إليانور ماركس تضيء أسئلة إبسن

إليانور ماركس تضيء أسئلة إبسن

كان الكاتب المسرحي هنريك إبسن، الذي تستمر، هذا العام، احتفالات الأوساط الثقافية في مختلف أنحاء العالم بالذكرى المئوية لرحيله، أكثـر من رائد في المسرح الحديث، إذ كان يحمل مشعلاً لكل أولئك الذين يكافحون من أجل الحرية.

فالكاتب النرويجي،، أبدع مجموعة من المسرحيات يمكن أن تزعم، بحق، أنها بشرت بالمسرح الحديث. وهي تواصل ممارستها التأثير الاجتماعي العميق منذ القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا. وقد شهد المسرح العراقي على مدى عقود من الزمن عروضاً لبعض من مسرحيات إبسن، سواء كان ذلك للجمهور، أو في إطار الطلاب من دارسي المسرح.
ولسنا ساعين في هذا المقال الى تقديم نظرة شاملة في إبسن. فلمثل هذه النظرة مقام آخر. غير أننا لابد أن نلقي ضوءاً على بعض ملامح تتفق مع سياق المقال.
فقد تنبأت مسرحيات إبسن، التي اتسمت بغنى الموضوعات وجمالية الخصائص الفنية، بالتطورات الكبرى في القرنين العشرين والحادي والعشرين. فصورت مشاعر اغتراب الفرد عن المجتمع، والأغلال التي تكبل فرديته. وكشف إبسن عن ضغوط الحياة الحديثة بتصويره الصراعات الداخلية التي تحبط المرء وتؤدي الى تدميره.
ومن بين القيم الأساسية لدى إبسن قيمة الحرية، التي كان يعتقد أنها ضرورية للانجاز الذاتي. ويميز إبسن، على نحو خاص، التناقضات بين القابلية والرغبة، والارادة والظروف، وامتزاج تراجيديا وكوميديا البشر والفرد.
وكان إبسن، على الدوام، يمارس التجريب ويتجاوز الحدود في كتابته. وغالباً ما جعلت نزعة الاستكشاف هذه منه ومن مسرحياته موضوعاً مثيراً للجدل، وصادماً للجمهور والنقاد المحافظين. وعن هذه النزعة أو العادة قال: "حيث كنت أقف في ذلك الحين، عندما كتبت كتبي المختلفة، هناك الآن حشد مكتظ، ولكنني، أنا نفسي، لم أعد هناك. أنا في مكان آخر، آمل أن يكون في الطليعة".
ومما يضفي صعوبة على امكانية تصنيف إبسن التعقيد الذي يصور به أبطاله وموضوعاته. وقد مكّن هذا الالتباس القراء من أن يجدوا دعماً لمعتقداتهم ومزاعمهم بأن إبسن يتوافق معها. ومثلما كان هذا صحيحاً في القرن التاسع عشر، فانه يصح في أيامنا أيضاً. فقد مُنح إبسن توصيفات كثيرة بينها، على سبيل المثال، ثوري ورومانتيكي ومثالي وواقعي وطبيعي ورمزي واشتراكي ونسوي، بل ورائد للتحليل النفسي.
وكان لإبسن تأثير عميق على الدراما سواء في عصره أو في القرن العشرين. وأدت متطلبات مسرحياته بالمخرجين الى السعي الى سبل جديدة لتقديمها، مثلما أدت بالممثلين الى السعي الى سبل جديدة لادائها. فالأسلوب الخطابي الانفعالي في التمثيل في عهد إبسن لم يكن، مثلاً، قادراً على أن يقدم، بإقناع، الحوار الطبيعي لمسرحيات إبسن الأخيرة، الذي تميز بتشظي الجمل، وكلمات التعجب، والتعابير القصيرة. ومثل هذا الحوار مألوف في المسرحيات والأفلام والدراما التلفزيونية في أيامنا. غير أنه في عهد إبسن كان ابتكاراً أربك، بل وأقلق مرتادي المسرح.
ويجري تصوير المجتمع البرجوازي، الذي سفهته أعمال إبسن، عبر عيون النساء، ضحايا الاضطهاد. وفي مسرحيته (هيدا غابلر) ـ 1890 يشعر المرء، باستمرار، بأن إبنة الجنرال هي مثل أسد مأسور في قفص، تكافح من أجل التحرر من العالم الضيق الذي تُرغَم على العيش فيه. وأخيراً تسقط، فتحطم مَنْ حولها وبالتالي نفسها، لأنها ترفض الخنوع.
وظل سؤال علاقة إبسن بالنسوية، سواء أشار المرء بشكل خاص الى حركة النساء في مطلع القرن العشرين أو بشكل عام الى النسوية كآيديولوجيا، سؤالاً مثيراً للجدل. فالرأي الذي يدعم إبسن كنصير للاتجاهات النسوية يمكن أن ينظر إليه متجلياً على امتداد طيف واسع من المواقف مع إبسن كاشتراكي بمعنى ما في طرف وإبسن كإنساني في الطرف الآخر. وقد يشير المدافعون عن الموقف الأول الى أداء هواة لمسرحية (بيت الدمية) عام 1886 في غرفة للضيوف بشقة في منطقة بلومزبري بلندن، حيث كان جميع المشاركين لا من المرتبطين بالقضية النسوية حسب وإنما كانت لهم أو ستكون انجازات في الحركة الاشتراكية البريطانية.
وإبسن نفسه غالباً ما ربط قضية النساء بالمجالات الأخرى التي تحتاج الى إصلاح، مجادلاً، على سبيل المثال، بأن "كل المهمشين" (وبينهم النساء) ينبغي أن يشكلوا حزباً سياسياً قوياً للكفاح في سبيل تحسين وضع وتعليم النساء. وعلى نحو مماثل وفي خطاب ألقاه أمام الشغيلة في تروندهايم عام 1885 قال إبسن إن "تحويل الظروف الاجتماعية، الذي يجري الآن في مختلف أنحاء أوروبا، مرتبط، الى حد كبير، بالوضع المستقبلي للعمال والنساء. وذلك ما آمله وأنتظره، وما سأسعى اليه بكل ما أوتيت من طاقة". ويلقى الضوء على مسألة علاقة إبسن بالاشتراكية من خلال حقيقة أن الاشتراكية والنسوية في القرن التاسع عشر كانا حليفين مألوفين. ورأى المفكرون الاشتراكيون الأبرز في ذلك الوقت، رجالاً ونساء، أن المساواة الجنسية الحقيقية تتطلب تغييرات أساسية في بنية المجتمع.
وكتبت إليانور ماركس، إبنة ماركس الصغرى، التي تعلمت النرويجية لتتمكن من ترجمة مسرحيات إبسن، الى هافيلوك إيليس، الطبيب وعالم النفس البريطاني والشخصية الفابية الشهيرة، في أواخر كانون الأول 1885 تقول "أشعر أنه يجب علي القيام بشيء لجعل الناس يفهمون إبسننا بطريقة أوسع مما يفعلون". ولهذا وجهت دعوات الى "عدد قليل من الناس الجديرين بمشاهدة عرض قراءة نورا". وفي يوم 15 كانون الثاني عام 1886، وفي شقتهما في غريت رسل ستريت بلندن، استضافت إليانور ماركس وزوجها ادوارد ايفلنغ واحداً من العروض (القراءات) الأولى في انكلترا لمسرحية إبسن (بيت الدمية). وأدت إليانور دور نورا بينما أدى ايفلنغ دور هيلمر. وكان برناردشو واحداً من أهم المدعوين، وقد لعب دور كروغشتاد أمام المسز ليندي، الذي لعبته ماي، إبنة ويليام موريس، الكاتب والاشتراكي البريطاني البارز. وتحولت الأمسية الى أمسية تبشر بـ "الابسنية"، ونقطة التقاء بين الماركسية والاشتراكية والفابية.
وكانت تلك المرة الأولى التي أدى فيها برناردشو دوراً مع إليانور وايفلنغ. وفي يوم 21 تشرين الثاني 1884كانت هناك "أمسية فنية" للموسيقى والقراءة والدراما في نيوميير هول بهدف جمع التبرعات لاتحاد المنظمات الاشتراكية الديمقراطية. وافتتح البرنامج بعزف ثنائي على البيانو لمندلسون أداه برناردشو وكاثلين إينا. وقرأ ايفلنغ قصيدة شيلي (رجال انكلترا). وكانت هناك فقرات وصفتها هيلين ديموث، التي كانت هناك، لفرديريك إنجلز، الذي لم يتسنَ له حضور الأمسية.
وفي 30 كانون الثاني 1885 ظهر برناردشو مرة أخرى مع إليانور وايفلنغ في أمسية مسرحية موسيقية أقامتها "المنظمة الاشتراكية" في لادبروك هول بحي نوتنغ هيل.
وتجدر الاشارة الى أن إليانور ماركس كتبت في أيام الاحتفال بعيد العمال العالمي عام 1891 الى صديقتها كارولين رادفورد تشكرها على مجموعتها الشعرية الأولى التي قالت عنها إنها "ستظل على الدوام شيئاً ثميناً". ثم أشارت الى إليزابيث روبنز، الممثلة والروائية الأميركية المعروفة، باعتبارها "رائعة ببساطة" في مسرحية إبسن المذهلة (هيدا غابلر) قائلة "إننا نجد فيها فنانة عظيمة حقاً". وهي فكرة حملها كثيرون ممن حضروا العرض الافتتاحي، وكان بينهم هنري جيمس وتوماس هاردي وجورج مريديث وبرناردشو، فضلاً عن جون بيرنز رئيس اتحاد عمال الغاز، وجمهور واسع ومثقف من الفابيين والاشتراكيين وسواهم.
وكانت إليانور ماركس تنشر التعاليم الإبسنية خارج حدود بلومزبري الى مناطق الطبقة العاملة في لندن ووسط انجلترا. وكان برناردشو يعدّ محاضرته الفابية الهامة حول إبسن عام 1890 (التي أعيد النظر فيها لتتحول الى موضوع بعنوان "جوهر الإبسنية" بعد عام من ذلك). وكان إبسني ثالث مشغولاً بحملته النشطة المثيرة للجدل المؤيدة لإبسن، وهو ويليام آرتشر، المترجم ومراجع الكتب والمخرج.
ويهمنا هنا أن نشير، بايجاز، من بين هذه الأشكال الثلاثة من الإبسنية المبكرة باعتبارها تمثل المواقف النقدية منذ سبعينيات القرن التاسع عشر حتى الحرب العالمية الأولى، الى موقف إليانور ماركس.
فقد عرفت إليانور، على أفضل نحو، باعتبارها واحدة من المترجمين الأوائل لمسرحيات إبسن (عدو الشعب، وحورية البحر). ولكن أهميتها بالنسبة لتاريخ النقد هي نوعاً ما أهمية نصيرة لمسرح إبسن خلال ثمانينات القرن التاسع عشر، عندما كان الحماس الروحي للاشتراكية البريطانية يسمع صدى آيديولوجيتها في مسرح الطليعة الأوروبي. ومن الجلي أن (بيت الدمية) ـ 1879 قدمت دليلاً معززاً لمواقفها السياسية.
وكانت إليانور وايفلنغ قد نشرا بشكل مشترك مقالة في "الويستمنستر ريفيو" تحت عنوان "قضية النساء: من وجهة نظر اشتراكية"، وفيها يجادلان (باقتباس من مسرحية إبسن) بأنه بدون الثورة الاجتماعية الكبرى لن تتحرر النساء. وبالنسبة لإليانور كانت "المعجزة" تغيراً ماركسياً بوعده بالتحرير الاقتصادي والفكري للنساء والعمال أيضاً. ويبدو عائق نورا العائلي كمجاز لاستغلال واضطهاد العمل.
وكان تأثير إبسن على إليانور ودائرتها المباشرة متقداً، شأن احساس الغضب الذي شعر به نقاد انكليز في أول عرض لمسرحياته. فقد أذهلتهم هذه "الدراما الاجتماعية" الجديدة بانفصالها عن التقاليد المسرحية لذلك العصر، سواء في الطريقة الفنية أو في المحتوى.
وأثارت مسرحيات إبسن مواقف متعارضة في أوساط النقاد والصحف والجمهور في لندن. فقد عبرت أوليف شراينر، الكاتبة والنسوية الجنوب أفريقية البارزة، عن إعجابها العميق بإبسن. وفي رسالة لها الى هافيلوك إيليس في 29 تموز 1884 قالت "لقد سمعت جزءاً من مسرحية إبسن (الأشباح) ـ 1881 وهي ما تزال في مسودتها. إنها واحدة من أعظم الأعمال التي لم نرَ مثيلها منذ زمن بعيد". غير أن مسرحيات إبسن واجهت مشاعر رعب من جانب عدد من نقاد المسرح في لندن. وظهرت مقالات تهاجم إبسن في "الديلي تلغراف" و"ايفننغ ستاندارد". ووصفت الأخيرة جمهور مسرحية (الأشباح)، التي عالجت موضوع الأمراض التناسلية وآثام الآباء الذين ينتقمون من أبنائهم، بأنهم "عشاق الشبق وهواة قلة الاحتشام التواقون الى إرضاء أذواقهم غير المشروعة بذريعة الفن". ولكن مقالات أخرى نشرت دفاعاً عن إبسن، واعتبر الناقد المسرحي البريطاني هارلي غرانفيل باركر أول إخراج لمسرحية (بيت الدمية) عام 1889 "الحدث الأكثر دراماتيكية في العقد".
وكانت أوليف شراينر قد أشارت في يومياتها في 9 آذار 1884 قائلة "أحب (نورا) إبسن". وكتبت الى إيليس تقول "هل قرأت هذه المسرحية الصغيرة التي تحمل اسم (نورا)؟ التي كتبها إبسن وترجمتها عن السويدية فرانسيس لورد. إنها عمل في غاية الروعة". وعادت الى الموضوع بعد أيام لتقول "في ما يتعلق بـ (نورا) أعتقد أن إبسن يرى الجانب الآخر من المسألة. ولكن في كتاب هو عمل فني وليس مجرد أطروحة فلسفية، ليس من الممكن دائماً أن يجسد المرء كل الجوانب".
وكان موقف إبسن السياسي ما يمكن أن نسميه اليوم غير ملتزم. لكنه عندما نشر مراسل صحيفة "الديلي كرونيكل" في برلين يوم 13 آب 1890 مقابلة معه طعن فيها بآرائه، رد على ذلك في رسالة الى أتش. أل. براكشتاد، وهو صديق في لندن كتب الى الصحيفة مقتبساً من كلمات إبسن مترجمة: "لم أقل إنني لم أدرس المسألة الاشتراكية الديمقراطية. على العكس من ذلك، حاولت، باهتمام عظيم، وبقدر استطاعتي، أن أجعل من نفسي قريباً من النواحي المختلفة لهذه المسألة. ولكنني قلت بالفعل إنه لم يتسنَ لي الوقت لدراسة الأدب الشامل الذي عالج الجوانب الاشتراكية المختلفة. وعندما يشير المراسل الى قولي بأنني لم أنتمِ الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، تمنيت لو أنه لم يحذف ما أضفته وشددت عليه، وهو أنني لم أنتمِ وربما لن أنتمي الى أي حزب كان... كنت مندهشاً من أنني، أنا الذي جعلت أساساً من موضوع حياتي أن أصور شخصيات ومصائر الرجال، في نقاط معينة، ومن دون وعي أو قصد مباشر لعزو أي شيء من هذا النوع، توصلت الى النتيجة ذاتها التي توصل اليها الفلاسفة الأخلاقيون الاشتراكيون الديمقراطيون عبر البحث العلمي. وهذا الذي يعكس دهشتي، وقد أضيف، هنا، قناعتي، هو ما عبرت عنه للمراسل".
وتصور مسرحية (بيت الدمية) بطلة هي نورا التي تعاني من قيود العائلة الفكتورية وترغم على الصراع ضدها. وعلى خلاف هيدا غابلر، فانها تقف في نهاية المسرحية على عتبة حياة جديدة تتسم برفض الزوج والعائلة، وهي نهاية صادمة لمسرحية في القرن التاسع عشر بحيث أنه كانت هناك محاولة لاعادة كتابة النهاية. ففي قلب هذا المجتمع "المحترم" هناك سم يؤثر على جميع أفراده. وهذه الفكرة الرئيسة تتجلى في مسرحيات أخرى مثل (الأشباح) و(عدو الشعب) ـ 1882.
ويعتبر تفسير إليانور ماركس لمسرحية (بيت الدمية) واحداً من التحليلات النقدية الماركسية المبكرة لإبسن باعتباره رسول التغيير في نظام برجوازي متفجر. ولابد أنه يؤدي هنا دور نموذج لحجة نقدية، وإن كانت غير معصومة، سائدة في أوروبا ما بعد الحرب، ولكنها لم تتابَع بشكل نشيط في النقد الانجليزي. ولكونها أكثر ارتباطاً بالمقاربات المعاصرة تعتبر إليانور ماركس الأولى من بين ناقدات إبسن النسويات، وسلفاً لحركة كسبت قوة في سبعينات القرن الماضي من خلال صورة الكاتبة والنسوية البريطانية البارزة كيت مليت عن نورا باعتبارها انبعاثاً حقيقياً للثورة من أجل تحرير النساء. ولكن على خلاف النسويات البرجوازيات اللواتي يجادلن بأن مأزق نورا قد يمكن حله عبر المساواة في الجنس حيث النساء سيحققن المساواة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الرجال، وعلى خلاف النسويات الأكثر راديكالية اللواتي يربطن المشكلة بالصراع الأبدي بين قوى الرجال والنساء، أكدت نسوية إليانور ماركس الاشتراكية على أن الصراع يستند بالأساس الى الطبقة وليس الجندر (التمايز الجنسي)، وأن مصالح الطوائف يجب أن تحل نفسها في العمل الثوري الأكبر. إنها حجة تبقى بقوة أكبر في عمل النسويات الاشتراكيات المعاصرات.
وكان الاشتراكيون الأوائل متحمسين لإبسن. وكان تأثيره على ذلك الجيل من الكتاب عميقاً، ولكن لديه الكثير لقوله للناس الذين يرتابون في المجتمع اليوم. فبعد ازدهار حركة تحرير النساء أواخر ستينيات القرن الماضي أدى تماثل إبسن مع النساء المضطهدات الى اهتمام متجدد. فقد ظهرت نسختان من فيلم (بيت الدمية) في أوائل السبعينيات. وكان أحدهما من بطولة جين فوندا، التي أبدعت في اداء دور المتمردة نورا في النهاية، ولكنها لم تكن مقنعة في الواقع في أدائها دور نورا المضطهدة في معظم فصول المسرحية.
وقد شاهد الناس في مختلف أنحاء العالم نسخاً كثيرة من مسرحيات إبسن على المسرح، أدتها ممثلات هن أنفسهن مجسدات تجربة مسرحية عظيمة. ولكن بالنسبة لنا فإن المأثرة العظمى تتمثل في أن إبسن، على الرغم من كونه رجلاً، يعبر عن غضب النساء عبر الأجيال. ولعل الرجل المسرحي الآخر الذي فعل هذا هو برتولت بريخت. وبالتالي فان إبسن وبريخت يظهران مآسي الرأسمالية عبر إضاءة الظلم الذي تسببه للنساء، وبالتالي يساعداننا في فهم العالم من أجل تغييره.

عن كتاب يعده الناقد
رضا الظاهر عن ابسن