دولةالفيس بوك     لـ محمد البسيوني..كتاب ينفتح على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر إثارةوشعبية

دولةالفيس بوك لـ محمد البسيوني..كتاب ينفتح على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر إثارةوشعبية

عرض : محسن حسن
في ثلاثمائة وثلاثين صفحة من القطع المتوسط ، صدر عن دار الشروق المصرية بالقاهرة ، كتاب " دولة الفيس بوك " لمؤلفه محمد علي البسيوني ، وهو أحد الكتب الطريفة والمثيرة في موضوعه ؛ إذ ينفتح على عالم التواصل الشعبي من خلال موقع الفيس بوك الذي أصبح علامة على العصر ومجتمعاً داخل المجتمع ، بل ودولة داخل الدولة ...

تدور على صفحاته كل أنواع الحوار وفي شتى المجالات : السياسة والدين والاجتماع والفن والرياضة والأدب الساخر ، ويستنطق المؤلف عبر كتابه لغة المتواصلين عبر الموقع ، تلك اللغة الطازجة المعبرة عن جيل جديد ينظر للكتابة بشكل مختلف؛ حيث الكل يمكن أن يكتب ، والجميع يبحث لنفسه عن نافذة تخصه يدعو فيها إلى أفكار أياً كانت ، ويتقرب لمن يريد مهما كان بعيداً عنه . جدير بالذكر أن الكتاب يضم في نهايته ملحقاً لأهم المجموعات المتواجدة على الفيس بوك وكذلك روابط تلك المجموعات بحسب تصنيفاتها المختلفة ، كما أنه يحتوي على معلومات مفيدة للغاية لكل مستخدمي الموقع وهي معلومات ترد طواعية من خلال فقرات كل مجموعة في الكتاب .

قصة الفيس بوك
في مقدمة الكتاب يذكر البسيوني حكاية الفيس بوك قائلاً"بدأت قصة الفيس بوك بشاب أمريكي اسمه"مارك زوكر" عام 2004 وكان عمرع وقتها 19 عاماً . مارك كان شاب اجتماعي أو بيصون العيش والملح، درس في جامعة هارفارد وأراد أن يؤسس موقعاً يتقابل فيه أصدقاء الجامعة، يعني من الآخر قهوة، الفكرة أعجبت الجامعة كلها فانضموا إليها جميعاً، ثم ضم إليهم زملاء مدرسته الثانوية ... ثم العالم كله منذ عام 2006، وبعد أن زاد العدد إلى أكثر من مليارين من الأعضاء أدرك الكثيرون من خبراء التسويق أن إعلاناً في الفيس بوك أفضل من التلفاز أو اي وسيلة أخرى وبعد أن زاد الطلب على الإعلانات زادت قيمة الموقع وعرض عليه خمسة في المئة من أسهمه مقابل من 300 إلى 500 مليون أي أن سعر الموقع يقدر بحوالي 10 مليارات دولار".

سر النجاح
ويواصل المؤلف مقرراً أن سر نجاح الفيس بوك يكمن في قدرته على تصنيف أعضائه وليس مجرد ربطهم ببعض، بمعنى أن الفيس بوك استطاع أن يجمع في موقع واحد كل مميزات التواصل على الإنترنت منذ الشات والمنتديات وحتى المدونات، بل وأن يضيف إليها الكثير ؛ فعندما ظهر الشات كان يمثل طفرة اتصالية هائلة، حتى جاء الفيس بوك ليسحب البساط من تحت أقدام الشات الذي كان مجرد ربط بين أشخاص يمكنك معه أن تقابل شخصاً غريب الأطوار، وآخر قد يكون أكبر منك بـ 30 عاماً أو العكس ، وربما تقابل مولعاً برياضة معينة أو نوع من الموسيقى أنت تكرهه . أما عن سر تركيبة النجاح فهو قدرة الفيس بوك على خلطك بالآخرين وإتاحته لفكرة المجموعات لأصحاب الفكر والنشاط المتقارب والهوايات المشتركة أو كما يمكن أن يقال"الطيور على أشكالها تقع".

ثقافة وتجسس
ويقرر الكاتب أيضاً أن الفيس بوك أصبح حقيقة واقعة وجزءا من ثقافة العالم، وأننا نحن العرب جزء منه بالطبع، وانطلاقاً من هذا يؤكد الكاتب أن اتهام الفيس بوك بأنه وسيلة تجسس كما يدعي البعض، وكذلك محاولات حجبه أو منعه، هو في الحقيقة محاولة لمنع السكاكين لأنها قد تستخدم في القتل، خصوصاً أن تبادل المعلومات دولياً لم يعد أمراً صعباً منذ اختراع البريد الإلكتروني والماسينجرات بأنواعها وليس فقط بظهور الفيس بوك، كما أنه ليس صعباً أن يبدأ شخص حديثاً مع آخر من دولة أخرى دون أن يصرح ببلده الحقيقي، ولم تعد هناك قيود على هذا الحديث . ويقرر الكاتب كذلك أن بعضاً ممن تزيد لديهم نظرية المؤامرة يتهمون الفيس بوك بأنه يتجسس عليهم وهنا يوجه المؤلف سؤاله لهؤلاء قائلاً : لماذا لا تتجسسون أنتم بالفيس بوك على أعدائكم ؟ . ثم يوضح الكاتب أن مزايا الفيس بوك لا يمكن إنكارها، وكذلك عيوبه التي هي ليست عيوبه كموقع إنما هي عيوب التعامل مع الإنترنت عامة .
مجموعات ساخرة وروشة
وتحت عنوان"مجموعات اجتماعية ساخرة"أورد المؤلف العديد من أسماء تلك المجموعات التي تنتهج السخرية اللاذعة كطريق لنقد المجتمع بشتى طوائفه، ومن تلك المجموعات : مجموعة أشهر جمل مكتوبة على ظهر الميكروباصات وطبعاً التاكسيات ومؤخراً التكاتك، قل امرأة ولا تقل مزة، أطالب رسمياً بتخصيص عربتى مترو للرجال، جعلوني طبيباً ـ عشرين جملة 95% من شباب مصر بيقولوها للبنات ـ الحملة الشعبية لتوسيع بنطلونات البنات ـ محبي الأكل من الشوارع في مصر ـ مذكرات طالب في جامعة خاصة ـ نقابة اللي حب ولا طالش ـ نلتقي بعد الفاصل ـ يا رغيف قوللي رايح على فين ـ الحملة القومية للتطعيم ضد السلبية ـ أنا والنجوم وهواك . وتحت عنوان"مجموعات روشة"أورد المؤلف مجموعات مثل : روشنة ـ شباب رايق ـ موروستان دوت كوم ـ خللي بالك ممكن يحصلك هاك .

مجموعات جادة
وتحت عنوان"مجموعات اجتماعية جادة"، أورد المؤلف الجروبات الخاصة بعلاج مشكلات اجتماعية جادة وملحة في المجتمع المصري، ومن تلك المجموعات : مجموعة الراجل راجل والست ست ـ بحبك يا مصر ـ حملة المليون لإيقاف التدخين ـ الحملة الدائمة للتبرع بالدم ـ عذراً .. لم نكن نعلم ـ شباب ضد الهيافة ـ على ضمانتي ـ لا تحزن الله معك ونحن معك ـ لا لسفالة البنات وحيحنة الولاد ـ لا للعولمة ولا للخولجة ـ الملافظ سعد ـ ليه كده يا بنات مصر ـ مش هتفرق معايا إن جراند حياة ينقص نجمتين، بس هتفرق إنه يبطل يقدم خمرة ـ المعماري ـ اعرف نفسك .. حدد عيوبك .. اعرف الآخرين ـ تنمية بشرية ـ جرايد ومجلات قديمة مش للبيع .

مجموعات سياسية
وتحت هذا العنوان أورد المؤلف مجموعات الجدل والنقاش السياسي وأنصار اتجاهات سياسية وقومية بعينها مثل : حزب أبو سويلم ـ أمة واحدة عربية ـ حتى نجنب مصر مستقبلاً أسود ـ فكرة لبكرة لإنقاذ مصر من مجاعة ـ لا للمصنع ـ لو سألتك انت مصري تقول إيه ؟؟ ـ لولم أكن مصرياً يبقى قشطة قوي ـ لا لقتل الصحفيين ـ المصري اليوم ـ لو وصلنا في الجروب ده لواحد غيري يبقى Fairenough ـ من أول السطر ـ مواطنون ضد الغلاء ـ لا تصالح ... وهكذا يمضي المؤلف في إدراج أسماء المجموعات الأخرى الدينية والأدبية والفنية والرياضية..

مختارات
ومن بعض ما ورد في الكتاب في مجموعة"موروستان دوت كوم"جاء على لسان مؤسس الجروب"محمد فؤاد"تحديد لفلسفة مجموعته حيث يقول"المطلوب من كل من يريد الانضمام لهذا الجروب أن يثبت أن لديه ذرة عقل في تعليقه على رقص دينا في إحدى المدارس الثانوية".... ثم يرد التعليق التالي"آسف يا دينا آسف يا ندونة على كل كلمة كتبتها بعد حفلك المشرف انت دايماً بتتفهمي المواقف وبتراعي احتياجات المراهقين وعمرك ما بخلتي عليهم بشيء قدمتي كل اللي عندك بمنتهى الشفافية وفجرتي رجولة العيال بدري وساعدتيهم على إشباع حاجاتهم الطبيعية ولو بنظرة أو بلمسة لا آسف انت مبتحبيش اللمس بس انت كده هتكلفي الوزراة كتير لأنهم قرروا بعد كل عرض من عروضك المشرفة يصرفوا للولاد الغلابة دول وجبة جمبري واستاكوزا وكوارع .