أجرأ قلم في تاريخ الصحافة العراقية.. إبراهيم صالح شكر ومعاركه مع كبار رجال الحكم

أجرأ قلم في تاريخ الصحافة العراقية.. إبراهيم صالح شكر ومعاركه مع كبار رجال الحكم

أريج ناظم سيالة

لم تعرف الصحافة العراقية في تاريخها الحافل صحفيا مهاجما عنيفا مثل إبراهيم صالح شكر فقد تصدى وهو فرد لحكومات واحزاب وزعماء وسياسيين وصحف وكل من تجرأ على حرمة الوطن وقضيته وفي مقدمة هؤلاء ،

الاستعمار ورجاله ومخططاته وسياسته ومعاهداته فكان من بين هؤلاء السياسيين الذين سلط عليهم قلمه بالانتقاد حمدي الباجه جي كاشفا عن دوره في (مشروع اصفر)( مشروع اصفر: قدم كل من: نجيب اصفر وثابت عبد النور وحمدي الباجه جي طلبا إلى الوزارة السعدونية الاولى لمنحهم امتيازا لانشاء خزان الحبانية والفلوجة لارواء الاراضي الواقعة في لواء الدليم وقد ظهر بعد مدة ان الثلاثة كانوا سماسرة للشركات البريطانية التي تقدمت بالاعتمادات المالية لاخذ امتياز المشروع الذي كان سيجر وبالاعلى العراق وحكومته) الذي كان سيلحق بالعراق ضررا كبيرا في حال تنفيذه فكتب مانصه (اما حمدي بك الباجه جي، او معالي حمدي بك الباجه جي، اوحمدي صاحب “اليد الحديدية” و”زميل اصفر” في” مشروع اصفر” فانه يعتب على “شريكي” في مسؤولية “الزمان” وليس في خيرها الكثير، ونعيمها الوافر ذلك هو المدير المسؤول شاكر افندي الغصيبة. وماعتب صاحب “اليد الحديدية”انه ماكان يؤمل ان تقف “الزمان” له بالمرصاد فتعدد “هفواته”وتحصي عليه ماارتكبه من تصفيد البلاد بمعاهدة امدها “ربع قرن” فقط! وعتبه هذا بناء على الصداقة التي يمت بها إلى شاكر افندي، وهي طبعا انما كانت قبل الان. ولو تروى حمدي بك، ولو امعن النظر جيدا لراى ان “الزمان” ماأساءت اليه، وانما ارادت ان تضع لاستخفافه بمصلحة البلاد حدا،........) .

كما هاجم نوري السعيد في وزارته الاولى لدوره في ابرام معاهدة 1930م بين العراق وبريطانيا والتي قابلها الراي العام باستنكار شديد فكتب قائلاً (الجندي الصغير! هذا لقب”متواضع”اطلقه نوري باشا السعيد على نفسه، في الكتاب الذي ضمنه “منهاج وزارته” هذه وقدمه إلى مليك البلاد. فهو “الجندي الصغير” منذ الف الوزارة الاخيرة، وهو “الجندي الكبير” في “الوزارات الانتدابية”، التي تعاقبت في هذا البلد الكئيب المعذب. ثم انه “الجندي الاكبر” في كل وزارة افدمت على اعنات البلاد “بالمعاهدات” التي يطمئن اليها الاستعمار الانكليزي الغاشم، ويتململ منها الشعب الابي الباسل..).

ولم يسكت إبراهيم صالح شكر حتى عن احب الناس إلى نفسه والذي عدَّه الزعيم والقائد ياسين الهاشميمتهما اياه باتباع اساليب ملتوية مع اقتراب موعد الانتخابات ليضمن نجاحه فيها فكتب (وقد عاد فخامة الهاشمي باشا إلى “الاساليب الغامضة”وقد رجع إلى “افانين الدهاء”والهاشمي باشا حذق ماهر، ومتفنن خبير، يحسن “الصيد”ويعرف “من اين تؤكل الكتف”!و”حركة الانتخابات”هي التي دعت فخامة الهاشمي إلى هذه “العودة السريعة”واهتمام الحكومة “بالانتخابات”هو الذي ارجع فخامة “رئيس”حزب “التضحية” .”التضامن”و”الاخلاص”إلى “الدهاء”الذي يحتاج فخامة الهاشمي إلى الاستراحة منه، وهو في”دور النقاهة”من مرض لازمه اياما ثم تركه نحيلا شاحبا منهوكا.فهو اليوم يجمع “فلول حزب الشعب”وهو اليوم معتزم اعادة صدور “نداء الشعب”وهو اليوم يتصل “بابناء الشعب”وهواليوم يتقرب إلى “آباء الشعب”وهو اليوم يجامل هذا، ويبتسم لذاك........) .

وشن هجوما عنيفا على الوزارة السعدونية الثالثة لفرضها المرسومين (13، 14) السيئي الصيت على الطلاب الذين اشتركوا في المظاهرات المنددة بقدوم (السر الفرد موند) إلى العراق في 8 شباط 1928م فكتب (ولما قدم السر الفرد موند الصهيوني واراد احرار العراق ان يعبروا عن شعورهم القومي بشجب “الصهيونية”ونصرة مطالب اخوانهم في استنكار “الوطن القومي”اليهودي في فلسطين سلكت الوزارة في اضطهاد الحرية مسلكا مؤلما جدا لم يدل فقط على انها اداة مسيرة بيد الاجنبي بل على انها لاتحمل أية عاطفة عريبة واوغلت في الاضطهاد ومصادرة الحرية، فاصدرت ارضاء للاجنبي المغتصب “المرسومين”13و14 اللذين اعادت فيهما إلى مدارسنا “عقوبة الجلد”........).

ومن الساسة الاخرين الذين شملهم نقد إبراهيم صالح شكر الساخر وقلمه اللاذع احمد الشيخ داود الذي كتب عنه قائلا (والذي اظنه،ان سماحة الشيخ احمد افندى الداود لابد وان يمتطي “متن طيارة “ فخمة “ فيطير” بها إلى “مصر” بعد ان اراحه الله من منافسة “ زغلول “ له في “ الزعامة “ – فالشيخ متوفرة فيه اسباب “ الزعامة “ ولكن العراق لم يتعود بعد على “ تكريم الزعماء “ وتحقيق “ رغباتهم “ فيها اما “ مصر “ فان “زغلول” قد عودها على “ حياة الزعامة “ فالفتها،والفت الانقياد اليها . وسماحة الشيخ احمد افندى انما تظهر “زعامته” جلية لامعة فى غير العراق – فالعراق لم يعط “الزعامة” حقها ولم يعطه “ حق الزعامة “ فى ابنائه مع انه “زعيم” واكثر من “زعيم”!! وقد خلا الجو الان في مصر بعد “ممات زغلول” اذن فمن المتوقع ان “ يطير “ سماحته إلى وادى النيل، ليمثل فيها “ زعامته “ البحتة!!......) كما وجه سهام نقده إلى رشيد عالي الكيلاني متهما اياه بالتفريط في استقلال البلاد والاستهانة بحقوقها فكتب مانصه (اما انني اقتنعت بما حاول ان يقنعني به الاستاذ الكيلاني فذلك ما لايستطيعه هو او غيره من ذوى القدرة على اقناع العنيد الجبار، واما اننى قرعت فذلك واجبى، فلست ممن يخدع، ولست ممن يحابى هذا، ويصانع ذاك، ولاسيما اذا كان “ العتاب صابون القلوب “ وانما يفيده التكفير، والرجوع إلى حظيرة الوطن . فاذا استطاع الاستاذ الكيلاني البرهنة على انه اناب إلى بلاده، وانه يستطيع ان يبرأ إلى الله من وزر “ المعاهدة الجديدة “ فاني غافر له مااصابني منه، وما ارهقني به، واذا لم يستطع ذلك “ فالحرب “ بيني وبينه، والنصر من عند الله، وهو لايخذل المخلصين..).

وكشف إبراهيم صالح شكر عن الاساليب المضللة التي يمارسها وزير العدل حكمت سليمان لخداع الناس وايهامهم فكتب قائلا (وقد جاءت “السياسة الاسبوعية” نهار السبت الماضى فاطلعتني على “ لعبة جديدة “ اذا صحت فانها تدل على مهارة فى “اللعب” وحذق في “اللاعبين” وتحرير الخبر ان “ مكاتبا “ في “ السياسة” يزعم بان :(الطلائع تدل على ان ستؤلف كتلة معارضة جديدة، غير المعارضة المعروفة) في “ بغداد “ طبعا ثم يبالغ الكاتب فيزعم ان :(المعارضة الجديدة سيقودها حكمت بك سليمان وزير العدلية في الوزارة الجديدة الحاضرة،فان هذا الوزير سيختلف مع زملائه، ويترك كرسي الوزارة ليشغل رياسة المعارضة الجديدة التي يريدون ايجادها،وهي خطة مدبرة) هذا بعض مايقوله الكاتب،او “المكاتب” فاذا صح فانه برهان جديد على ان التنوع في “اللعب” بلغ حدا فيه شئ كثير من المهارة وحسن التصرف، ان معالي حكمت بك يستقيل من “الوزارة “ ليوهم الناس بانه اختلف مع الوزارة الحاضرة، وانه يجب معارضتها فيجمع حوله “ثلة” ممن تاذن الحكومة لهم “بمعارضتها” فيعارضون وينقمون،ويسخطون وفي الحقيقة انهم “عصبة واحدة “ و “فئة متحدة” ان هذا “ اللعب” يبشر باتقان “ المهازل “ في هذه البلاد) .

عن رسالة ( ابراهيم صالح شكر صحفيا).