ياس خضر: اقرأ القرآن وكنت أقلد القارئ عبد الباسط عبد الصمد

ياس خضر: اقرأ القرآن وكنت أقلد القارئ عبد الباسط عبد الصمد

حوار – جمال الشرقي

كالناي الحزين وبتلك النبرة الخاصة يمكن للمستمع أن يميز صوته وهو يغني من خلال إذاعة بغداد أو تلفزيون العراق وجميع المحطات والفضائيات... النبرة الفراتية والأداء المتميز الخاص به يؤكد لكل سامع انه الفنان المطرب العراقي الكبير ياس خضر،

ولعل صوته وطريقة أدائه ونبرته جعلته ذا خط غنائي خاص مما أعجب الكثير من الفنانين لأداء صوته وبعض أغانيه... انه صوت الغناء العراقي المميز والأداء الملتزم حتى لكأن المستمع إن كان في العراق أو في دول الخليج ربما يكتفي بسماع ياس خضر وكثيرا ما أكد لي بعض المطربين العراقيين الذين شاركوا في حفلات أقيمت في بعض دول الخليج أن المستمع العربي يكتفي بحضور ياس خضر في القاعة ويغادرها عند الاستماع إلى ياس مما كان يثير غضب بعض الفنانين فيطلبون من إدارة الحفلات ان يقدموا أغانيهم قبل ياس خضر لكي يستمع إليهم جمهور الحاضرين ياس. (أبو مازن) يكاد يغادر الشاشة الصغيرة هذه الأيام ربما لأسباب تتعلق بقنوات التلفزيون أو لأنه صار كبير السن، ومع كل هذا فان ياس خضر يركز على أن الأغنية الريفية العراقية هي نبع الأغاني وهي اللون المحبب لذائقة المستمعين باعتبار أن الأطوار من الابوذيات هي النبع الأصيل للعراق وتراثه الكبير... ولا ندري كيف وافق أهل ياس خضر أن يكون مطربا فهو النجفي وهو السيد من ال القزويني وبدأ حياته مقرئا للقرآن في التكايا والمناسبات الدينية التي كانت تقام في النجف الاشرف فلندخل عالم ياس خضر ونتعرف على بداياته وصولا إلى ما عليه اليوم.

- كيف بدأت حياتك الفنية؟

- ولدت عام 1938 في منطقة البراق بالنجف الاشرف في بيت تراثي نجفي قريب من صحن الإمام علي عليه السلام وكانت عائلتنا كبيرة يصل عددها إلى العشرين أو اقل بقليل وكانت أياما جميلة ورائعة إذ كنا نسكن لأكثر من عائلة في بيت واحد كبير اراهم صباحا متجمعين على الفطور وكل أب يجمع عائلته في ذلك البيت القديم.

-وهل كنت تغني في حينها؟

-ابد كنت اقرأ القران وكنت اقلد عبد الباسط وفي يوم من الأيام كنت اقرأ القران في مسجد الهندي وكانت المناسبة مؤتمرا إسلاميا وكان عمري لا يتجاوز السابعة عشرة وقد أعجب بي السامعون

-لو سألناك عن بداياتك مع الفن خاصة ونحن نتذكر أغنية الهدل التي صارت في حينها مثلا يتحدث به الناس؟

نعم كانت بدايتي في الأغاني الريفية وكانت بدايات اعتبرها بسيطة رغم انها نالت شهرة كبيرة لوجود بعض الكلمات الغريبة التي لم تستعمل في حينها مثل كلمة الهدل بدأت بالأغاني الشعبية الهدل وأشياء ريفية، واستمرت بدايتي أغني الأغاني الشعبية الريفية الى ان وصلت المرحلة الفنية بين الفن الريفي والفن الحديث، بالإضافة لي لوني الخاص بالغناء ولكني كنت أتميز بأنني لم أقلد احدا من المطربين الريفيين.

ـ هل كانت بداياتك عفوية تقليدية ام حاولت ان تدخل المنهجية في الغناء؟

-في البداية كنت استمع إلى مطربي الريف حينها مثل داخل حسن وحضيري ثم أخذت استمع الى ناظم الغزالي وبعدها تتلمذت على يد المرحوم الموسيقار الكبير جميل بشير

-طابع الحزن كبير وواضح على أغانيك؟

-نعم الأغنية الريفية والغناء العراقي الأصيل كله حزين ومستمعنا تراه يتقبل الأغنية الحزينة أكثر من غيرها اعتقد هي سمة عراقية بحتة ولكني حاولت ان اغني اغاني فرح كثيرة.

-لك علاقة صداقة ومهنة فنية مع المرحوم طالب القرغولي فهل حصل بينكما زعل او شي من هذا القبيل عبر تلك المرحلة وهو ملحنك الأكثر؟

- المرحوم القرغولي صديقي وأخي ولكن حصل شيئا بيننا خارج عن إرادتي فعندما كان الفنان طالب القرغلي مريضا وسافر إلى مدينة السويد كان حادث مرضه صدفة، وكنت مريضا في سوريا وعامل عملية... فانا لم أكن موجودا هناك ولم يوجد رقمه أو عنوانه حاولت بكل الطرق ولم اتمكن من الوصول إليه فعتب على كوني لم اسأل عنه او اتصل به.

- قيل إن لك حادث معين تتذكره كلما غنيت إعزاز ما هو؟

- إعزاز أغنية اعشقها وأحبها وأؤديها دائما بكل جوارحي والحادث هو إنني كنت اغني في نادي الصيد مرة وعند صعودي المسرح حدث شيء لم اعرفه إلا بعد إن أديت الأغنية ويبدو ان المسؤولين عن الحفلة أخفوه عني لكي أقدم وصلتي المطلوبة ولكني بعد أن أديت الأغنية ورجعت إلى مكاني خارج المسرح عرفت أن والدتي توفيت الآن ولهذا فان هذه الأغنية تذكرني بحدث اليم.

- متى تعتبر نفسك انتقلت من الغناء الريفي إلى الغناء الحديث؟

- عندما غنيت المكير حيث كانت نقلة غريبة وهي الأغنية التي أعجبت الجمهور وهي أكثر الأغاني تطلب مني في الحفلات وفيها قصة اذ انها تمثل منطقة بالناصرية أي الآثار وفيها يمر القطار. ولهذا كنت أنادي الريل أي القطار (ولك يا ريل لا تكعر أخاف تفزز السمره. مشى يجر فراكينه وما مش حيل أردنه.. واعد محاط للبصرة. جزه ونام وهدل شعره. ولك يا ريل لا تكعر اخاف تفزز السمرة وارد للناصرية اردود مخنوك بالف عبره يراوي النهر موكاف حبنه وطيبة العشر يكلي اصبر شهر ويعود والمفطوم شيصبره.

- وماذا عن الريل وحمد هل لها عندك قصة؟

- لها قصة عند مظفر النواب وقيل ان لها واقع سياسي وانا أراها أغنية عاطفية (مرينه بيكم حمد واحنه بقطار الليل واسمعنه دك كهوه وشمينه ريحة هيل يا ريل صيح بقهر. صيحة عشك يا ريل هودر هواهم ولكح در السنابل كطه).

- صوتك على أي طبقه تعتبره؟

-على الصول لأنه قرار مستقر ويعطيك فرصة للجواب بشكل رائع.

- والبنفسج هل لها علاقة بالصول؟

-أبدا ليس لها علاقة بالصول وقد لحنها المرحوم طالب القرغولي وكان طالب يعرف طبقة صوتي ويعطيني أصعب الإلحان بعد أن عرف إمكانياتي الصوتية.

- قيل ان الملحن العربي الكبير بليغ حمدي لك معه لقاء؟

- نعم قال لي عندما التقينا في الكويت وكان يرغب ان يلحن لي قال ان صوتك يبرز منه كل شيء بحيث ان الملحن لا يحتار باي طريقة يعمل لك اللحن.

- دور طالب القرغولي في حياة ياس خضر ما برأيك؟

- له دور كبير جدا ولكن لم ينقطع بعد أن جاءت بعده الحان أخرى من قبل نامق أديب ومحمد عبد المحسن.

- لو سألناك عن أغنية (ولو تزعل) هل لها قصة؟

- نعم أتذكر في حينها جائني المطرب قحطان العطار وكان مقيما معنا في حينها بالكويت وقال لي ان الملحن نامق اديب طلب مني اداء اغنية ولو تزعل ولما سمعتها بصوته اعتذرت لانها لا تمثل صوتي فقلت له نعم لا تلائم صوتك ولكن ما المطلوب مني فقال أتمنى أن تؤديها أنت وفعلا اديتها ونجحت فيها وكانت هذه الأغنية سبب علاقتي بنامق أديب وكلماتها جميله تقول (يا حمد مر مثل ما مرينه. وريلك ألصاح بقهر يدرينه والله يدرينه. بالمكير ودعينه إسرارهم إعزاز عدنه وما نسينه إخبارهم...والغنه بتالي العمر ياذينه).

- كثيرا ما يتعرض بعض الفنانين إلى إشاعات خاصة بالوفاة ما رأيك؟

-هذه الحالة أنا لا اهتم لها لكن هذا بحد ذاته ليس بسيطاً هو مؤلم للصديق وللبعيد والمعجب اذا سمع خبر وفاة الفنان ياس خضر، حدثت معي حالة كنت في حفلة عيد رأس السنة والغو الحفلات وأذاعوا خبر وفاة ياس وكانت كذبة أو ما نسميها إشاعة.

- وألان كيف تجد نفسك وقوة صوتك؟

- نعم قوة الصوت موجودة واشعر إنني استطيع أداء جميع الأغاني التابعة لي.

-هل صحيح أن مدير أعمالك كردي؟

- الأستاذ رزكار رجل عربي وأمه اعتقد كردية وهو إعلامي مخلص في عمله يقدم اللمسات واللوحات الفنية وكذلك متفاهم لكل أموري الفنية هو بحد ذاته يحب الفن الأصيل ويعتبره قمة الحاضر. وكذلك هناك شعبية كبيرة من قبل الأكراد بالإضافة إلى صوتي شبيه بصوت الجبل اقرب شيء لهم إلى المطربين الأكراد الكبار.

- أحب الأغاني إلى الفنان ياس خضر؟

- كلها أحبها ولكن أغنية يا حسافة اشعر بها اقرب الى نفسي وكل أغنية لي فيها قصة وكل مرحلة ابني عليها على أساس قصة معينة.

- هل تود أن تقول شيئا قبل الختام؟

- شكري الخاص إلى جميع كادر جريدة الزوراء الغراء على هذه المبادرة الجميلة وآمل للعراق وشعبه الخير والسلام.

* عن صحيفة الزوراء