طلال سلمان يرحل: توقف قلب من كان يدل الناس على الطريق

طلال سلمان يرحل: توقف قلب من كان يدل الناس على الطريق

فخري كريم

بعد معاناة امتدت لشهور أضنت قدرته على التشبث بالحياة، توقف عن الخفقان قلب طلال سلمان صاحب "السفير" – " صوت الذين لا صوت لهم ".

ظل طلال سلمان الصحفي اللامع طوال مسيرته مدافعاً عن قضايا شعبه ووطنه والهم الانساني بتحقيق مجتمع العدالة الاجتماعية والحريات.

وقد رحل عزيزاً، كما عاش الكاتب صاحب القلم المفعم بالحيوية واللغة العصية على التأويل، المشدود الى قضايا امته العربية المأزومة بالانتكاسات والتراجعات وفي القلب منها قضية فلسطين وامنيته الكبرى بتحقيق حلمها في التحرر واقامة الدولة الوطنية المستقلة.

عرفت سلمان في قمة نجاحاته المهنية وتألقه. وتشاركنا في اكثر من ملتقى كان مشروع الكتاب الشهري في جريدة اهمها واقربها الى وعي سلمان لما إنطوى عليه من مسعى قومي ثقافي.

طوال مسيرته المهنية، كان طلال سلمان صحفياً مرجعاً وكاتباً غيوراً، لم يتراجع عن قضاياه القومية التي آمن بها وكرس في سبيلها حياته وقلمه مبشراً ومدافعاً رغم كل محاولات اسكاته عبر الاعتداءات ومحاولات الاغتيال.

رحل طلال سلمان الذي كان يمزج بين رهافة الوجدان وصلابة الموقف، بعد أن زرع الأثر الطيب فكراً ووعيّاً وطنياً وانسانيا.. فصار انموذجًا ومثالاً.

توقف نبض من كان يدل الناس "على الطريق"، بعد سنوات قليلة من توقف صفحات "السفير" – ورقياً والكترونيا – رافضاً، اغراءات الاستمرار عبر الارتهان والتخلي عن ثوابته في زمن صارت الخيانة فيه وجهة نظر.

لحظة الاغماضة الأخيرة يا طلال.. لحظة وداعٍ مضنٍ تعجز ان تعبر عنها الكلمات!

نم يا صاحب "السفير" موشحًا بعباءة القيم الكبرى التي أمدّتك بشجاعة المواصلة على حمل راية الصحافة الصادقة والملتزمة بقضايا الوطن والامة.