اقدم نص شعري مسرحي في الوطن العربي يظهر في العراق

اقدم نص شعري مسرحي في الوطن العربي يظهر في العراق

احمد فياض المفرجي
مؤرخ المسرح العراقي
اكدت كل الدراسات الموضوعة، ان محمد رضا شرف الدين هو اول من كتب المسرحية الشعرية في العراق، وهذه الكتابات تشير الى مسرحيته "الحسين" الصادرة ببغداد عام 1933 ، وتعدها اول نص شعري عراقي جاء بعد (امير الشعراء) احمد شوقي..

اقرأوا: (.. وقد هز شوقي شعراء العربية في حدثه هذا.. وحفزهم الى ولوج هذا الميدان الجديد.. وحينما اصدر مسرحيته الخالدة "مصرع كليوباطرة" عام 1927 واعقبها بـ "مجنون ليلى" و "قمبيز" و"علي بك الكبير" و"عنترة" و"اميرة الاندلس" النثرية، اخذ الشعراء يطرقون هذا الباب مترسيمن خطأ وسرعان ما انتشر هذا الفن في العالم العربي وكان البلد الذي حاز قصب السبق في اقتباس هذا الفن والكتابة فيه بعد مصر هو العراق، ففي عام 1931 (الصحيح 1932) اخرج الاستاذ محمد رضا شرف الدين مسرحيته الرائدة "الحسين" في 240 صفحة (والصحيح 206 صفحات) من القطع الصغير.) – راجع كتاب "نقد وتعريف" تأليف الاستاذ عبد الله الجبوري – الطبعة الاولى.
هذا الرأي شاع بين المعنيين بحركة المسرح في العراق، وجرى ترحيله الى جميع المؤلفات والدراسات والرسائل الجامعية دون ان يكلف اي باحث نفسه عناء تصحيح هذا "الخطأ" او "السهو" او سمه ما شئت !! انه استنتاج عجول.!
يقول الدكتور عمر الطالب الاستاذ في جامعة الموصل فيكتابه "المسرحية العربية في العراق": (. واول مسرحية شعرية ظهرت في العراق هي "الحسين" عام 1933 لمحمد رضا شرف الدين وتبعه خضر الطائي الذي قلد شوقي في مسرحية "قيس ولبنى" عام 1943).
ومثل هذا الرأي جاء في كتاب للدكتور علي الزبيدي الاستاذ في جامعة بغداد، اما كتاب "النقد الادبي" المقرر للصف السادس الاعدادي فقد كرس فصل – الشعر التمثيلي – لاحمد شوقي مسرحياته ، وعن العراق فقد جاءت هذه الاشارة في هامش صفحة 48: (وفي العراق نظم الشاعر خالد الشواف مسرحية "شمسو" وهي مستوحاة من التاريخ العراقي القديم). وواضح ان واضع الاشارة هذه قد الغى من جاءوا قبل الشواف مثل محمد رضا شرف الدين وخضر الطائي وعبد الحميد الراضي وغيرهم من كتبوا المسرحية الشعرية في الثلاثينيات والاربعينيات.. كما انه نسي تثبيت مسرحيتي الشواف الشعريتين الصادرتين قبل طبع كتاب "النقد الادبي" في عام 1974 وهما، الاسوار، و"الزيتونة".!!
وحتى الان ولغاية كتابة موضوعنا هذا فان اية دراسة صادرة في العراق ام في خارجه لم تؤكد المسرحية الشعرية لهجة الابطال" لمؤلفها الدكتور سليمان غزالة والتي عثرت على نسخة من طبعتها الثانية في "مطرانية الكلدان" بمحافظة نينوى، بعد ان اعتبني البحث عن "وجود" لها في مكتباتنا العامة (الرسمية).
ان "لهجة الابطال" مسرحية شعرية صدرت طبعتها لثانية في سنة 1911.
اي قبل ان يطبع احمد شوقي كل مسرحياته التي ذاع صيتها، ونالت (قصب السبق) في جميع الدراسات العربية والعراقية والاجنبية ايضا..
يصف الدكتور سليمان غزالة مسرحياته بانها (منظومة تشخيصية في انتصار الملة العثمانية) و(تباع وتشخص لمتابعة الهلال الاحمر) و(برخصة المؤلف) وقد طبعت في "القسطنطينية" بمطبعة الشركة العثمانية المشتركة المنفعة.
ويكتب المؤلف في تمهيده لها: (.. وقد جعلت هذه المنظومة على طرز رواية تشخيصية تنقسم الى ثلاثة فصول اولها بشخص الملة الامينة وهي في قلق ولوعة) و(الفصل الثاني: بشخص الارواح الشريرة وزعيمها الاستبداد) و(الفصل الثالث موضوعه انتصار الملة..)
وللدكتور سليمان غزالة عدة مؤلفات في الطب واللغة والاجتماع منشورة باللغتين العربية والفرنسية وله الى جانب ذلك حوارية شعرية صادرة ببغداد عام 1939 وهي معروفة ومتداولة "اشار اليها المؤلف في الغلاف الاخير لمسرحيته الشعرية موضوعة البحث".
اكرر..
ان "لهجة الابطال" المسرحية الشعرية التي كتبها الدكتور سليمان غزالة والصادرة طبعتها الثانية سنة 1911 هي اقدم من الاعمال المسرحية الشعرية المطبوعة والمعروفة لاحمد شوقي.. وباكتشافها الان والاعلان عنها، ينبغي التوقف عن ترويج الاستنتاجات غير الدقيقة، والشروع بتصحيح المدونات السابقة عن النشاط المسرحي في الوطن العربي وبخاصة المسرح الشعري..