ

فاجأه موت النور

وبرد السنوات

فبكى مثل الرجل / الطفل المخذول ومات.

نشرت القصيدة عام 1986

ذات صلة