هذه سلسلة جديدة "اكتفت"اخر ساعة، فيها بان تتفرج وتترك الكواكب تسأل النجوم.. ثم تقول هي – آخر ساعة – بالحديث.. وتذكروا –ان شئتم – قصة مخلب القط والسكتناء الملتهبة في التار..!
ركن من"البلاتو"الكبير في استوديو مصر. المصابيح الضخمة القوية قد انطفأت ولكنها مازالت تشع لهما خافتة من اثر قوة الاحتراف الشديدة عندما كانت مضاءة اثناء العمل في اخراج المنظر.
نجيب الريحاني يغادر المنظر – الديكور- الكبير الى هذا الركن حيث كانت تجلس ليلى مراد..
نجيب الريحاني يصرخ باعلى صوته، فنجان قهوة ياناس..
خمس ساعات من غير قهوة.. ليلى مراد تجري نحوه وتمسك يده: ياخبر يانجيب.. اسكت.. القهوة موجودة هناك..!
ويصيح نجيب، فين.. فين نجيب يرى فنجان القهوة على كرسي في ركن البلاتو.. فيهدأ..
عامل آخر يجيء مسرعا بفنجان جيد من القهوة.. ما يكاد نجيب يراه حتى يعود الى الثورة والصياح.. ايه فنجان تاني... ياناس فنجانين قهوة.. عاوزين تموتوني مسموم بالقهوة!
ليلى تمسك يد نجيب وتقول له همسا: ياخبر يانجيب..!
نجيب يهدأ ثم يلتفت الى ليلى ويغمز بعينه.. وتظهر اسنانه وراء احدى ابتساماته المشهورة ثم يقول: موش عرفت اهوشهم!!
وتضحك ليلى.. ويقهقه نجسب.. ويبدأ الحديث!.
***
ليلى- يقولون انك كسلان، فهل هذا صحيح؟
نجيب – اذا كنت انا كسلان فاني اتمنى ان يعمل الذين يتهموني بهذا ربع ما عملت في حياتي.
ليلى – اما زلت ساخطا على السينما كعادتك؟
نجيب – بالعكس.. ان السينما هي لغة العصر.. ولو ان العمل فيها شاق مرهق للاعصاب.
ليلى – هل تعتقد انك فنان؟
نجيب – قرأت مرة عن فنان كبير انه قال انني اتفنن لاعيش!
ليلى – هل في حياتك امرأة حطمت قلبك؟
نجيب يتراجع في مقعده.. وتبدو اضراسه الذهبية اللامعة.. وهو يضحك ثم يغمض احدى عينيه نصف اغماضه ويقول:
نجيب – حطمت وبس.. وقلبي وبس.. وامرأة واحدة وبس.. لقد حطمن قلبي وعقلي وجسمي وكياني.. وجيبي ايضا!!
ومع ذلك فلا ازال ابحث عن التي تحطم البقية الباقية من هذا كله!!
ليلى – ما هي اكبر مضايقاتك؟
نجيب – الاستاذ نجيب الريحاني.. شخصيا..
ليلى – هل تتضايق من نفسك؟
نجيب – (محتدا) ايوه.. ايه.. غريبة؟؟!
ليلى – وكيف تتضايق من نفسك
نجيب – اليس مجرد وجود الانسان في هذه الدنيا مصيبة؟!
ليلى – هل تعتقد انك"دون جوان"!
نجيب – من منا لا يعتقد انه"دون جوان".. ومع ذلك فهذه هي الخديعة الكبرى.. عندما يستطيع رجل ان يوقع امرأة في حبائله فالحقيقة انها الصائد وهو الفريسة!
ليلى – ما هي امنيتك في العام الجديد؟
نجيب – ان تتحقق فكرة المواطن العالمي.
ليلى – من هي الممثلة التي تحب ان تمثل معها؟
نجيب – (وحواجيه تتراقص الى اعلى واسفل) ليلى مراد..
ليلى – لماذا لم تسع للحصول على الاعانة السنوية لفرقتك؟
نجيب – البركة في الصحافة التي تصر على القول بان المسرح قد اختاره الله الى جواره..
والبركة ايضا في الحكومة – كفانا الله شرها – لانها لا تريدان تعترف بأي مجهود.
ليلى – هل شعرت يوما انك شخص تافه؟!
نجيب – يوم لا اجد لدي عملا
ليلى – اذن لماذا لا تعمل؟
نجيب – اقول الحق.. لاني كسلان!
ليلى – الم تضحكك مرة نكتة قيلت عنك؟
نجيب – اي نكتة تلك التي ستقال عني.. اني لم اترك سنتيمتر او احدا من نجيب الريحاني لم اشبعه نكتا وسخرية.. لقد سبقت انا كل الناس في التشنيع على خلقتي.. وبرغم هذا فاني اعتز بشكل وجهي وان كنت اعلم ان الجمال ليس من صفاته المعدودة هل اقول لك شيئا؟
ليلى – قل بصراحة
نجيب – (ضاحكا) اقول وامري الى الله.. ان شكل وجهي يعجبني.
ليلى – (تبتسم.. وتحاول ان تكتم الضحك ولكنها لا تستطيع فتنفجر ضاحكة).
نجيب – (ينهض واقفا.. ويمسك وجهه بيديه يديره الى اليمين والى اليسار) ماله؟ ماله؟ وحش وحش.. ولكنه يعجبني... وانا لا ارضى ان ابادله.. ولا يوجه روبرت تيلور.. ولا حتى بوجه انور وجدي!!
مجلة الكواكب 1945