مصادر: مستقبل النفط قد يتعرض للمخاطر بعد خروج القوات الامريكية

مصادر: مستقبل النفط قد يتعرض للمخاطر بعد خروج القوات الامريكية

بغداد/ رويترز
تثير المخاوف الامنية توجساً لدى الشركات الاستثمارية بعدما مزقت عبوة ناسفة مؤخرة سيارة دفع رباعي مصفحة كانت تقل عمال نفط صينيين في العراق بمنتصف تموز الماضي قال متعاقدون أمنيون ان الجيش الامريكي كان هو المستهدف على الارجح وليس شركة داتشينغ بتروليوم الصينية.

ومزقت القذيفة التي صممها الحرس الثوري الايراني والتي كثيرا ما تستخدمها ميليشيات شيعية في العراق مؤخرة السيارة وخرجت من الجانب الآخر خلف مقعد الركاب الخلفي مباشرة.
وأصيب ثلاثة عمال صينيين يعملون في تطوير انتاج حقل الرميلة أكبر حقول النفط العراقية بخدوش وجروح طفيفة، وأصيب حارس أمن كان يجلس في مقعد أمامي بشظايا.
ولم تهتم شركات النفط الى الان بالمخاوف الامنية بعد ابرام عشرات الصفقات في العراق التي من الممكن أن تزيد الطاقة الانتاجية في البلاد الى أربعة أمثالها لتنافس المستويات السعودية التي تصل الى 12 مليون برميل في اليوم.
وقال مسؤول نفط أجنبي يعمل في العراق"ليست لدينا مؤشرات عن شركات نفط دولية يجري استهدافها على أي نحو واعتقد أن ذلك سيتوقف في نهاية الامر على الدافع وراء تلك الهجمات."
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون انهم لا يعتقدون أيضا أن ميليشيا شيعية كانت تستهدف العاملين في النفط أو المنشآت النفطية في الهجوم الذي وقع يوم 15 تموز. وقال الميجر جنرال ستيفن لانزا المتحدث باسم الجيش الامريكي في العراق"اعتقد أن هذا احتمال وحسب."
ولكن بعض شركات الامن والمسؤولين العراقيين يتساءلون ما اذا كان المسلحون الاسلاميون السنة والميليشيات الشيعية سيركزون الان على الشركات التي تعمل على تنمية الاحتياطيات النفطية الهائلة في العراق بعدما انهت القوات الامريكية مهامها القتالية في 31 آب وخفضت عدد القوات الى 50 ألفا بعد مرور سبعة أعوام ونصف العام على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.
ودعا كاتب في بيان نشر على موقع اسلامي متشدد على الانترنت الشهر الماضي الى شن هجمات على أنابيب النفط في أرجاء العراق على أساس أن النفط كان سببا رئيسا وراء غزو الدول الملحدة والكافرة لديار المسلمين.
وينظر مسؤولون عراقيون وأمريكيون الى النفط باعتباره الدواء الناجع لكل أمراض العراق، كل شيء يتوقف على ما اذا كان العراق العضو في أوبك قادراً على تأمين حقوله النفطية وأنابيب التصدير ومعامل التكرير الحيوية.
ووضعت الحكومة العراقية قوات الامن وشرطة النفط في حالة تأهب تحسبا لشن هجمات من قبل جماعات على صلة بتنظيم القاعدة مع انهاء الولايات المتحدة عملياتها القتالية وحذرت تقارير مخابراتية من تهديد للمنشآت النفطية.
وقال صفاء الشيخ القائم بأعمال مستشار الامن القومي انه بالطبع ستكون هناك محاولات لاستهداف شركات النفط ولكن القوات العراقية توفر حماية أفضل للمناطق التي تعمل فيها.
ومضى يقول انه لا توجد معلومات دقيقة تظهر زيادة في الهجمات ولكن الشيء المعروف عن الارهابيين هو أنهم يستغلون كل الوسائل الممكنة ويهاجمون أي شخص يمكنهم مهاجمته.
ومن المتوقع أن ترتفع كذلك أعمال القتل والترويع والتهريب في أماكن مثل البصرة حيث تلاشت أكثر الحدود الفاصلة بين العمليات المسلحة والجريمة.
وقال كايل مكينيني الذي يرأس عمليات الشرق الاوسط في شركة ارجو وهي شركة استشارات للاسواق الناشئة"من المؤكد أننا لم نر انتهاء الهجمات الارهابية في العراق."
واستطرد:"قد تتأثر شركات النفط الدولية الى حد ما ولكن هذه الشركات اعتادت أن تعمل في بيئات صعبة وتفهم الوضع في العراق."
وتراجع العنف بشكل عام في العراق بشدة في العامين المنصرمين والجنوب الشيعي حيث معظم الانتاج الحالي من النفط هادئ نسبيا، ولكن لا تزال هناك هجمات.
وقال الجيش الامريكي ان مسلحين أطلقوا قذائف مورتر في أواخر تموز الماضي بالقرب من حقل الحلفاية وسقطت قذيفة على بعد 200 متر من بئر نفطية عاملة.
ويتعرض خط أنابيب العراق تركيا في الشمال الذي ينقل نحو ربع صادرات العراق النفطية عادة لأعمال تخريب يلقى باللوم فيها عادة على تنظيم القاعدة وحزب البعث المحظور.
ولم تظهر شركات النفط الكبرى الى الان أي علامة على ضعف التزاماتها تجاه العراق، وتمضي الشركات قدما في طرح مناقصات على أعمال في الحقول التي تعمل فيها للوصول الى مستويات الانتاج التي حددتها.
قال المسؤول النفطي الاجنبي"لا يملك أي منا بلورة سحرية تخبره بما اذا كانت أعمال العنف ستزيد أم لا مع انسحاب القوات الامريكية، اعتقد أن هذا سيتوقف أساسا على قدرة قوات الامن العراقية."
وعلى الرغم من أن شركات النفط اعتادت على الظروف الصعبة الا أن تدهورا خطيرا في الوضع الامني ربما يدفع البعض الى تقليص حجم العاملين أو حتى مغادرة العراق.
وقال المسؤول النفطي:"لا يوجد تأثير على عملياتنا الى الان."وأضاف:"سنحتاج الى تقييم تلك الحوادث كي نكون قادرين على تحديد خطوتنا التالية، ولكن بصراحة فان كل شيء مفتوح الى أن يتم ذلك."