رمضان وتأثيره الإيجابي على حركة الأسهم والإستثمار

رمضان وتأثيره الإيجابي على حركة الأسهم والإستثمار

ترجمة / اسلام عامر
يحتم شهر رمضان الكريم على المسلمين الامتناع عن الطعام و عن الشهوات و عن المتع الدنيوية من الفجر حتى غروب الشمس ، حيث بدأ شهر رمضان هذه السنة في شهر آب و يعد هذا الشهر الوقت الأمثل للتواصل مع الله و لتنقية النفس من الذنوب و فعل الخيرات و تقضية الوقت مع العائلة. و يعتقد فريق ٌ من الاساتذة ان هذا الشهر قد يكون ايضاً وقتا مناسبا لكسب المال.

و قام كل من احمد عتباري من جامعة(University of New Hampshire) في الولايات المتحدة وجدرزج بيالكاوسكي ) Jedrzej Bialkowski) من جامعة (New Zealand’s University of Canterbury) في بريطانيا وطوماس بياتور من جامعة (University of Leicester) في بريطانيا بتفحص عائدات الأسهم المالية من عام 1989 الى عام 2007 في اربعة عشر بلداً مسلماً ، و وجدوا ان متوسط عائدات الاسهم الشهرية خلال شهر رمضان هو 39 % مقارنة بالمتوسط الشهري البالغ 4.28 خلال الاشهر الباقية من التقويم الاسلامي.
فكان ملخص تلك الدراسة ضمنها امران واضحان.
فليحاول المستثمرون الذين يبحثون عن الارباح السريعة في العالم الاسلامي ان يستفيدوا من رمضان الصوم، من خلال شراء الاسهم قبل بداية شهر رمضان وبيعها عند نهايته او في عيد الفطر المبارك.
ولم يعز الباحثون ارتفاع الاسهم للتدخل الإلهي، بل للتفاؤل الاجتماعي والنشوة التي تستقبل بها المجتمعات الاسلامية شهر رمضان و ذلك في الاربعة عشر بلدا التي شملها المسح و التي تمثل نصف عدد المسلمين البالغ 1.5 مليار مسلم.
يؤثر رمضان تأثيرا ايجابيا على نفسية المستثمرين كما أنه يعزز مشاعر التضامن والهوية الاجتماعية بين المسلمين في جميع أنحاء العالم الامر الذي يؤدي الى شعور ٍ متفائل يمتد الى عائدات الاسهم" هذا ما قاله مؤلفو البحث. "نعتقد ان مناخ التفاؤل خلال شهر رمضان يؤدي إلى ثقة المستثمرين الإيجابية و ان لهذا الشهر تأثيراً ايجابياً قيماً على أسوق الأسهم المالية في البلدان الإسلامية". و في الوقت الذي يتوقع فيه المستثمرون ارتفاعا لسوق الاسهم خلال شهر رمضان يتوجب على المستثمرين في الدول غير الإسلامية مثل الولايات المتحدة الامريكية ان يكونوا اكثر حذرا لأن رمضان لا يحث ذلك النوع من الشعور بالنشاط في مجتمعات البلدان غير الإسلامية" وذلك طبقا لما قاله التقرير.
"فلا يمكن لتأثير رمضان الايجابي ان يتحقق ما لم يختر مجتمع ٌ ما ان يشارك في هذه التجربة الدينية مشاركة جماعية ً" و ذلك طبقا لما قاله التقرير أيضاً.
و يقول المدير الشريك رفيع الدين في (DinarStandard) الواقعة في نيو جرسي التي تغطي الأسواق في كل من العالمين الإسلامي و الغربي، انه كان مندهشا من تلك النتائج لأن ساعات العمل في البلدان المسلمة تميل الى ان تكون اقل عددا خلال شهر رمضان. "لقد وجدت ذلك الامر غير مطابق ٍ للمنطق بعض الشيء لأن شهر رمضان يميل الى ان يكون شهرا بطيئا جدا" هذا ما قاله رفيع الدين شيكوه.
و وجدت دراسات اخرى أن الأعياد الدينية وغيرها من العوامل مثل مباريات كاس العالم امور لها ان تغير من المزاج الوطني و بذلك فأن لها تأثيراً على سوق الاوراق المالية، حيث وثقت معظم الدراسات ارتفاعا في اسعار الاسهم قبل اعياد الميلاد (Christmas)ويوم الجمعة المباركة. وجدت الباحثة لورا فريدر و الباحث افانديهار اللذان كتبا في صحيفة (Financial Analysts) عام 2004 ان عائدات الاسهم ارتفعت على نحو ٍ ملحوظ في بداية السنة اليهودية و اليومين اللذين سبقاها لكنها انخفضت انخفاضا ملحوظا في يوم " كيبور" (وهو يوم الغفران لدى الديانية اليهودية).
وتم استخدام الدين لتفسير ظواهر اقتصادية اخرى كذلك. ففي عام 2003 وجد كل من ريني ستولز من جامعة اوهابو و روهان ويليامسون من جامعة جورج تاون ان الدين يمكن ان يفسر الاختلاف في حقوق الدائنين في مختلف البلدان. و وجد الباحثون ان قانون البلد التشريعي "اكثر اهمية" من الغالبية الدينية في ما يخص شرح حقوق الملكية، لكن الدين له تأثير اكبر من" انفتاح البلد الاقتصادي على التجارة العالمية و من لغة البلد و من دخل الفرد و حتى من اصل نظامها التشريعي" في تحديد حقوق الدائنين.
سواء ان كان واضحا للعالم الاسلامي تأثير هذا الشهر على سوق الاموال ام لا فأن بعض المؤسسات الاسلامية المالية قامت بتعزيز منتجاتها خلال هذا الشهر، حيث قام البنك المركزي الكويتي العام الماضي في شهر رمضان بعرض عروض رمضانية شملت بطاقات ائتمانية ذات فائدة تبلغ صفر بالمئة فضلا عن قروض ٍ للبيع بالتجزئة.
وقدم البنك الاماراتي الاسلامي قروضا للسيارات "احتفالا برمضان" و الذي تمثل "بأعطاء زبائنهم الوسيلة الأسهل ليهدوا لأنفسهم سيارة خلال هذا الشهر الميمون"
اما رأي منعم سلام و هو مدير البنك الاستثماري الاسلامي Islamic investing at Saturna ساترانا في بيلنغهام الواقعة في واشنطن و الذي يدير (امانة للاستثمار التعاوني) التي تتطابق مع الشريعة الاسلامية فانه يقول ان هذا الاستغلال القوي لشهر رمضان يبدو غير منسجم مع روح هذا الشهر الفضيل الذي فيه يجب التأكيد على الاحسان للفقراء.
و على الرغم من ذلك فأن ممثلي بنك Saturna يحاولون ان يستفيدوا من حضور المساجد الكبيرة خلال شهر رمضان المبارك و ذلك من خلال اعداد و تنظيم الكثير من العروض خلال الشهر الفضيل.
"لا توجد اية مشكلة في توسيع ثروتك في الاسلام" هذا ما قاله سلام "لكن ثمة واجبا عليك ألا وهو ان تتعامل بأموالك بما يطابق الشريعة الإسلامية".
و على الرغم من ان عتباري قال في تقريره ان المسلمين يستطيعون جني الارباح من خلال شراء الاسهم قبل رمضان و بيعها بعد مضيه إلا انه تراجع عن تأكيده لذلك الامر في مقابلة اجراها تلفونياً.
"لا يمكننا القول ان ذلك الأمر سيستمر طويلاً عاما بعد عام لأنه و كما هي الحال في سوق الاسهم المالية فأنه بمجرد اكتشاف احدهم لفائدة ٍ ما فأنها سوف تفقد قيمتها" هذا ما قاله عتباري مضيفا "منذ هذه اللحظة لن يعود هناك المزيد من الارباح في شهر الصوم".

عن الايكونومست