طالب القره غولي.. الوداع الأخير

طالب القره غولي.. الوداع الأخير

باسم الخياط

الحديث من هنا يبدأ بالمرحلة الاولى للفنان الكبير المبدع طالب القره غولي. ولد في مدينة الناصرية عام 1939 وكانت رحلته بعد مجيئه الى بغداد عام 1968 حيث التحق بالاذاعة والتلفزيون ليمارس عمله ملحنا وقدم للإذاعة والتلفزيون اغنيته المشهورة التي اداها بنفسه عام 1971

(يا خوخ يا زردالي).ثم شق طريقه نحو التلحين، فنجح نجاحاً باهراً في وسط نجوم الخمسينيات الكبار أمثال رضا علي وعباس جميل ويحيى حمدي واحمد الخليل ووديع خوندة، فضلاً عن جيله كوكب حمزة وكمال السيد ومحسن فرحان وغيرهم ممن ابدعوا بألحان الاغنية العراقية والبغدادية على وجه الخصوص.

تعامل طالب القره غولي مع عشرات المطربين سواء ان كانوا من العراق او من العرب، والحقيقة كان المطرب القريب منه وله رصيد كبير له من ألحانه هو المطرب ياس خضر، حيث لحن له في بداية السبعينيات (البنفسج) و(جذاب) و(روحي) و(اعزاز) و(انحبكم والله انحبكم) و(ولو تزعل) و(تايبين)، وكثيرا من الاغاني التي هي عالقة بأذهان الناس حتى الآن. كما لحن لفاضل عواد عام 1972 اغنية (اتنه اتنه) ثم (حاسينك). كما لحن لفؤاد سالم (العب يا شوك العب بينه)، ولسعدون جابر (حسبالي عدينا الوفا)، ولحميد منصور (يم داركم)، ولرضا الخياط (تكبر فرحتي بعيني)، ثم غناها هو بنفسه، ولحن لمائدة نزهت.

وابدع طالب القرغولي بألحانه لمطربين عرب من المشاهير هم وردة الجزائرية وسوزان عطية.

حظيت ايضا الفنانة والمطربة اللبنانية سعاد محمد بألحانه بقصيدة (وطني مازال في ايمانه) 1982، ووديع الصافي وكثيرون.

والحقيقة هناك حدث كبير في مكانته الفنية حيث سافر عام 1986 ضمن وفد فني موسيقي الى القاهرة، والتقى الموسيقار محمد عبدالوهاب،وكانت اذاعة صوت العرب من القاهرة قد بثت هذا اللقاء عبر قنواتها. وطالب كان صديقاً حميماً للموسيقار بليغ حمدي وتربطه به علاقة كبيرة، واتصالهما كان قائماً حتى وفاة بليغ عام 1992.

تعامل طالب مع شعراء كبار أمثال مظفر النواب وزامل سعيد فتاح وناظم السماوي وخضير الخزاعي.

أما من الحانه لنفسه فهناك اغنية غناها في السبعينيات (ها ذانه، وهذاك انت).

وطالب القره غولي الملقب بــ(أبي شوقي) متزوج، وله ولد (شوقي) و4 بنات، ثم تزوج من الفنانة القديرة غزوة الخالدي في بداية السبعينيات، وبعدها تزوج من الفنان والمخرجة فيما بعد التفات عزيز.

عاش طالب القره غولي سنين الغربة في عدة دول عربية وخليجية امتدت ما بين العمل والتلحين، سجل اغاني كثيرة، ولحن لمطربين خليجيين امثال عبدالله رويشد وغيره، ولكن المحطة الاخيرة لسفره هي في السويد التي منحته جنسيتها.

عانى كثيراً من متاعب الغربة، ولاقى صعوبات بمواجهة المرض القاسي ومعاناة مرض السكري، الذي ادى في النهاية لبتر ساقه هناك.

ومنذ ذلك الحين لم تتحسن صحته، فقرر العودة الى بلده الأم، وعلى وجه التحديد مدينته الناصرية. ويبدو انه شعر بأنها ايامه الاخيرة، وأراد ان يقضيها بين اهله وناسه الذين احبهم وعاش طفولته بينهم.

تدهورت حالته الصحية فنقل الى مستشفى الناصرية العام، وتوفي يوم الخميس الموافق 16 / 5/ 2013، وشيعه لفيف كبير من ابناء المحافظة وعدد من الفنانين، ونعتته قنوات فضائية عديدة، واعطت نبذة عن حياته.

رحمك الله يا فناننا الكبير.. ستبقى ألحانك ارثاً فنياً ورصيداً ابدع به كل مطربي السبعينيات، ورمزاً خالداً للأغنية العراقية.. من (البنفسج) الى (اعزاز)، و(حاسبينك مثل رمش عيونه بعشرتك لين).