سالم حسين:  كدت ألحن لأم كلثوم لولا فائزة أحمد

سالم حسين: كدت ألحن لأم كلثوم لولا فائزة أحمد

عبدالجبار العتابي

تعرفت عليه بشكل قريب جدا عام 2000 وتواصلت معه في لقاءات اسبوعية في بيته بالصالحية الى ما قبل عام 2003 وقد غادر العراق الى سورية بسبب الاحداث والحرب، وطوال تلك الاسابيع العديدة كان يحدثني عن حياته وتفاصيل احداث فيها،

وكنت احرص على ان اسجل كل ما يتحدث به من ذكريات واحاول ان استفزه ليحرث ذاكرته الخصبة ويطلعني على صور بالاسود والابيض صغيرة الحجم لديه منها بالمئات، وكنت اقف مندهشا امام العديد من الاحداث التي اجدها مثيرة فعلا، لكن للاسف ان العديد من الاوراق التي سجلت فيها ذكرياته واجوبته عن اسئلتي ضاعت في تراكمات الاوراق والسنوات والضيم العراقي، لكنني اتذكر بعضا من التفاصيل التي دونتها في الاوراق الضائعة، عن علاقاته بمطربين كبار عراقيين وعرب، لم يعد في ذاكرتي الا القليل منها، فلا انسى محبته الكبيرة لناظم الغزالي وزمالته له ورفضه للشائعة التي تقول ان زوجته سليمة مراد هي التي قتلته، مثلما اتذكر انه قال حين كان يعمل في الكويت ضمن فرقة موسيقية خاصة بالامراء كان اجره سبائك من ذهب فكان حين يعود الى بغداد يوزعها على المغنيات لانه كان يعيش وحيدا ولا يحتاج الى الاموال الكبيرة، كما حدثني عن علاقته الحميمة بالمطربة فائزة احمد وخاصة في بغداد وعلاقته بفريد الاطرش الذي التقاه في بيروت وتلقى منه دعوة لزيارة مصر فلباها، كما حدثني عن اكتشافه لاول اغنية حب في التاريخ والتي ظهرت في بلاد الرافدين في عام 2500 ق.م بين اينانا او عشتار(آلهة الحب) وديموزي او تموز(إله الخصب) مثلما حدثني عن علاقات والحانه لعدد كبير من المطربين العراقيين وعن مؤلفاته الموسيقية والكثير من التفاصيل التي للاسف ضاعت في خضم الاحداث،والاطرف.. في احد الايام وكنا نتناول طعام الغداء طرق باب بيته واذا بأحدى المذيعات المعروفات تدخل فقام وهو يمسح فمه بيده وذهب وقبّلها اربع قبلات وحين عاد اليّ قال ما زال روحي خضراء واعشق الجميلات!! َ

هنا ما سجلت من اجوبته وهي شهادات ووثائق عن حياة وشغف وفن وعلاقات وذكريات لازمنة عراقية وعربية.

*ماذا نقرأ في بطاقتك الشخصية؟

- سالم حسين علي الامير من مواليد مدينة سوق الشيوخ في محافظة ذي قار عام 1923.

* ما الشيء الذي ظل في ذاكرتك من الطفولة؟

-حين اغمض عينيّ اذهب الى عام 1926 او 1927 واتذكر صورة والدي بهيأته وشكله وهو يرتدي عباءة الوزير والعقال الكبير الذي فيه طيات وهو مصنوع من الشعر، توفي رحمه الله عام 1927، كذلك ارى سوق الشيوخ المحاطة بالانهار وحيث نهر الفرات يتشعب في شمالها بمنطقة (العكيكة) وفي كرمة بني سعيد، وأرى البساتين الجميلة.. ما اجملها.

* في اية سنة دخلت المدرسة؟

-وانا بعمر خمس سنوات،اي عام 1928، كانت مدرستي (سوق الشيوخ) وبقيت فيها حتى الصف الثالث ثم انتقلنا الى قرية (الحمّار) التي هي في هور الحمّار بحكم وظيفة اخي الاكبر الذين عيّن مدير مدرسة هناك، ودخلت هذه المدرسة (البطائح) التي كان اخي مديرها، ومما اذكره ان حياتي الفنية والادبية بدأت وانا في الابتدائية حيث كنت احفظ الاغاني والشعر، حفظت اغاني عبد الوهاب وام كلثوم وسلامة حجازي وعبد الحي حلمي، وحفظت شعر محمد سعيد الحبوبي والمتنبي وكتاب (يتيمة الدهر) للثعالبي، وكنت مع اخي الصغير (داود) ننشد امام ضيوف المدرسة او المدينة الاناشيد التي نحفظها، وكانت تأتينا الهدايا آلات موسيقية صغيرة.

* من اين بدأت مع الموسيقى؟

- انتبهت لها عام 1929، وانا ابن ست سنوات فأخذت احفظ من الاسطوانات لاننا كنا نملك (غرامافون) وأول الاسطوانات كانت لعبد الوهاب (كلنا نحب القمر) و (على غصون البان) واغنيات ام كلثوم مثل (كم بعثنا مع النسيم سلاما) و (مالي فتنت بلحظك الفتان)، وعندما عاد شقيقي من بغداد ومعه آلة العود بعد انتهاء دراسته في دار المعلمين وكان قد تعلم العزف،تعلمت منه كيف اعزف، وحين صرت في الصف الثالث الابتدائي كنت انا منشد المدرسة او انشد ثنائيا مع اخي الصغير، وحين صرت في السادس الابتدائي عملت اول لحن لي من كلماتي وهو نشيد المدرسة الذي صار نشيدا صباحيا للمدرسة وذلك عام 1932 وتقول كلماته (يا طيور الروض غنّ بالنشيد،وارسلي الالحان في الوادي السعيد)، واذكر انني لحنته على (كورديون) صغير، وكنت حينها في مدرسة البطائح الابتدائية في ناحية الحمّار، وحين انتقلنا الى بغداد عام 1936 اختلطت بأهل الموسيقى، واذ كانت بداياتي مع عزف العود فقد رحت اتتلمذ على يد الفنان يعقوب يوسف هندي أحد طلاب الشريف محي الدين حيدر، وفي عام 1945 دخلت معهد الفنون الجميلة عندما فتح فيه فرع جديد لالة القانون الذي وصل اعجابي به الى حد الغرام.

* من زرع في نفسك حب الموسيقى؟

- اخي الاكبر (عبد المنعم) الذي جاء من بغداد ومعه آلة عود،كان قد تعلم العزف عليها وعلى يده تعلمت ومن (الغرامافون) الذي منه استمعت الى الغناء.

* والشعر كيف بدأت معه؟

- بسبب اخي ايضا فهو شاعر ولديه مكتبة عامرة بالدواوين ومنه تعلمت الفصحى،ومن ولعي بالشعر نظمت وانا بعمر 12 سنة اربعة ابيات وقدمتها الى مدرس الرياضة وطلبت منه ان يراها جيدة ام غير جيدة، وهي تلك الابيات التي لحنتها على الكورديون، هذه الحادثة اثارت اخي (مدير المدرسة) وارسل كتابا الى مديرية المعارف في (لواء المنتفك) يطلب فيه ان نعمل هذه الكلمات نشيدا للمدرسة فتمت الموافقة فصارت نشيدا صباحيا للمدرسة ثم عمم النشيد على مدارس اللواء، ومن تلك اللحظة انطلقت بالشعر.

* اين كانت دراستك المتوسطة؟

-عندما تخرجت من مدرسة الحمّار عام 1935، اعيد اخي الى سوق الشيوخ،في هذه السنة كان عليّ ان اقدم الى الثانوية لعدم وجود متوسطة في الناصرية،فكانت ثانوية الناصرية،انا اكره هذه الثانوية بسبب تعرضي للضرب من قبل (فراش) المدرسة، وذلك حين كان امتحان السادس الابتدائي (البكالوريا) فيها، وحين اردت الدخول منعني لانني كنت ضئيل الجسم جدا ثم ضربني وصرت ابكي واقول له: (الامتحان.. راح علّي الامتحان)،وهو لايصدق ذلك حتى التفت احد المدرسين لبكائي وطلب هويتي وبعد ان رآها دخلت الامتحان فكرهت هذه المدرسة من اول نظرة، لكنني بقيت في سوق الشيوخ في مدرستي الابتدائية ذاتها كمستمع وانشد الاناشيد فيها، وسنحت لي فرصة الدخول في متوسطة (الرجاء) سنة 1936، ولكن بسبب مرض اصاب عيوني كتبت رسالة على شكل قصيدة الى اخي اسمها (عتاب) مطلعها (يا راقد الطرف هل فكرت في سهري، وهل علمت بأني صرت في خطر!!)، فجاء واخذني الى بغداد بعد ان استأجر لنا بيتا في محلة (صبابيغ الآل) ثم دخلت مدرسة في بغداد / محلة السنك، لكنني فصلت منها بعد مشاركتي بمظاهرة مع متوسطة الرصافة!.

* طيب.. كيف اكملت دراستك؟

- بالاختبار الخارجي سنة 1946 ونجحت،وكنت قبلها بسنة قد دخلت معهد الفنون الجميلة الذي يقبل خريجي الابتدائية.

* هل عشت طفولة سعيدة؟

-كنت مدللا، واسعد ايامي كانت في الطفولة، واذكر ان اخي كان يأخذني معه الى جلسات الطرب التي تسمى (الكيف) وفي احداها استمعت الى المطرب ناصر حكيم وكنت اسأل: لماذا يبكي في غنائه؟ وكنت اتصور ان الغناء الريفي بكاء وانين،واخي قال لي ان هذا هو لون الغناء، وفي احدى الجلسات سنة 1933 والجلوس كان على الارض بشكل دائري جاء شرطي وسرعان ما نزع سدارته ووضع بندقيته تحت احدى (الزوالي/ سجادة)، ثم ذهب ليغني، سمعتهم يقولون هذا (حضيري ابو عزيز) فعرفت فيما بعد انه المطرب حضيري الذي يعمل شرطيا.

* بدأت مع العود، لماذا تحولت الى القانون؟

* وأول لحن لاغنية متى كان؟

- عام 1948 لصوت المطربة خالدة وهي اغنية (الحبيب الغالي) من كلماتي، وقد اذيعت عبر اذاعة بغداد في 18 / 3 / 1949 واشتهرت جدا في ذلك الوقت الذي شهد نهضة موسيقية كبيرة حيث كانت الاذاعة مزدحمة بالمطربين والمطربات.

* ألم تفكر في ان تكون مغنيا؟

- كلمة المغني كانت عيبا وهي مخجلة بنظر العائلة، وتصور حتى العزف امام الناس كان من الاشياء المعيبة وكنت اعمل في جلسات خاصة وغنيت ذات مرة من الاذاعة.

* من الاذاعة؟ وعلى الهواء مباشرة؟

-نعم.. في ورطة ليس لها مثيل، فبعد اللحن الذي غنته (خالدة) تقدمت كعازف قانون منفرد في الاذاعة باسم مستعار هو (محمد سليم) ووقفت امام لجنة الفحص الكبيرة جدا والتي من اعضائها مدير الداخلية العام مشرفا ومدير الاذاعة و (البير شيفو) مدير موسيقى الجيش والمقريء الشيخ محمود عبد الوهاب لمعرفته بالمقام، فعزفت وهنأوني بحرارة وطلبوا ان انتظر المنهج عبر مجلة خاصة بالاذاعة، وبدل ان اظهر كعازف قانون ظهرت في المنهج كحفلة غنائية باسم سالم حسين، تصورتها مداعبة لانهم يعرفون ان صوتي جميل فأرادوا ان يورطوني لكنني امتنعت من اجل تغيير الموضوع لكن مدير الاذاعة رفض الا ان اغني والا سيأتي بالشرطة!!، فخفت من موضوع الشرطة، لان بيتنا في محلة الكريمات واعتبر هذا عيبا وفضيحة!!، فاضطررت ان اغني الاغاني نفسها التي اغنيها لخالدة وعندما طلبوا مني حفلة ثانية قلت: انني مسافر خارج العراق وقطعت الموضوع بذلك.

* لماذا تقدمت باسم مستعار؟

- لانني اردت ان اعرف كعارف قانون واعزف بشكل منفرد، ويبقى اسم سالم حسين كملحن، وذلك بسبب العائلة التي لا تريد ان اكون في هذا المجال،علما ان الاذاعة سابقا ما كانت تذكر اسم الملحن وكانت تقدم فقط اسم المغني.

* ما المحطات المهمة في حياتك؟

- كثيرة هي المحطات التي اعتز بها،منها الدورة التي شاركت بها عام 1947 مع الاساتذة الكبار منير بشير وجميل بشير وغانم حداد واختلاطي بعمالقة الموسيقى الذين لن اصل الى مستواهم، كذلك كانت محطة اغنية المطربة خالدة التي على اثرها اعتمدت كملحن ومؤلف اغان وكعازف قانون وبدأت اعزف في الاذاعة الكردية مع الفنان جميل بشير عام 1948، كذلك محطة عام 1950 عندما انتقلت الى فرقة الاذاعة واختلاطي بكبار العازفين من عراقيين ومصريين وكذلك العازف اللبناني صليب قطريب الذي علمني الادوار وركز على الموشحات والقصيدة والدور، كذلك لا انسى اول لقاء لي مع ام كلثوم عام 1956 في بيت الشاعر السوري فخري البارودي بدمشق وقد عزفت امامها وامام العمالقة من فرقتها وقد ابدت اعجابا حتى انها راحت تمزح بسبب ما قدمته مع العازف ابراهيم العفيفي الذي قال: (لقد اصبحت عيلا امام هذا الميزان الموسيقي)، كما لا انسى عام 1958 في لبنان عندما لحنت لنرجس شوقي قصيدة (يا جهادا صفق المجد له) وحينها قال الموسيقار عبد الحليم الرومي (ان سالم حسين هو اول مجدد في تلحين القصيدة العمودية) فلأول مرة يدخل الكورس في القصيدة، كما لا انسى عام 1959 في فيينا عندما ارتقيت مسرح (شتاتهول) وعزفت منفردا وكرمني البروفيسور النمساوي ريتشارد بآلة موسيقية نمساوية، وهي اول مرة اعزف بها امام جمهور غير عربي، كما لا انسى عام 1960 عندما لحنت للمطربة الكبيرة نور الهدى (اترى يذكرونه ام نسوه) من شعر الاخطل الصغير الذي اعجب كثيرا باللحن، اضافة الى لقاءاتي الكثيرة والتي اعتز بها مع العديد من المطربين العرب الكبار وحتى آلة القيثارة السومرية التي اعدتها الى العمل من جديد.

*لمن لحنت من المطربين العرب؟

- لحنت لوديع الصافي قصيدة (مالنا كلنا جويٍ يارسولُ)، وسعاد محمد (ياساكن ابديرتنه اشلون وياك) ونور الهدى قصيدة (اترى يذكرونه ام نسوهُ) وشهرزاد (شمت في ده وده) وفائدة كامل (على بغداد ودينه) ودلال شمالي قصيدة (ما غيّر النهر يا بغداد مجراه) و(لوحن دليلي) و(يا للي عزمتو على السفر) وسلامة (ياكلمة من حبيبي ردتلي فرحتي) وحورية حسين وسعاد هاشم واحلام رزق وثلاثي النغم وثلاثي المرح والمطرب اسماعيل شبانهة (الناصرية) واغنية (قطار الشوق).

*ما حكاية اولاد سالم من المطربين والمطربات؟

- عند عودتي من القاهرة عام 1962 كلفت من قبل الاستاذ علاء كامل مدير برامج الموسيقى في الاذاعة والتلفزيون ان اتولى الاشراف على القضايا الريفية كفنان من الريف ولي خبرة واغان، وكان هناك موعد تسجيل اغنية للمطربة لميعة توفيق للملحن محمد نوشي (يا عمّة) فلم يحضر لمرضه، فكنت معها ومع اختها حليمة توفيق التي اسميتها (غادة) فلما سمعوا بذلك اضافوا اسمي فصارت (غادة سالم)، وفعلوا ذلك مع مطرب اخر اسمه احمد الراوي الذي لحنت له قصيدة الشاعر نزار القباني عن بغداد (مدي بساطي واملئي اكوابي وانس العتاب فقد نسيت عتابي)،فجعلوا اسمه احمد سالم، كما كان ذلك مع المطرب فؤاد سالم الذي لحنت اول اغنية له "سوار الذهب" وكان اسمه فالح حسن بريج واقترحت عليه تغيير اسمه الى فؤاد، فاختار هو اسمي ليضيفه الى فؤاد فكان فؤاد سالم، وهكذا مع كل مطرب اساعده وارادوا كذلك ان يضيفوا اسمي الى المطربات خالدة ووفاء وهناء وغيرهن لكنني رفضت وقلت (عيب) ان تضيفوا اسمي الى كل مطرب يجيء.

*هل من شيء ندمت وتألمت عليه؟

- فرصة ضاعت.. فقد كدت الحن لام كلثوم لولا فائزة احمد!.

*كيف ذلك؟

- كانت اغنية شهرزاد (شمّت فيّ ده وده) اول تجربة لي مع الكلمات المصرية،كان ذلك عام 1961 وهي من كلمات الشاعر الكبير احمد شفيق كامل، لحنتها على مقام الهزام على اسلوب الشيخ زكريا احمد الذي تأثرت به وطعمت اللحن بالاشياء العراقية مثل مقام الحكيمي والمخالف،فكان لهذه الاغنية صدى كبير في الاوساط الفنية المصرية، وكان اكثر المعجبين بها الاستاذ محمد القصبجي ومحمد عبدو صالح عازف القانون ورئيس تخت فرقة ام كلثوم الذي نقل اعجابه الى السيدة ام كلثوم فأحبت ان تسمع اللحن فطلبته من الاذاعة فأبدت اعجابها باللحن مما جعل محمد عبدو صالح يأتيني فرحانا ويقول لي (جاك المجد يا سالم) وانها قد تطلبني لألحن لها بين يوم وآخر.

* وما علاقة فائزة احمد بذلك؟

- في تلك الفترة كنت قد فارقت العراق منذ عام 1959، وبينما كنا جالسين في كازينو الشجرة على شاطيء النيل مع مجموعة طيبة من الموسيقيين قالت فائزة (كأننا الان جالسون في شارع ابو نؤاس وما ينقصنا سوى السمك المسكوف)، وما ان سمعت كلامها حتى ارتعدت وداهمني الحنين الى بغداد وقد مرت امام عيوني بغداد وهذا ما جعلني اتصل في نفس الليلة هاتفيا ببغداد بعد فراق ثلاث سنوات ورحت استمع عبر الهاتف الى بكاء طفلة اخي التي كانت تدعونني (بابا) فسقطت مريضا، فقال الطبيب: لن يشفى الا اذا ذهب الى بغداد، وفعلا ومن دون ان اودع احدا غادرت القاهرة وهكذا ضاعت فرصة التلحين لام كلثوم.