كتاب يؤرخ  لثورة “الهيبيز“ في الستينيات

كتاب يؤرخ لثورة “الهيبيز“ في الستينيات

في الرابع من أكتوبر عام 1970، ماتت المغنية الأمريكية الشابة جانيس جوبلن في الـ27 من عمرها لتنضم بذلك لـ”نادي الـ27 “ والذي يضم أشهر مغني وموسيقي الروك في الستينيات والذين ماتوا في سن السابعة والعشرين لأسباب مختلفة . إلا أن جانيس لم تكن مجرد مغنية،

فهي أول فتاة يلمع نجمها في سماء موسيقي الروك أند رول لتصبح، خاصة بعد وفاتها المفاجئة وحياتها الصاخبة المليئة بقصص الحب والفشل والصراع مع المخدرات، أيقونة ستينيات القرن الماضي، الذي شهد ظهور حركات “ الهيبيز” ومعارضة الحرب علي فيتنام والتمرد علي القيم والأخلاق السائدة ورفض كل أنواع النظام.
من أجل إصدار كتاب جديد عن حياتها، بعنوان علي خطي “جانيس جوبلن”، سافرت الصحفية الفرنسية جون-مارتين فاشر، المتخصصة في الموسيقي والمسرح إلي الولايات المتحدة والتقت بأقاربها وجمعت روايات من كل من عايشها وتعامل معها ليكون الكتاب ليس مجرد توثيق لرحلة الصعود القصيرة التي عاشتها جانيس جوبلن ولكن أيضا تأريخ لهذه المرحلة الفاصلة في تاريخ الولايات المتحدة والموسيقي بشكل عام.
ولدت جانيس عام 1943 في ولاية تكساس الشهيرة بتعصبها ضد السود، لذ فقد كانت من الطبيعي أن تصبح منبوذة في المرحلة الثانوية فهي كانت “تحب القراءة ولا تكره الزنوج “.
وفي تلك المرحلة، التي شهدت مراهقة وشباب جانيس واقرانها ممن أصبحوا فيما بعد نجوم الموسيقي الأمريكية، ظهر ما يعرف بالثقافة المضادة لدي جيل الشباب آنذاك. فظهرت بين طلبة الجامعات حركات الـ”هيبيز” كظاهرة احتجاج وتمرد علي قيادة الكبار ومظاهر المادية والنفعية وثقافة الاستهلاك والدعوة لعالم تسوده الحرية والمساواة والحب والسلام، وقام الشباب بإطالة شعورهم ولبس الملابس الفضفاضة والتجول والتنقل علي هواهم في مختلف الأنحاء كتعبير عن قربهم من الطبيعة وحبهم لها وقد وجدت هذه المجموعات من الشباب في المخدرات والجنس والموسيقي متنفسا لها وطريقة للتمرد علي القيم وتجربة اشياء جديدة، مما أدي إلي ظهور أنواع موسيقية شبابية مختلفة سرعان ماغزت الولايات المتحدة ثم انتشرت في العالم كله مثل الروك أند رول والبلوز والريجي وغيرها.
وتؤكد المؤلفة أن كلمات أغنيات جانيس جوبلن التي كانت تكتب معظمها بنفسها خاصة بعد ان أصبحت المغنية الأساسية لفريق الأخ الأكبر الاشهر آنذاك، كانت تحمل الكثير من التمرد والثورة حتي لو كانت في ظاهرها أغنيات عاطفية. إذ كان التمرد علي النظم السياسية والاجتماعية وحتي الموسيقية جزءا من الكليشيهات التي ورّط الموسيقيون الهيبيون أنفسهم فيها. فهم دائماً في جولة موسيقية علي الطريق، حيث الجنس والحب مفهومان مختلفان، لكنّهما أيضاً شرطان ضروريان لأغنية الروك الثورية.
وقد عاشت جانيس جوبلن حياتها القصيرة باحثة دائما عن الحرية، أشبعتها بإدمان الهيروين وعلاقاتها المتعددة، حتي ماتت وهي في الـ27 من عمرها بجرعة زائدة من الهيروين والكحول.
تاركة إرثاً موسيقياً اخترقت به عالم الروك الرجولي بصوتها المبحوح، وروحها الثائرة، وشعرها الهيبي الطويل الذي يحيط بوجهها الممتلئ ذو الإبتسامة الأمومية التي لا تتناسب مع شخصيتها لتصبح تجسيدا لعصرها وأسطورة موسيقية لا تنسي حتي يومنا هذا فقد جاءت في التصنيف الذي أجرته مجلة رولينج ستون في المرتبة رقم 46 علي قائمة تضم 100 من أكبر الفنانين من كل العصور