الإكتشاف الآثاري الأشهر.. العثور على المقبرة الملكية في أور

الإكتشاف الآثاري الأشهر.. العثور على المقبرة الملكية في أور

إعداد ذاكرة عراقية

نشرت مجلة لغة العرب في عددها لشهر تشرين الاول 1927

ذكر المستر ليونرد وولي، رئيس النقيبات في أور، أنه كشف ضريحا لملك مضى عليه أكثر من خمسة آلاف سنة وفيه تابوت يحوي اعز مقتنيات المسجى فيه.

ومن أهم هذه اللقي واعجب الآثار التي وجدت في ديار شمر قناع كبير من الذهب الإبريز المطروق المحفور، وهو بحجم الرأس وينضم عليه وجها وقفا. وفي أسفله ثقوب ليربط بها ما وجد مما يتعلق بالقناع، وربما كان يلبس بمنزلة خوذة في أيام الحرب، أو لعله لباس خاص بالحفلات الرسمية، أما طريقة صنعه التي تستحق الإعجاب، فتشهد على طول باع ذلك الصائغ الذي تفنن أي تفنن في بذل كل مهارة ليأتي به تحفة أو طرفه ولهذا تعتبر صنعته اثمن من الذهب الذي صنع منه؛ ولا سيما ما يرى عليه من الخطوط المتموجة المحفورة فيه فأنها محكمة الرسم في منتهى الدقة والإتقان.

وقد وجدت أدوات أخرى في هذا القبر الذي يرتقي عهده إلى ٣٥٠٠ سنة قبل المسيح، من ذلك خنجر نصله من ذهب وقبضته من النضار والفضة - وغمده من اللجين - وخاتم من ذهب - ولازورد - وأسلحة وفأس متخذة من خليط الفضة والذهب - ورأس حدأة أي فأس ذات حدين - وحراب من القنا ذات أسنة من ذهب - وأقراط ذهب - وجام من العسجد بديع الصنع له آذان من اللازورد - إلى غير هذه من الكنوز والدفائن الثمينة.

قال: المستر وولي: ولم يدر أحد منا أننا نقع على قبر أحد الملوك في مدينة آزر ولا سيما عثورنا على قبر لم يمس بشيء البتة. ولا يختلف هذا القبر عن غيره من القبور إلا بكونه أكبر منها قليلا وبكون محتوياته ثمينة غاية الثمن تدل على جاه صاحبه وثروته وكانت الجثة في تابوت من خشب

مسنودا إلى أحد أعضاد الحفرة، ووجدت طرف أخرى صغيرة دقيقة الصنع بديعة، العمل وأفخرها تمثال قرد وعلو هذا التمثال خمسة أثمان العقدة (البوصة).

والذي يزيد أثمان هذه الطرف إتقان صنعها في ذلك العهد الواغل في القدم ومما يؤسف عليه أن نفائس الفضة والنحاس لم تصبر على مقاومة الانحلال في تلك المدة المديدة،

ففقدت شيئا كثيرا من رونقها.

على أن جام الذهب المزخرف الذي كان خارج التابوت يضارع في صناعته ونقشه القناع الذهبي، وفي داخل التابوت كان أيضاً جام ذهب أملس للشرب لم ينقش عليه سوى اسم صاحبه ولقبه موصوفا ببطل الطيب الذكر. ومن أقوى الأدلة على جاه المدفون وغناه أن سلاحه كان الذهب أو من مزيج الذهب والفضة.

ومن جملة البدائع عالي الصدر من الفضة يشبه في شكله وحجمه أباريق الحجر التي يتخذها الكهنة في أثناء تقديم الذبائح لمعبوداتهم. وكان في القبر عدد من آنية الفضة والنحاس. وكثير من الحراب. وقد غرزت في الأرض حول النعش وأسنتها منكسة تنكيس الأسلحة في جنازات العصر، ما عدا حربة واحدة تتصل عقدها شيئا بشيء بينها حلقات من الذهب تشبه الخيزران وكانت أسنتها إلى فوق وهي التي هدتنا إلى قبر الملك، أو قبر الأمير أن لم يكن ملكا.

وخلاصة القول أن الآثار الكثيرة التي وجدت في القبر كافية لتوسع نطاق أكبرالمتاحف، وتمد المؤرخين بآثار تساعد على إضافة شئ جم إلى التاريخ القديم أو قل: إلى تحريره وتقويمه.

واكتشف المنقبون الإنكليز في كيش (الاحيمر) عجلة صغيرة، ومسامير دواليبها ضخمة الرأس مقببة كالمسامير التي ترى اليوم على أبواب دور بغداد القديمة؛ وبعض تلك المسامير تشبه مسامير نعال الخيل. ويقال أن عهد هذه العجلة يرجع إلى قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة أو اكثر.

وعثروا أيضاً على جماجم وصقل (هيكل عظام) كانت موضونة في طرف العجلة ووجدوا آثارا بينة تدل على مواطن قصور ملوك كيش في سابق الزمن. وقد دفعت هذه الدفائن أولئك المنقبين إلى الإمعان في الحفر والبحث إذ يتوقعون الوقوع على نفائس أخرى مطمورة في تلك الأرضيين العادية.

ذاكرة عراقية السير تشارليز ليونارد وولي عالم آثار بريطاني ولد في 17 نيسان 1880 في لندن وتوفي في 20 شباط عام 1960وينسب لهذا العالم اكتشاف مدينة أور الأثرية في جنوب العراق بين عامي 1922 - 1929 وذلك بعد قضاء موسمين من العمل في تل العمارنة لحساب جمعية الآثار البريطانية وجامعة بنسلفانيا وهو مكتشف قبر الملكة بوابي وقد كشف عن عدد من المباني الدينية بالقرب من الزقورات والتي تبرز سمات عديدة للعمارة السومرية والتي لم تكن معروفة حتى ذلك التاريخ وعثر على عدد من المقابر الملكية المشهورة بالجواهر والأشياء البديعة خاصة في عصر بداية الأسرة الثالثة (حوالي 2500 قم) وقد نجح وولي في استخلاص هذه الأشياء وترميمهاوقد دفعت الاكتشافات التي قام بها وولي في أور إلى زيادة الاهتمام بآثار بلاد الرافدين وتاريخها