الكرادة الشرقية.. ذكريات

الكرادة الشرقية.. ذكريات

عبد الكريم الحسني
الكرادة الشرقيةهي المنطقه المحصوره من مدخلها في ساحة كهرمانه وتسير بمحاذاة نهر دجله الى ما بعد فندق بابل الحالي وتحدها من جهة اليسار الكرادة خارج ثم الجادريه وتكاد تكون هذه المناطق الثلاثه متداخله بشكل يصعب معها الفصل والتفريق .

الكراده خارج
وهي التي تبدا من ساحة الفتح (المسرح الوطني) والى تقاطع السفاره الالمانية سابقا والى اليمين وحتى ساحة الحرية الحاليه وتحدها من جهة اليسار (عرصات الهنديه) ومن الجنوب الجادرية.. ومن الشمال الشرقي منطقة المسبح ..
الجادرية
وهي المنطقه المحصوره بين ساحة الحرية وجامعة بغداد والى اليمين من الجامعة على امتداد جزء من ضفاف نهر دجلة وهي تتداخل مع الكرادتين .. جائت تسميتها بالجادريه من اسم اصحابها (ال جادر) العائله المعروفه في بغداد والموصل وحلب وكانت من اغنى المناطق الزراعيه في ضواحي بغداد وتشتهر بزراعة (اللفت ,, الخس ,, القرنابيط ) والى فتره قريبه ..
تتشابه الكرادتين وتختلف ببعض الامور فكلاهما مناطق سكنيه مع اختلاف الساكنيين فالكراده داخل تعتبر من المناطق الشعبيه وسكانها من الزراعيين والعمال وصغار التجار واصحاب المهن بينماالكراده خارج يكثر فيها الموظفيين والاطباء والصناعيين .
من الملاحظات الافته للنظر ان الكرادة خارج خاليه من اي مسجد او حسينيه في كل اماكنها عدا مسجد واحد بني في منطقة الناظميه في فتره متاخرة ,, بينما تمتاز الكراده داخل بوجود المساجد والحسينيات من بداية مدخلها وحتى نهايتها وفيها الحسينيات المشهورة (عبد الرسول علي , ال المباركة , الحاجه مسعده , الزوية)..
وفيها مرقد (السيد ادريس).. ومن اوجه المفارقات ايضا ان الكرادة خارج تفتقر الى اسواق الفواكه والخضر والقصابين والمقاهي الشعبيه بينما تكثر الاسواق في الكراده داخل ابتداء من سوق (ارخيته ,, البوليسخانة) وكذلك الحال لباقي الامور..
وكذلك لاتجد اي اسواق حديثه في الكرادة داخل بينما الكراده خارج عامره باكثر من سوق حديث..
حتى شباب الكرادتين وفتياتهما تختلفان بشكل يلمسه الزائر وكأن الانتقال من الداخل الى الخارج مثل الانتقال الى مدينة اوربيه او مدينه لبنانيه على اقل تشبيه ..
ولغرض التعرف على الكرادة داخل كما تجولنا في الحلقه الماضية في عرصات الهنديه التي تشكل الجزء الرئيسي من الكراده خارج نتناول اليوم الكراده داخل ومافيها من عوالم ..
تبدأ الكرادة داخل من ساحة كهرمانة وتنتهي عند تقاطع فندق بابل الحالي وهي مشهوره بكثرة محلاتها واسواقها الشعبية وعيادات الاطباء والمستشفيات اضافة الى جوامعها وحسينياتها وعند الدخول من ساحة كهرمانة وعلى اليسار تشاهد مجموعه من محلات الملابس الرجالية وهي الوحيده في بغداد بعد المنصور في نوعية الملابس وموديلاتها وعلى اليمين اول معلم هو (صيدلية هنودي ) من اقدم الصيدليات في الكراده ثم مستشفى القديس رفائيل (الراهبات) ويجاورها مسجد ارخيته..
يقابله سوق ارخيته للفواكه والخضر والقصابة وفرن صمون ثم من المعالم ايضا في ارخيته الشكرجي وهو ايضا من القدماء ومحلات رضا علوان التي لاادري اين اصبحت الان ثم مصرف الرافدين ومحطة وقود ثم مستسفى (الامام) للدكتور محمد على الامام يقابلها قليلا الى الامام (عقيل ابو الجري ) والجري نوع من اسماك نهر دجله والفرات ويحلل اكله البعض ويحرمه البعض الاخر واذا اردت تناول وجبه لذيذه من هذا السمك عليك ان تبكر بالحضور قبل الظهر للحصول على وجبتك من عقيل ابو الجري ,,
ثم معرض اللوحات الفنيه والحقيقه هو مجموهة معارض لفنانين وبائعين للوحات الفنية ومن هناك يبدأ السوق التجاري للكرادة داخل على الجهتين من محلات للملابس وصاغة ومعارض الاجهزة الكهربائيه حتى نصل الى اشهر شوارعها وهو شارع العطار الذي يكون دائم الازدحام بسبب تجول النسوه والعوائل لغرض التبضع وتواجهنا على الجانب الايمن حسينية المرحوم عبد الرسول عل (ابو سعدي) ونستمر حتى نصل الى (البوليسخانة) وهي منطقه كانت معسكرا للشرطه التركية ايام العثمانيين ويستمر بنا المسير الى مستشفى الدكتور عبد المجيد ويجاورها سوق مباركة للفواكه والخضر يقابله حسينية (ال مباركة) ومن ثم الى مصرف الزويه الذي حدثت فيه السرقه المشهورة قبل سنوات قليله ومقابله اشهر سوق للسجاد والموكيت ثم تقاطع ابو نواس ووصولا الى الجسر المعلق ونفق الجسر وتصبح الكرادة هناك عباره هن دور سكنية ومحلات حتى تقاطع فندق بابل حيث تبدأ منطقة الجادرية.
تعتبر اليوم الجادرية اوفر حظا من الكرادتين اذ انها اليوم المكان الملائم لسكن معظم والاغنياء وفيها مجموعة من المطاعم الجميله وتأخد مكانتها من وجود جامعة بغداد فيها ومنتزه الجامعة على نهر دجلة الذي يأمه الكثير من عوائل بغداد..