عبد المحسن الكاظمي
فلسطين إِنّ القصدَ لا يتحوّل
وإِنّ صعابِ الأمرِ سوف تذلّلُ
فلسطين لا تَلوي عَن القَصدِ واِعمَلي
فَليسَ يَنال القصد من ليس يعملُ
فلسطين شاءَ الظلم أَن تَتَحَمّلي
فَكَيفَ وَهَذا الظلم لا يتَحَمّلُ
فلسطين ساري وَفدك اليوم نازِل
له مربعٌ في كلّ قلب وَمنزلُ
أأمّة موسى جاوَزَت فيكِ حدّها
وَموساك عنك اليوم في الناس مرسلُ
إِذا أدبرت عنكِ اللَيالي بوفدها
فإنّا عَلى تَكريم وَفدك نقبلُ
أَوفد فلسطين نحيّيك كلّما
زَها محفل أَو عَنّ في البالِ محفلُ
أَوفد فلسطين الَّذي لست واحِداً
فإنّ جَميع العرب فيك تمثّلُ
لأنت الَّذي نَمشي لِذكراه وَالَّذي
نكبّر إِجلالاً له وَنهلّلُ
إِذا قيل وَفد الحقّ جاء فإِنَّنا
حفلنا به وَالحرّ بالحرّ يَحفلُ
إِذا لَم يَكُن أَهل البلاد حلى لَها
فَجيد المَعالي من فخار معطّلُ
وَكَيفَ تَرانا واقفينَ وَقَد مَشَت
بِأعراقنا الآمال تحدى وَترحلُ
عَسى الدهر بعد اليوم يصبحُ قاضياً
بِتَحقيق ما نَبغي وَما نتأمّلُ
تَرى العرب فَرضاً رَعي ودّ حَليفها
إِذا جَدَّ في ردّ الحقوق تشرشلُ
وَإِن لَم يَكن حكم اليراعِ بعادلٍ
فإنّ رجوع السيف في الناس أَعدلُ
بَني المجد إِن شدَّ الزَمان عَلَيكمُ
فشدوا وإِمّا يجهل الدهر فاِجهَلوا
أعدّوا له ما اِسطعتموا وَتأهّبوا
وَإِن جلجل الخطب المريع فَجَلجِلوا
وَلَيسَ سواء وَالخطى تتبع الخطى
غداة الوَغى شاكي السلاح وأعزلُ
فَكَم ليلة ألوى بأذنيَّ سَمعها
صدى صارِخ فيها يجدّ وَيهزلُ
فَقالَ بَشير الخَير هبّوا إِلى العلا
وَقالَ نَذير الشرّ لا تَتَعَجّلوا