في 4 أيلول 1957 .. خطبة الملك فيصل الثاني من أميرة مصرية

في 4 أيلول 1957 .. خطبة الملك فيصل الثاني من أميرة مصرية

إعداد: ذاكرة عراقية

وجهت الى الامير عبد الاله ولي العهد والوصي السابق للملك فيصل الثاني العديد من الانتقادات لتدخله المباشر في تفاصيل الملك وحياته الشخصية. وقد اعترف الملك حسين عاهل الاردن الراحل بهذه الحقيقة،

بل ان خصوم الامير عبد الاله قالوا ان الامير كان طامعا بعرش العراق بصفته ولي العهد، فكان يسعى الى تأخير زواج ابن اخته الملك فيصل الثاني،عسى ان يختاره الله الى جواره فلا يكون له وريث يرث عرشه، فيخلو الامر للامير.. وذكر الامير زيد عم الامير عبد الاله الى بعض اخصائه ان الامير عبد الاله لما شعر بذلك وان الامر لم يكن سرا بين الناس، اعلن عن رغبته في ان يزوجه من الاميرة عائشة كريمة الملك محمد الخامس ملك المغرب، فجرت بذلك مراسلات واتصالات كثيرة، لم تؤد الى نتيجة حاسمة حتى اعلنت الاميرة المغربية رفضها هذا الزواج..

ويذكر المرحوم احمد مختار بابان رئيس الديوان الملكي لسنوات والمقرب من الاسرة المالكة حول هذا الموضوع ان العائلة المالكة في المغرب فوتحت في زواج الملك فيصل الثاني من الاميرة المذكورة، فحصل الاتفاق على ان يجتمع ومعه الاميرات خالاته وام الامير عبد الاله في باريس، مع بنات ملك المغرب محمد الخامس ليحصل التعرف، وتم اللقاء وكان معهم تحسين قدري وحضرت الاميرة عائشة الكبيرة واختها الاصغر ولم تحضر الاميرة الصغيرة المقصودة (التي يلائم سنها سن الملك فيصل الثاني)التي كانت تدرس في باريس. لم يبد الملك رايا في الموضوع ولم تحصل خطبة رسميا مطلقا وان كانت الاسرة المالكة المغربية ترغب في هذه المصاهرة.. ويضيف بابان انه اجتمع فيما بعد باحد الشخصيات المغربية القريبة من اسرة ملك المغرب، فقال له: العادة الجارية عند العائلة هي تزويج البنت الكبيرة اولا.. ووقفت القضية عند هذا الحد.. كما توقفت محاولة للتصاهر مع اسرة شاه ايران (انظر ملحق ذاكرة عراقية ليوم 9 كانون الثاني 2011(.

وبعد ايام قليلة نشر البلاط الملكي البيان التالي:

(بناء على رغبة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بالزواج من الاميرة فاضلة بنت الامير محمد علي بن محمد وحيد الدين بن ابراهيم احمد بن احمد رفعت بن ابراهيم بن محمد علي الكبير، ووالدتها الاميرة خان زادة بنت الامير عمر فاروق بن الخليفة عبد المجيد، فقد امر ان يجتمع المجلس الخاص للاطلاع على هذه الرغبة السامية وعليه اجتمع المجلس برئاسة جلالته، وعضوية كل من اصحاب الفخامة والمعالي رئيس الوزراء ونائب رئيس مجلس الاعيان ونائب رئيس مجلس النواب ووزير العدلية ووزير الداخلية، واعلن عن ترحيبه بهذه الرغبة الملكية السامية، مبتهلا الى الله تعالى ان يجعل هذا الزواج الملكي المبارك مقرونا باليمن والاقبال).

وقرر مجلس الوزراءاعتبار يوم 16 ايلول 1957 عطلة رسمية، واقيمت بعض الاحتفالات بهذه المناسة ونظمت اذاعة بغداد منهجا خاصا. ثم سافر رئيس الوزراء علي جودة الايوبي الى تركيا ومعه رئيس الديوان الملكي لاكمال مراسيم الخطوبة، وتقديم خاتم الخطبة الى الاميرة فاضلة. ويذكر ان الايوبي كان له الدور نفسه في زواج الملك غازي من ابنة عمه الاميرة عالية سنة 1933.

وقد قرأت نبذة مهمة عن الاميرة فاضلة وودت نقلها في هذه المقالة:

تلقت الأميرة الشابة تعليمها في مدرسة هيفيلد في أسكوت – لندن. تزوجت من الدكتور المهندس خيري أوغلو ولها ولدان هما علي وسليم. في الثمانينيات من القرن الماضي عملت في منظمة يونسكو.اضطرت فاضلة إلى مغادرة تركيا مع عائلتها، وهي ابنة أربعة أشهر، عقب صدور قرار من الحكومة التركية، بنفي كل من ينتمي بصلة القرابة إلى عائلة السلطان العثماني.حيث عاشت متنقلة مع عائلتها في مدن عديدة مثل: نيس والقاهرة والإسكندرية قبل أن تعود مع عائلتها إلى تركيا عام 1954.

حياتها

كانت فاضلة، ذات جمال فاتن وأخاذ. وقد تعرفت على الملك فيصل في حزيران عام 1954 في حفل أقيم في بغداد في أثناء زيارة عائلتها للعاصمة العراقية. بعد سنة من هذا التعارف كان اللقاء الثاني بينهما في فرنسا،حيث قررا الزواج. زار الملك فيصل اسطنبول في 1957 والتقى مع فاضلة في جولة بحرية،على متن يخت الأميرة خانزاده.وتكررت اللقاءات وتوثقت العلاقات العاطفية بينهما، فكان أن تم إعلان الخطوبة في 13 أيلول 1957 بعد أن تقدم الملك رسميًا للزواج منها.

بعد يومين من عودة الملك إلى بغداد، أعلن رئيس ديوان التشريفات علي جودت نبأ الخطوبة. توجهت فاضلة بعد إعلان الخطوبة رسميًا، إلى فرنسا ومنها إلى لندن لتلقي دروس في مدرسة (فينشينك اسكول) استعدادًا للزواج.كان الملك يقوم أحيانًا في أثناء زيارته لإسطنبول، بزيارة خطيبته فاضلة، ومنها كانا يقومان بزيارة بعض الدول الأوروبية، وكانت الصحف والمجلات تنشر صوراً متنوعة للخطيبين السعيدين.كما قامت الأميرة مع والديها بزيارة بغداد قبل الانقلاب بعدة أسابيع.وعادت منها إلى مدرستها في لندن.

وقع خبر مقتل الملك على خطيبته فاضلة كالصاعقة، بعد استماعها إلى نشرة أخبار الإذاعة البريطانية، من جهاز الراديو الموضوع في صالة المدرسة. انهملت الدموع من عينيها الخضراويين، وهرعت زميلاتها يواسينها تخفيفا للحادث المرعب، التي ظلت تعاني منه فترة طويلة، عاشت خلاله ذهولاً تاماً.