اسعد عبد الرزاق شيخ الفنانين

اسعد عبد الرزاق شيخ الفنانين

صلاح القصب

يجب ان نطلق عليه لقب (شيخ الفنانين)، فهو جدير بحمل هذا اللقب.. فالراحل امضى اكثر من 40 سنة في رفد الحركة المسرحية في العراق.. ومسيرته تملأ صفحات وصفحات، فما قدمه من اعمال فنية "مسرحيات ومسلسلات وتمثيليات تلفزيونية، فضلا عن البرامج الاذاعية".. تشكل هذه المحطات بمجملها هوية للفنان الراحل اسعد عبد الرزاق.

بدأ الفنان اسعد عبدالرزاق عاشقا للمسرح، كما يقول.. فمنذ بداية حياته كان يلقي (المحفوظات) في ساحة المدرسة، كما انه مثل دور (الطفل) في مسرحية (الاقدار).. بعد ذلك اختاره الفنان المرحوم حقي الشبلي في دور (عماد) عند تأدية مسرحية (الصحراء) ليوسف وهبي.

كنت أسأله عن ذكرياته فيقول لي: انها جزء من محطته ما قبل الاخيرة. ففي سنة 1967 الحقت اكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، ونقلت اليها، في السنة ذاتها، استاذا مساعدا، ومساعداً للعميد، ثم عميدا لها من سنة 1972 حتى سنة 1988.

ان اكاديمية الفنون الجميلة هي حياته التي اعتز بها.. عايشها، وعاشت فيها.. خدم، ودرس واعدد، واشرف على رسائل تخرج افواج من الفنانين، الذين اصبحوا اعمدة الفن في العراق. وكان للفنان رأي بواقع الفن المسرحي العراقي في زمن التسعينيات فيقول:انه واقع حرج.. بل هو مأساة داخل مأساة.. هذا المسرح بدأ بداية مقدسة.. كانت فيه ملامح سومرية، واخرى بابلية.. وملامح اخرى كثيرة وواضحة، كان فيه فقهاء، وعلماء وسوق عكاظ، وسوق المربد، وغيرها.. وكان هذا المسرح يكرس التراث في خدمة الحاضر والمستقبل.. فأين هو النص المسرحي الذي يجسد كل هذا الان..!؟ المسرح العراقي كان انجازا ثقافيا حضاريا، انصهر في بودقة القيم الجمالية لتاريخنا ولكن من المؤسف حقا ان بعض المسرحيات وصلت الى حالة من التدهور، يرثى لها.

ومن المعروف ان استاذنا اسعد عبد الرزاق قد تخرج من معهد (شاتروف) في ايطاليا في العام 1961 وعين في ذات العام عميدا لمعهد الفنون الجميلة، كما قام بتأسيس فرقة 14 تموز الشهيرة حيث شكل مع المؤلف الراحل علي حسن البياتي ثنائيا فنيا وقدما مسرحيات شعبية معروفة (الديخانة، ايدك بالدهن، جزه وخروف).. وقد تخصص الاستاذ اسعد بدراسة فن التمثل والاخراج في معهد وكلية الفنون الجميلة الاانه في السنوات الاخيرة تفرغ لتدريس مادة المسرح العربي، وهو من مواليد محلة باب السيف في الكرخ عام 1923.وكان الاستاذ اسعد عبد الرزاق قد تخرج من ايطاليا ونهل من المسرح الايطالي العراقي اذ حاول المزاوجة بين دجراسة المسرح الايطالي والثيمة الشعبية في المسرح العراقي مما انعكس في طريقة اخراجه للمسرحية الشعبية العراقية.جسد الفنان الكبير اسعد عبد الرزاق العديد من الادوار التلفازية والسينمائية وكان دوره مميزا في فيلم (الجابي) الذي صور الواقعية العراقية ابان فترة الستينيات من القرن المنصرم والفلم من اخراج الفنان الراحل جعفر علي.